الصحافة

"حزب الله" للبنانيين: زينة السلاح في شرعيته!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

الحديث الدائر في الأروقة السياسية اللبنانية حول ضرورة التباحث في مستقبل سلاح «حزب الله» وضرورة تسليمه إلى الدولة اللبنانية وفقاً لجدول زمني محدد، وتأكيد رئاسة الجمهورية أن «الحزب» يبدي ليونة ومرونة في هذه المسألة، أمر ليس تفصيلاً في حياتنا اللبنانية.

حتى الأمس القريب، كان كل مطلب مشابه مدعاة للتخوين وربما الإغتيال، وكانت السردية المعتمدة: "اليد التي تمتد إلى سلاح المقاومة سنقطعها"، قالوا ذلك وكأنهم ضمنوا وظيفة سلاحهم، المؤقت على عقارب طهران، إلى يوم الدين.

وهم الذين أحاطوا سلاحهم بكثير من الهيبة والرهبة، ما دفع البعض لتوقيع إتفاقيات سياسية معهم، يأمن عبرها رصاصهم، ويتسيّد بصواريخهم على لبنان، فيسرق وينهب كما يشاء، فكان أن شهدنا ما اصطلح على تسميته تحالف "الميليشيا والمافيا".

وعندما بدا أن الميليشيا عبارة عن مجموعة من الخونة والعملاء للعدو الإسرائيلي، وأن صواريخها وسلاحها، الثقيل منه وغير الثقيل، ليست هي من تمتلك إشارة إطلاقه، وعندما اكتشفت أن العدو متقدم عليها تكنولوجياً سنوات ضوئية، فإنهارت أمام ذكائه الاصطناعي وضعفت وخاب مسعاها القديم، وخسرت ما خسرته من قيادات ومكانة وحضور ووظيفة، كان أول من قفز من سفينتها من رفعتهم بسلاحها وحمتهم بمواقفها وشرعنت حضورهم الشعبي والسياسي...فقدموا لها درساً بالوفاء.

واليوم يقف الحزب على حقيقة راسخة: ما كان لمشروع الدولة يدوم، وما كان لمشاريع خاصة لا يدوم. وما المرونة التي يبديها اليوم إلا إنطلاقاً من قناعته أنه خسر مشروعه الخاص الذي استثمر فيه لأكثر من أربعين عاماً، ليس لصالح أحد، إنما لصالح الشرعية التي كانت تناديه عند كل معصية وطنية يرتكبها، لكنه كان يغض الطرف، ويصم الآذان، ويمارس أعلى درجات التكبّر الوطني، حتى سقط على رأسه.

كما أن «الحزب» يدرك أن المنطقة تغيرت، وأن العواصم التي تباهى التاجر الإيراني يوماً بنسب السيطرة عليها إلى دولته، غادرت راضية مرضية مربع الملالي لتعود الى رحاب العروبة.

ولذلك فأوراق الأمس التي أجيد اللعب بها، طارت من الأيدي، وباتت يده خاوية، ما يدفعه إلى التفكير ملياً بمستقبله داخل إطار الدولة اللبنانية. من هنا جاءت الليونة والمرونة التي تحدث عنها النواب نقلاً عن رئيس الجمهورية جوزاف عون، فيما خص موقف «الحزب» من الحوار حول سلاحه.

ولأنه فوق كل ذلك، على يقين، أن دولاراً واحداً لن يدخل لبنان قبل أن تتضح الصورة النهائية لمآلات السلاح، وأن ملف إعادة الإعمار سيبقى خالياً من أي أمر تنفيذي على الأرض، إذا لم يخرج «الحزب» سلاحه منها إلى مخازن الجيش اللبناني. وهو الملف الأكثر ضغطاً على «الحزب» وجمهوره في ظل انقطاع الأموال عنه.

بالتالي نحن أمام أيام حاسمة، وحده «حزب الله» يستطيع أن يرفع فيها شعار: "زينة السلاح في شرعيته، وشرعيتي كحزب أستمدها من بنود وثيقة الوفاق الوطني".

مصطفى العويك-نداء الوطن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا