إقتصاد

النفط يتكبد خسائر حادة مع دخول الرسوم الأميركية حيز التنفيذ... مستقبل ضبابي في الأٍسواق!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تكبدت أسواق النفط العالمية خسائر حادة تجاوزت 3% في تداولات يوم أمس، تزامناً مع دخول الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة حيز التنفيذ، ما أثار مخاوف المستثمرين بشأن الطلب العالمي على النفط في ظل تصاعد التوترات التجارية.

وبحسب بيانات وكالة "رويترز"، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 2.13 دولار، أي ما يعادل 3.39%، لتسجل 60.69 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 01:08 صباحاً بتوقيت غرينتش. وفي الوقت ذاته، انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 2.36 دولار، أو ما نسبته 3.96%، لتصل إلى 57.22 دولاراً للبرميل.

وقد سجل خام برنت أدنى مستوياته منذ آذار (مارس) 2021، في حين لامس خام غرب تكساس الوسيط أدنى مستوياته منذ شباط (فبراير) من العام ذاته، في إشارة واضحة إلى تأثير الضغوط الجيوسياسية والاقتصادية على سوق الطاقة.

أسباب التراجع في الأسعار

وجاء هذا التراجع في الأسعار بعد بدء تنفيذ الرسوم الجمركية الأميركية الشاملة، بما في ذلك الزيادة الأخيرة المفروضة على الصين، والتي رفعت إجمال الرسوم إلى 104%، اعتباراً من الساعة 04:01 بتوقيت غرينتش. هذه التطورات فاقمت المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، الأمر الذي قد ينعكس سلباً على الطلب على النفط خلال الفترة المقبلة.


في هذا الإطار، يشرح استراتيجي الاسواق المالية، جاد حريري، في حديث الى "النهار" أنّ "التعريفات الجمركية تؤدي إلى تراجع الطلب على السلع والخدمات المستوردة من الخارج، فكل السلع التي يتم تصنيعها تحتاج إلى مواد اولية من ضمنها النفط، وبالتالي تراجع الطلب على السلع سيؤدي تلقائياً إلى خفض الطلب على النفط، وكذلك تراجع عمليات الاستيراد والتصدير نتيجة التعرفات الجمركية سيؤدي إلى تراجع الطلب على النفط".

تجارب سابقة

وذكّر بأنّه "في عام 2018، وتحديداً عندما اندلعت الأزمة التجارية مع الصين، شهدنا تراجعاً في أسعار النفط بنسبة تقارب 40%. أما في الوقت الراهن، فالوضع يُعدّ أسوأ أو أكثر تعقيداً من عام 2018، لأن الحرب التجارية الحالية ليست مقتصرة على الصين فحسب، بل تشمل عدداً من الدول الأخرى أيضاً".

هذا التوسع في الحرب التجارية يعني تراجعاً أكبر في الإنتاج الصناعي والخدمي عالمياً، يقول حريري، ما يؤدي بدوره إلى خفض الطلب على المواد الأولية، وعلى رأسها النفط. 

ورجّح استراتيجي الاسواق المالية، أن نشهد تراجعاً إضافياً في أسعار النفط، بحيث قد يصل سعر خام غرب تكساس إلى حدود 50 أو حتى 45 دولاراً للبرميل.

وفي حال تصاعدت التوترات التجارية وازدادت الرسوم الجمركية، خصوصاً بين الصين والولايات المتحدة، فمن الممكن جداً أن تتراجع الأسعار أكثر.

ماذا عن أوبك+؟

أما في ما خص تحالف "أوبك بلاس"، فهناك احتمال عودة بعض الدول إلى زيادة الإنتاج، لأن دول "أوبك بلاس" عموماً قادرة على تحمّل أسعار نفط مخفوضة، نظراً الى انخفاض تكلفة الاستخراج والإنتاج لديها. وبالتالي، فإن العودة الى الإنتاج قد تكون أداة ضغط على الأسواق العالمية، بحسب حريري.

ومن جانب آخر، اعتبر حريري هذا السلوك بمثابة شكل غير مباشر من الحرب الاقتصادية، لأن الولايات المتحدة تفرض رسوماً جمركية على دول الخليج، بينما هي – أي الولايات المتحدة – لا تستطيع تحمّل أسعار نفط أقل من 60 أو 50 دولاراً، بسبب ارتفاع تكلفة استخراج النفط لديها. ولذلك، فإن ما يحدث قد يُعدّ أيضاً من أشكال الحروب التجارية وحروب الإنتاج النفطي الدائرة حول العالم، على حدّ تعبيره.

في المحصّلة، في ظل التوترات التجارية العالمية، والتقلبات الاقتصادية، والتغيرات في سياسات الإنتاج لدى دول "أوبك بلس"، تبقى توقعات أسعار النفط محاطة بعدم اليقين. فبينما قد تدفع المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي وتراجع الطلب الأسعار نحو الانخفاض، فإن أي تحركات مفاجئة في المعروض، أو تصاعد للأزمات الجيوسياسية، قد تدفع الأسعار الى الصعود مجدداً. وبناءً عليه، فإن الأسواق ستظل تراقب عن كثب تطورات التجارة الدولية، وقرارات المنتجين الكبار، إلى جانب مؤشرات النمو العالمي، لتحديد المسار المستقبلي لأسعار النفط خلال الأشهر المقبلة.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا