الثوابت الرئاسيّة في الحوار مع الحزب..
أمام “الحزب” ولبنان خياران. الأوّل التجاهل والتذاكي على المجتمع الدولي، والاتّجاه نحو استخدام القوّة المتمثّلة بحرب إسرائيلية أخرى، أو تحمّل مسؤوليّة تاريخية أمام لبنان وشعبه، عبر الذهاب فعلاً لا قولاً باتّجاه بناء الدولة. وهذا الخيار، وإن يصعب تصديقه بفعل غياب الثقة بمفهوم الدولة في لبنان، يبدو حتّى الساعة الأكثر ترجيحاً بانتظار إثبات العكس. ففي المعلومات أنّ الجيش اللبناني يتقدّم، وأنّ المساعدات الدولية للجيش ستتضاعف، وأنّ رئيس الجمهورية عازم على نقل لبنان إلى مرحلة جديدة في الأمن والسياسة. وبناء عليه، كواليس الأمن والسياسة كانت خليّة عمل لإنقاذ لبنان في أكثر المراحل حساسيّة على الإطلاق.
قالت مصادر عسكرية وسياسية لـ”أساس” إنّه منذ مغادرة المبعوثة الأميركية مورغن أورتاغوس يكثر العمل في الأروقة الرسمية على الانتقال من مرحلة وضع الخطط إلى مرحلة التنفيذ. وبناء على هذا العمل، تقول معلومات “أساس” إنّ الجيش اللبناني تقدّم على الأرض في الجنوب، وقد دخل عدداً من المعسكرات التي رفض “الحزب” تسليمها سابقاً.
دخول الجيش هذا حصل في عدد من المواقع، غالبيّتها تقع على ضفاف نهر الليطاني، من جهة شماله، تحديداً في موقع يحمر والمناطق المجاورة. وفي التفاصيل أنّ أورتاغوس كانت قد نقلت رسالة واضحة محدّدة عن عدد من المواقع التي يفترض أن يسيطر عليها الجيش اللبناني في سياق بدء تنفيذ المرحلة النهائية من سيطرة وانتشار الجيش في جنوب الليطاني.
وفق مصادر عسكرية وسياسية لـ”أساس”، حقّق الجيش تقدّماً كبيراً في جنوب الليطاني، وقد وصل إلى المرحلة الأخيرة من الانتشار. أمّا شمال الليطاني، فكان “الحزب” يرفض رفضاً قاطعاً دخول الجيش أيّاً من المعسكرات حتّى وصلته رسالة حازمة.
وصلت هذه الرسالة عبر ضغط كبير مارسه الجيش والمسؤولون بوضع “الحزب” أمام الأمر الواقع، إذ كان “الحزب” والجيش أمام خيارين لا ثالث لهما، والأفضل دخول الجيش المواقع العسكرية كافّة بالحسنى، كما يريد وكما يعمل الرؤساء، لأنّ القوّة ستؤدّي حتماً إلى مواجهة لا أحد يريدها، لا الجيش ولا الرؤساء ولا حتّى “الحزب”.
إشارات “الحزب”: مراوغة أم حقيقة؟
بعد الوقائع العسكرية التي فرضت نفسها في هذا الأسبوع، والتي بقيت في الكواليس بعد الاتّفاق على عدم عرض “التسلّم والتسليم” علناً، يبدو أنّ مساعي رئيس الجمهورية مع “الحزب”، برعاية الرئيس نبيه بري، قد أنتجت على الأقلّ وعياً لخطورة المرحلة، ولكون الطريق الوحيد لإنقاذ لبنان هو نزع سلاح “الحزب” في أسرع وقت ممكن.
هذه القناعة التي باتت لدى “الحزب” لا تعني حتماً أنّه ذاهب اليوم إلى تسليم سلاحه. ولكنّ ما يمكن الرهان عليه في المرحلة المقبلة هو أنّ بعبدا وعين التينة والسراي، و”الحزب” أيضاً، مقتنعون بأنّهم أمام مسؤولية مشتركة في العمل على واحدة من أعقد إشكاليّات لبنان. وعليه قالت مصادر قريبة من “الحزب” لـ”أساس” إنّ ما نشرته وكالة رويترز نقلاً عن مسؤول في “الحزب” عن الاستعداد للدخول في حوار في أمر السلاح بعد الانسحاب الإسرائيلي، وكلام النائب حسن فضل الله، إشارات يريد “الحزب” أن تكون رسالة إيجابية مفادها بأنّه مستعدّ للحوار لكن وفق شروط معيّنة تحفظ مكانته في بيئته.
من جهة أخرى، تتخوّف مصادر أخرى أن يكون هذا مراوغةً بانتظار مصير التفاوض في عُمان.
عون: حوار واستيعاب وحلّ سريع
لا يبدو رئيس الجمهورية بعيداً عن الجمع بين المصلحة الوطنية التي تقتضيها المرحلة، وبين التعامل بحسم وحزم مع هذا الملفّ، لكن كرجل دولة وفق أولويّات لبنانية لا خارجية.
عليه ستكون عناوين خارطة الطريق بحسب المعلومات كما يلي:
– أوّلاً: تسليم سلاح ومعسكرات “الحزب” جنوب الليطاني إلى الجيش اللبناني.
– ثانياً: انتشار الجيش على كامل خطّ الحدود وفي الجنوب.
– ثالثاً: انسحاب إسرائيل بشكل كامل من جنوب لبنان.
– رابعاً: البدء بتنفيذ آليّة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.
لبنان على مفترق طريق، فإمّا أن يؤسّس لمستقبل دولة قادرة ستكون الإمكانات متاحة لها للازدهار لكن بعد تنفيذ الشروط، وإمّا الاستمرار في دوّامة السلاح والعنف والحرب التي لا يزال طيفها يخُيمّ فوق لبنان حتّى إثبات العكس.
جوزفين ديب-أساس
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|