محليات

سلاح "حزب الله" إلى ما بعد محادثات سلطنة عُمان

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لا شكّ في أن لبنان سيتأثّر أكثر من غيره بما ستؤول إليه المحادثات الأميركية – الإيرانية غير المباشرة في سلطنة عُمان، سواء أكانت إيجابية أم سلبية. وهذا التأثير سينعكس حكمًا على الحوار الذي سيجريه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في شكل ثنائي مع "حزب الله" من جهة، ومع جميع الأحزاب من جهة أخرى للبحث في الآلية التي يمكن اعتمادها في عملية تسليم "الحزب" سلاحه إلى الدولة، بحيث يُحصر استخدامه بيد القوى العسكرية الشرعية دون غيرها.

فإذا نجحت المفاوضات الجارية بين الوفد الأميركي برئاسة ستيف ويتكوف وبين الوفد الإيراني الذي يترأسه وزير الخارجية عباس عراقجي، وأدّت إلى التوافق على معالجة الملفات العالقة بين واشنطن وطهران، فإن عملية تسليم "حزب الله" لسلاحه إلى الدولة يصبح من الأمور السهلة، التي لم تكن في الحسبان قبل الحرب الضروس والمدّمرة التي شنتّها إسرائيل على لبنان من دون هوادة، وطالت بالأخصّ البيئة الحاضنة لـ "الحزب"، واستهدفت أمينيه العامين الشهيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين وعددًا من قياديي الصفّ الأول في "المقاومة الإسلامية".

أمّا إذا فشلت محادثات عُمان فإن "حزب الله" لن يقدم على أي دعسة ناقصة في مجال التخّلي عن سلاحه بالسهولة، التي يحاول البعض تصوير هذه العملية، التي تتطلب المزيد من الإحاطة الشاملة، مع الأخذ في الاعتبار أن الجيش قد تمكّن من تسّلم غالبية المواقع التابعة لـ "المقاومة الإسلامية" جنوب الليطاني، على أن تشمل هذه الخطّة كافة الأراضي

اللبنانية الواقعة شمال الليطاني وصولًا إلى البقاع في مرحلة لاحقة في ضوء ما ستسفر عنه محادثات مسقط من نتائج.

وفي رأي بعض المطلعين أن ما يسعى إليه الرئيس عون، بالتنسيق مع الرئيس نبيه بري، عرّاب اتفاق وقف إطلاق النار، لجهة اقناع "حزب الله" بالتخّلي الطوعي عن سلاحه، يمكن أن يكون مؤشرًّا مهمًّا من بين مؤشرات كثيرة لبدء مسيرة استعادة الدولة لكامل أدوراها انطلاقًا من مسلّمة أساسية، وهي احتكار الدولة للسلاح دون غيرها من القوى. وبهذا يكون خطاب القسم قد بدأ يأخذ حيّزًا واسعًا من انتقاله من الصياغة الانشائية إلى واقع ملموس يؤسّس لمرحلة جديدة كمقدمة لا بدّ منها لعودة الدولة إلى الدولة، ولبدء انسحاب إسرائيل من كافة الأراضي التي لا تزال تحتلها بحجّة أن سلاح "حزب الله" يهدّد أمن المستوطنات الشمالية.

ومتى تخّلى "حزب الله" عن سلاحه، وتبعه انسحاب كامل لجيش العدو من التلال الخمس التي لا يزال يحتلها، يمكن اعتبار أن لبنان قد بدأ مسيرته الفعلية نحو تطبيق كلي للقرار 1701، ومن ضمنه القرارات الدولية ذات الصلة، والانتقال في مرحلة متقدمة إلى البحث العملي في تثبيت ترسيم الحدود البرّية الجنوبية مع إسرائيل، وتاليًا ترسيم الحدود الشرقية والشمالية مع سوريا، وحسم هوية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

فالعين اللبنانية شاخصة نحو مسقط، التي تستضيف المحادثات الأميركية – الإيرانية غير المباشرة في أول جلساتها، على أن تُعقد جلسة لمعرفة مدى النجاح الذي ستحققه، في الوقت الذي تسعى فيه إيران إلى تخفيف العقوبات الأميركية عليها مقابل موافقتها على فرض قيود على برنامجها النووي، مما يمهد الطريق لمفاوضات أكثر جدية بعد أسبوع، فيما وصف البيت الأبيض اجتماع سلطنة عمان بأنه "خطوة إلى الأمام". أما الوزير عراقجي فصرّح أن الجولة المقبلة من المحادثات، المقرر عقدها السبت المقبل، ستشمل مناقشة جدول زمني للمفاوضات، وربما إطارا عاما لاتفاق نووي جديد. نسعى للتوصل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن، مع أن ذلك لن يكون سهلا".

لا شك في أن الهدف الرئيسي لدى الجانبين الأميركي والإيراني من هذه المحادثات هو بناء الثقة وإرساء أسس لمزيد من المفاوضات، وطي صفحة الحروب البديلة في المنطقة، التي تغذيها طهران بالسلاح والمال. وقد يكون لبنان أكثر المستفيدين من نجاح لقاءات مسقط، لكن العكس سيكون أسوأ مما مرّت به البلاد في حال لم تنتهِ هذه المحادثات إلى نتيجة مرضية.

فتسليم "حزب الله" لسلاحه إلى الدولة مرتبط توقيته بمدى حصول إيران على ضمانات أميركية، خصوصًا أن الرئيس ترامب لا يزال يلوح بورقة الحرب المحتملة، التي ستشمل هذه المرّة الحوثيين في اليمن، والحشد الشعبي في العراق، و"حزب الله" في لبنان، وحركة "حماس" في قطاع غزة، مع ترجيح توجيه ضربة قاسية للمفاعل النووي الإيراني.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا