كيف أصبح أرسنال المرشح الأبرز للفوز بدوري الأبطال
الزمن قد يخدعنا جميعاً. حتى الحواسيب العملاقة. باستثناء بعض النتائج المذهلة في إياب ربع النهائي، فهناك على الأرجح 5 فرق فقط لا تزال تملك حظوظاً للفوز بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم (أرسنال، برشلونة، باريس سان جيرمان، إنتر، وبايرن ميونيخ).
يُعد ذلك تحوّلاً كبيراً مقارنة ببداية الموسم، إذ توقعت نماذج «أوبتا» المدعومة من «ذا أتلتيك»، قبل انطلاق البطولة بصيغتها الجديدة، أنّ مانشستر سيتي (25%) وريال مدريد (18%) هما الأوفر حظاً للفوز باللقب.
قد تتساءل: كيف تُحتسَب هذه التوقعات؟ حسناً، يستخدم نموذج توقع الفوز من «أوبتا» مزيجاً من احتمالات سوق المراهنات وترتيب قوة الفرق لدى «أوبتا» لتقدير احتمالات كل نتيجة ممكنة للمباريات (فوز، تعادل أو خسارة). تعتمد هذه الاحتمالات والترتيبات على الأداء التاريخي والحديث للفرق، وتُحاكى البطولة كاملةً 10,000 مرة لإنتاج توقع نهائي لكل فريق.
لكن حتى النماذج لا يمكنها التنبّؤ بأشياء مثل إصابة رودري التي غيّرت موسم مانشستر سيتي، أو اكتشاف ديكلان رايس فجأة أنّه يستطيع تنفيذ الركلات الحرة المباشرة كما لو كان برازيلياً.
إذا كان البطء والثبات يؤدّيان فعلاً إلى الفوز، فإنّ تقدّم أرسنال ليصبح المرشح الأبرز للفوز بالبطولة، بحسب توقعاتنا، يبدو أنّه جاء في الوقت المناسب تماماً.
أرسنال
بدأ أرسنال مشواره في دوري الأبطال خلف مانشستر سيتي، ريال مدريد، وإنتر ميلان بنسبة فوز تبلغ 6% فقط للفوز بالبطولة لأول مرة في تاريخه. التعادل السلبي مع أتالانتا في الجولة الأولى، مقروناً بنتائج أخرى، جعل باير ليفركوزن (الذي فاز على فينورد 4-0) يتفوّق عليه. الأسابيع الثلاثة التالية شهدت فوزاً 2-0 على باريس سان جيرمان وخسارة 1-0 أمام إنتر. في تلك المرحلة، لم يكن الكثيرون يعتبرون أرسنال من المرشحين الجديِّين.
لكنّه فاز بمبارياته الـ4 الأخيرة في الدوري بمجموع أهداف 13-1، ممّا رفع من فرصه إلى 17%، متعادلاً مع إنتر وخلف ليفربول فقط (24%) قبل الملحق.
إقصاء سان جيرمان لليفربول من دور الـ16، وفوز أرسنال المقنع 3-0 في مدريد الأسبوع الماضي، جعلا الفريق الآن المرشح الأوفر حظاً (ولو بفارق ضئيل) للفوز باللقب، بنسبة تبلغ 27%.
لقد كان موسماً مُحبِطاً ومليئاً بالإصابات لفريق ميكيل أرتيتا، لكن بعد غياب دام 6 مواسم عن البطولة الأوروبية الأهم، فإنّه قادر - وينبغي عليه - أن يتابع ظهوره في ربع النهائي الموسم الماضي برحلة أولى إلى نصف النهائي منذ موسم 2008-2009.
ريال مدريد
على رغم من أنّه بدأ الموسم كحامل للقب وثاني أعلى الفرق حظاً، إلّا أنّ ريال مدريد تعثر وتخبّط في دور المجموعات بطريقة غير معتادة، بعد أن فاز في 15 من أصل 18 مباراة في دور المجموعات خلال المواسم الثلاثة السابقة.
احتاج إلى لحظات بطولية متأخّرة للفوز على شتوتغارت في الجولة الأولى، قبل أن يخسر 1-0 أمام ليل و3-1 أمام ميلان، بينهما فوز 5-2 ضد بوروسيا دورتموند.
الخسارة 2-0 أمام ليفربول في الجولة الخامسة قلّلت من فرص مدريد للفوز باللقب إلى 6%، وأعطته احتمال إقصاء من دور المجموعات بنسبة 7%.
لكن فريق كارلو أنشيلوتي هزم أتالانتا، ريد بول سالزبورغ، وبريست في آخر 3 مباريات، ليبلغ مرحلة الملحق، إذ اكتسح مانشستر سيتي بمجموع 6-3، ممّا رفع فرصهم إلى 11%، خلف ليفربول، برشلونة، أرسنال، وإنتر فقط.
لكنّ الأداء السيء في شمال لندن الأسبوع الماضي خفّض تلك النسبة إلى أقل من 1%. لقد شهدنا معجزات في «برنابيو» من قبل، لكنّ فُرَص مدريد في بلوغ نصف النهائي حالياً لا تتعدّى 3%.
برشلونة
كان برشلونة متساوياً مع أرسنال بنسبة 6% للفوز باللقب قبل بداية الموسم. الخسارة المفاجئة 2-1 أمام موناكو أعاقت تقدّمه، لكنّ الفوز على بايرن في الجولة الثالثة، مقروناً بانتصارات سهلة على يونغ بويز (5-0) والنجم الأحمر بلغراد (5-2) جعل النسبة تقفز إلى 9%، متقدّماً على أرسنال (8%) في منتصف المشوار.
أنهى مرحلة الدوري بـ3 انتصارات وتعادل، لينتهي في المركز الثاني، لكن فرص برشلونة لم تتغيّر كثيراً قبل أن ترتفع إلى 20% - وهي الأعلى بين الفرق المتبقية - بعد فوزه 4-1 في مجموع المباراتَين على بنفيكا في دور الـ16. وعلى رغم من فوزه الساحق على دورتموند 4-0 الأسبوع الماضي، فهو الآن في المرتبة الثانية خلف أرسنال بنسبة 26%، وقد يلتقيان في النهائي، في تكرار لنهائي 2006.
إنتر ميلان
بدأ إنتر البطولة بنسبة 11% للفوز بها (خلف ريال وسيتي فقط). الخسارة الوحيدة في دور المجموعات كانت 1-0 أمام باير ليفركوزن في الجولة السادسة. استقبل هدفاً واحداً فقط في 8 مباريات وحقق انتصارات رائعة على أرسنال وموناكو، ممّا رفع فرصه إلى 17% (متساوياً مع أرسنال في المركز الثاني) بعد انتهاء الدور الأول.
باريس سان جيرمان
إذا كانت توقعات أرسنال أظهرت تقدّماً ثابتاً، فإنّ سان جيرمان شهد قفزة هائلة. بدأ الموسم بنسبة 4% فقط للفوز بالبطولة، وفاز بمباراة واحدة فقط من أول 5، وخسر أمام آرسنال، أتلتيكو مدريد، وبايرن، وتعادلوا مع أيندهوفن، ممّا جعل احتمال خروجه من دور المجموعات يصل إلى 42%، وفرصته في الفوز باللقب تنخفض إلى 2%. بدا أنّ كل شيء انتهى بالنسبة لفريق لويس إنريكي.
لكنّ الفوز 4-2 أمام سيتي أعاد الحياة لمشواره الأوروبي، ثم جاء الانتصار الساحق 10-2 على بريست في الملحق، ممّا رفع فرصه إلى 9%. إقصاءه للمرشح الدائم ليفربول بركلات الترجيح في دور الـ16 ضاعف من حظوظهم إلى 19%، والتقدّم 3-1 على أستون فيلا يعني أنّ لديهم الآن فرصة بنسبة 23% للفوز بالبطولة لأول مرة. إذا كان الزخم هو مَن يمنحك البطولات، فإنّ دوري الأبطال هذا الموسم قد يكون ملكاً لسان جيرمان ليخسره.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|