محليات

للسنة الثانية… "دخان الجنوب" يغيب تحت نار الحرب

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لا يزال القطاع الزراعي في قرى الجنوب المتاخمة لفلسطين المحتلة في حالة يُرثى لها نتيجة العدوان الإسرائيلي المُستمر على هذه القرى منذ 8 تشرين الأول 2023. فعلى عكس قرى محافظة النبطية التي استطاع مزارعوها التقاط أنفاسهم والبدء بتحضير أراضيهم لزراعة التبغ والخضار الصيفية، فإن مزارعي التبغ في قرى قضاء مرجعيون مثل عيترون، وميس الجبل، وتولين، ومركبا، وحولا لا يزالون خارج قراهم، ولم يتمكنوا من تهيئة أراضيهم لزراعة التبغ الذي تنتجه هذه القرى بكميات وافرة. وقد استعاض جزء منهم عن الزراعة في بلداتهم بـ"ضمان" أراضٍ زراعية في قرى بعيدة عن قرى المواجهة نسبيًا (قضائي النبطية وبنت جبيل)، أما المزارعون الذين تعذّر عليهم ذلك وفقدوا مدخولهم المفترض من زراعة التبغ هذا الموسم، فمن المنتظر أن يتم التعويض عليهم من قبل شركة إدارة التبغ والتنباك (الريجي). أما أصحاب مزارع الأبقار والأغنام ومربو الدواجن والنحل، فخسائرهم فادحة وبمئات آلاف الدولارات، لأنهم لم يتمكنوا من إخراج مواشيهم ودواجنهم وقفارهم إلى مناطق آمنة قبل الحرب، ونفق جزء كبير منهم.

في قرى النبطية وبنت جبيل، حيث وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية اليومية أقل، تمكن مزارعو التبغ والخضار الصيفية من تهيئة الأراضي لزراعة مواسمهم، على غرار قرى زوطر الشرقية والغربية، وقعقعية الجسر، وميفدون، والتي تنشط فيها زراعة التبغ، إذ تمكن المزارعون هناك من زراعة مساكب التبغ وحرث الأراضي وتسميدها وزراعة الشتول وريّها تمهيدًا لموسم القطاف بدءًا من شهر حزيران المقبل. وهذا الأمر ينطبق أيضًا على مزارعي الزعتر والخضار البعلية مثل البندورة، والخيار، والبامية، واللوبيا، وغيرها في تلك القرى.

 

فقيه: الريجي ساندت مزارعي التبغ العام الماضي

 

يشير رئيس تجمع مزارعي التبغ في الجنوب، حسن فقيه، لـ"ليبانون ديبايت" إلى أن "معظم مزارعي التبغ في قرى الجنوب الحدودية (عيتا الشعب، حولا، مركبا، قبريخا، عيترون) لم يتمكنوا من زرع أراضيهم هذا الموسم بسبب الاعتداءات الإسرائيلية اليومية، باستثناء حالات فردية، وللموسم الثاني على التوالي، وعلى غرار ما حصل معهم العام الماضي”، لافتًا إلى أن "إدارة حصر التبغ والتنباك حاولت العام الماضي الحد من خسائرهم، عبر شراء محاصيل المزارعين ودفع ثمنها سلفًا حتى ولو تأخروا في تسليمها، ومنح مساعدات مالية للمزارعين المسجّلين الذين لم يتمكنوا من زراعة أراضيهم".

يختم: "هذا العام ليس معروفًا بعد كيف سيتم التعويض على المزارعين، لأن موسم الزراعة يمتد إلى شهر حزيران المقبل، عندها يمكن أن تكون صورة المزارعين المستحقين أوضح، وكل الأمور مربوطة بالتطورات الأمنية".

الحسيني: لتفعيل مسح الأضرار بأسرع وقت

لا أرقام دقيقة عن خسائر القطاع الزراعي في الجنوب، لأن المسح لم يتم بعد، ولكنه سيبدأ قريبًا، وفقًا لرئيس تجمع مزارعي الجنوب محمد الحسيني، الذي يوضح لـ"ليبانون ديبايت" أن "هناك رصدًا عامًا للأضرار، منها بساتين الزيتون التي احترق قسم كبير منها جراء القذائف الفسفورية، وهناك جزء تمّ جرفه، وجزء ثالث من الأشجار المعمّرة تمّ اقتلاعه وسرقته إلى داخل الأراضي الفلسطينية”، مشيرًا إلى أن “هناك أراضي في سهل الخيام والمنطقة الوزاني وسهل سردة مزروعة بأشجار الفاكهة (عنب، أفوكا، مشمش، دراق)، وخلال الحرب لم تُروَ هذه الأشجار، وجزء كبير منها أصابه اليباس ومات، وهناك محاصيل لم تُقطف نتيجة الحرب ومنع المزارعين من دخول أراضيهم الزراعية. وهناك مربو الدواجن والأبقار والأغنام، منهم من استطاع تهريب حيواناته إلى خارج مناطق المواجهات، أما مربو النحل فقد تكبّدوا خسائر فادحة نتيجة احتراق قفارهم وهجرة النحل، ووضعهم مأساوي".

 

يضيف: "عملية المسوحات ستبدأ قريبًا وفق ما تبلّغنا من الجهات الرسمية المعنية، ومزارعو التبغ الذين لن يستطيعوا تسليم مواسمهم، والمزارعون الذين لم يجدوا أراضي لزراعتها خارج قرى المواجهة المباشرة، فقد تولّت شركة الريجي التعويض عليهم لأنهم من مسؤوليتها ومسجّلون في سجلاتها"، مشيرًا إلى أن "مزارعي الخضار والفواكه والزيتون هم الأكثر تضررًا، وينتظرون عمليات المسوحات والتعويض بفارغ الصبر، لمعاودة نشاطهم لأنهم يعتاشون بشكل كلي على الزراعة. وهؤلاء من المهم إعادة تثبيتهم في قراهم، أولًا لاستعادة حياتهم الطبيعية، وثانيًا لأن العدو الإسرائيلي يريد تحويل قرى الخط الأمامي المواجهة لفلسطين المحتلة إلى أراضٍ قاحلة ومنطقة عازلة، وبالتالي لا يريد لهؤلاء المزارعين العودة إلى قراهم".

ويوضح الحسيني أن "المزارعين في قرى منطقة النبطية، تمكنوا من العودة إلى قراهم والتحضير لمواسمهم الزراعية الصيفية، لأن موقع بلداتهم بعيد نسبيًا عن قرى المواجهة، ولأنه على مر تاريخ العدوان الإسرائيلي على الجنوب، لم تكن الأضرار الزراعية موضع اهتمام رسمي".

ويختم: "لذلك، يعتبر هؤلاء المزارعون أنه من الأجدى الاتكال على أنفسهم، والعضّ على جراحهم لتأمين موارد رزقهم من جديد وتأهيل الأرض وزراعتها. لذلك، من الضروري تفعيل المسح للأضرار بأسرع وقت".

 باسمة عطوي-ليبانون ديبايت

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا