رسالة أميركية وصلت الى سوريا بعد نحو أسبوع من اجتماعات في واشنطن...
لم نَكُن بحاجة الى الإعلان عن تسلُّم الرئيس السوري بشار الأسد رسالة من السلطان العُماني هيثم بن طارق، عبر وزير خارجية سلطنة عُمان بدر بن حمد البوسعيدي، لنعلم أن هناك حركة جديدة مُرتَقَبَة، على مستوى المنطقة والعالم.
فتلك الحركة الجديدة باتت حاجة، في وقت تبدو فيه المحادثات الإيرانيّة - السعودية شبه جامدة، وعاجزة عن إحداث تغيير سريع وملموس، سواء في منطقة الخليج، أو على مستوى المنطقة عموماً.
الرسالة العُمانيّة لسوريا، لا تنحصر بالعلاقات الثنائية بين السلطنة ودمشق، ولا بالعلاقات العربية - العربية، ولا باحتمالات عودة دمشق الى الجامعة العربية، بقدر ما ترتبط بمحادثات أميركية - عُمانية حصلت في واشنطن الأسبوع الفائت، بين وزير الخارجية العُماني من جهة، ومستشار الأمن القومي لـ "البيت الأبيض" جيك سوليفان، ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، من جهة أخرى، وشملت قضايا ثنائية وإقليمية عدّة، من بينها احتمال فتح المجال الجوّي العُماني أمام الخطوط الجوية الإسرائيلية.
كما أن الرسالة العُمانية المنقولة الى سوريا، ليست بعيدة من مساعي سلطنة عُمان لتحريك ملف إنهاء حرب اليمن، والتي لاقت ترحيباً من "الحوثيّين".
أكد مصدر واسع الاطلاع أن "العالم يتحضّر لمرحلة ما بعد الحرب الروسيّة على أوكرانيا، التي اقتربت ساعة الصّفر لإخماد نيرانها".
وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "العالم كلّه يعيش وضعاً اقتصادياً صعباً جدّاً، على مستوى مصادر الطاقة، والمواد الغذائية. والمواطنون يُعانون في جميع البلدان، وهو ما يُساهم بالإسراع في وضع حدّ للحرب في أوكرانيا، التي أصابت العالم كلّه بالشّلل. وأي حركة سياسية أو أمنية، تحصل في الشرق الأوسط، أو في أي مكان آخر من العالم حالياً، تأتي من ضمن ترتيبات مرحلة ما بَعْد الحرب".
وأشار المصدر الى أن "اجتماع الرئيس الأميركي (جو بايدن) بنظيره الصيني (شي جينبينغ) في إندونيسيا، على هامش قمة "مجموعة العشرين"، واجتماع مدير الاستخبارات الأميركي (وليام بيرنز) بنظيره الروسي (سيرغي ناريشكين) في تركيا قبل أيام، يؤكّدان أن عالم ما بَعْد الحرب بات أقرب من أي وقت مضى، وذلك رغم استمرار حدّة التصريحات، والأعمال العسكرية، والإشارات السلبيّة العلنيّة، بين الأطراف كافّة".
وأضاف:"المخارج المُمْكِنَة لوقف الحرب مُتاحَة، وهي ستُفسِح المجال أمام إزالة الضّغط عن الاقتصاد العالمي. وهذا هدف أساسي لدى الولايات المتحدة الأميركية، وأوروبا، والصين. أما الروس، فسيرتاحون أيضاً على الصّعيد الاقتصادي، إذ سيخفّ ضغط العقوبات الغربيّة عن روسيا في تلك الحالة. ولكن نهاية الحرب تعني بَدْء مرحلة جديدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الصّعيد الداخلي، لا العالمي".
وشرح المصدر:"خسارة بوتين الحرب ستظهر بعد وقفها، ليس اقتصادياً ومالياً فقط، ولا على مستوى صعوبة إعادة تسويق روسيا في الغرب والعالم، بعد مرحلة من العزلة الكبيرة، بل ستلاحقه نتائجها المدمّرة أيضاً على صعيد التفرّغ الداخلي لردّات الفعل على آلاف القتلى من الجنود الروس، الذين أُعيد بعضهم الى روسيا، ودُفِنَ فيها، فيما سيستحيل إعادة الآلاف غيرهم إليها، والذين سيصعب تقديم أجوبة رسميّة لأهلهم، في شأن مصيرهم".
وختم:"الاجتماع الاستخباراتي الأميركي - الروسي الأخير في تركيا، أشار الى الكثير. فمدير الاستخبارات الروسية هو الرّجل الأول لدى بوتين، الذي ما كان ليقبل بمثل هذا النّوع من الاجتماعات لولا أنه يشعر بوضع صعب جدّاً، وبالحاجة الى التفاوُض. فضلاً عن أن اجتماع بايدن بالرئيس الصيني كان إيجابياً، من حيث أنه جعل بكين تقبل بدور الوسيط لإنهاء الحرب، بعد أشهر من رفضها أي تدخُّل، رغم الدّعوات الغربيّة لها، لتلعب هذا الدّور".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|