هزيمة أم تكتيك.. لماذا انسحبت نخبة القوات الأوكرانية من كورسك؟
خلال محاكمتهم في "حادثة القرنة السوداء"... قاضٍ يطرح المصالحة بين أبناء بشري وأبناء بقاعصفرين
بين أبناء من بشري وأبناء من بقاعصفرين، فصل عناصر الشرطة العسكرية أثناء مثولهم أمام المحكمة العسكرية عندما كانت تنظر في "حادثة القرنة السوداء" المدعى فيها على 12 من أبناء بقاعصفرين، بينهم ثلاثة موقوفين وتسعة من أبناء بشري مخلى سبيلهم جميعًا، ويحاكم أربعة منهم بالصورة الغيابية. الإشكالات بين أبناء البلدتين لطالما تكررت بسبب خلافات على إمدادات المياه والمراعي والمشاعات، لكنها بلغت حدّ القتل ليل 30 حزيران العام 2023، وامتدت حتى اليوم التالي، حين وقعت اشتباكات مسلحة في تلك الجرود، سقط بنتيجتها هيثم طوق قتيلًا، وتدخل الجيش على إثرها، لتبدأ مرحلة محاكمة المشاركين فيها بعدما استطاع رئيس المحكمة العميد وسيم فياض تذليل العقبات التي اعترضت سير المحاكمات منذ أكثر من عام.
حلّ النزاعات بين البلدتين، حاول ممثل النيابة القاضي رولان شرتوني طرحه في نهاية الجلسة، سائلاً عما إذا كان يوجد مساعٍ للمصالحة، ليؤكد النقيب محمد المراد الذي يمثل والمحامي نشأت فتال جهة الدفاع عن أبناء بقاعصفرين أن "هناك لجانًا مشتركة تسعى في هذا الأمر الذي تحكمه العادات والمصالح المشتركة بين البلدتين". وتدخل نائب رئيس بلدية بقاعصفرين علي صبرة، المدعى عليه في الملف، قائلاً بأن "هناك محاولات سابقة مع رئيس بلدية بشري لإيجاد طريقة لحلّ الخلافات، إنما الخلاف على المشاعات تحكم فيه الدولة". وكان موقف جهة الدفاع عن أبناء بشري، الممثلين بالمحامين منصور طوق ورولان طوق وزياد طوق وإميل طوق وستيفاني ناكوزي وطوني الشدياق، الذي قال: "كي لا نسخّف المشكلة نحن مع كل علاقات الود التاريخية عندما نضع المشكلة في إطارها السليم وحلّها".
ثمانية من المتهمين من الطرفين استجوبتهم المحكمة قبل أن ترفع الجلسة إلى حزيران المقبل لمتابعة الاستجواب، بعد أن عرضت على شاشة داخل قاعة المحكمة فيديو يظهر البقعة التي تعرض فيها المتهمون هاني طوق، ورياض طنوس، ومنصور سكر، ونصر رومانوس لإطلاق نار "من كافة الجهات"، وكان برفقتهم هيثم طوق الذي أصيب، متحدثين عن أن إطلاق الرصاص كان مصدره التلة في مشهده "أشبه بفيلم" وفق تعبير أحدهم الذي أفاد أنهم وبسبب كثافة النيران لم يتمكنوا من وضع المصاب بصندوق سيارة حضرت فجأة إلى الجرود إلا بعد أكثر من ساعة.
ويؤكد هاني طوق أثناء استجوابه أنه ورفاقه المذكورين قصدوا المنطقة لـ"الكزدرة"، وكان بحوزتهم أسلحة، وكانوا وصلوا إلى محلة الثلاجات وشاهدوا خراطيم مياه "حاولنا نزعها"، ثم عادوا وناموا في خيم. أما رياض طنوس فأفاد أنه رافق الآخرين من أجل التخييم في المنطقة، وأنهم شاهدوا خراطيم مياه مطمورة، وأيدّ منصور سكر أقوال طنوس وطوق، فيما أفاد رومانوس أنه بقي في الخيمة ولم يرافقهم، إنما هيثم كان معهم. وفي اليوم التالي توجه الشبان الخمسة إلى "تلّة شحّيم" التي يمر بها السياح، وفي الطريق لم يستطع مرافقتهم لأنه كان يعاني من ألم في رجله، فبقي معه منصور سكر، فيما أكمل رياض طنوس وهاني طوق طريقهما إلى التلة وشاهدا دراجة نارية.
وعندما سئل طوق عما إذا شاهد الموقوف هلال ديب يقوم بمعاينة خراطيم المياه، أجاب بأنه لا يعرف أي من المتهمين من أبناء بقاعصفرين. أما كيف بدأ إطلاق النار، فيجيب طوق: "سمعنا إطلاق نار بعيد، إنما لم نهتم، وبعد دقيقة من مرور الدراجة النارية حصل إطلاق نار قريب منا، ثم ما لبث أن أصبح كثيفًا، فعدت إلى الوراء بعدما شعرت أن هناك استهدافًا لنا، إنما لم أر مطلق النار، ثم شاهدت منصور وقال لي إن هيثم قد أصيب". وسئل منصور الذي أكد أنه كان برفقة هيثم عندما أصيب، وكانا ينتظران عودة الآخرين الذين قصدوا مكان وجود الثلّاج، وقال: "بعد دقائق سمعنا صوت الرصاص ما لبث أن اقترب، وقلت لهيثم أن نهرب، إنما كان هيثم قد أصيب، وأخذنا وضعية النوم على الأرض لحماية أنفسنا، ولم نر أحدًا يطلق النار، إنما كان الرصاص يأتي من أكثر من اتجاه". وأضاف بأنه شاهد شابين يسيران اختفيا لاحقًا. وقال إنه لم يكن يوجد أي شيء يحتمون به من الرصاص في مكان منحدر، وأنه كان بحوزته بندقية أطلق منها النار في الجو خوفًا.
وأضاف رياض طنوس على أقوال رفيقه بأنه حاول الاقتراب من مكان وجود هيثم الذي أصيب، لكن كثافة النيران منعتهم من ذلك، ثم فجأة حضرت سيارة من نوع جيب، وحاولوا وضع هيثم في صندوقها، وأن هذه المحاولة استمرت لأكثر من ساعة بسبب الرصاص الكثيف.
وباستجواب الموقوف هلال ديب المتهم بإطلاق الرصاص من بندقية زخاروف على شبان أبناء بشري وإصابة هيثم طوق وقتله، نفى أي علاقة له في الحادثة، وقال إنه كان متوجهًا إلى المنطقة لإصلاح خرطوم مياه، وعندما سمع إطلاق نار عاد إلى منزله وأحضر بندقية زخاروف وأطلق النار في الهواء لحماية قطيع الماشية العائد له، وأنه شاهد في المكان الموقوف أمين ديب الذي أخذ منه البندقية. وأضاف أنه شاهد "كتير عالم من بقاعصفرين في المكان"، ومن بينهم المتهمان وسيم عباس وأمين ديب ووليد عباس الذين كانوا يقفون عند تلة الشحّيم، وأنه بوصوله كان إطلاق النار قد توقف.
أما المتهم أمين ديب فروى بأنه قصد المكان لإصلاح الثلّاج عندما سمع إطلاق نار، وشاهد علي ديب ووسيم عباس، كما شاهد هلال ديب يطلق النار لجمع القطيع ولم يشاهده يطلق النار على أحد، وبأنه شاهد بقعة دم لدى وصوله عند التلة مكان مقتل هيثم طوق، وتابع بأنه وسيم عباس وصل أولًا إلى المكان، وهلال من بعده الذي أعطاه البندقية وأطلق منها رصاصتين في الهواء.
وأفاد أيمن ديب أنه كان متوجهًا إلى المكان وبحوزته الطعام لأحد الرعاة وهو على متن دراجته النارية، فتعرض لإطلاق نار وأصيبت دراجته، فتركها في المكان وتوجه إلى المنزل وأحضر بندقية، وفي العودة أطلق حوالي 3 أو 4 عيارات نارية، وبوصوله لم يشاهد أحدًا في مكان وجود دراجته، إنما شاهد شخصين عند "تلة المسخّن" في مكان بعيد عنه. وعند التلة، شاهد وسيم عباس وأمين الذي أخذ منه البندقية.
وبسؤاله، أفاد أنه أطلق النار "إثبات وجود"، مضيفًا أنهم "لطالما (أي أبناء بشري) يطلقون النار على المواشي ويقتلونهم ويعمدون إلى قطع خراطيم المياه". وعما أفاد به سابقًا أنه شاهد مسلحين عند "تلة المسخّن" وأطلقت النار باتجاه الرحّل حيث كان يتواجد 7 من أبناء بشري، أجاب أنه قبل وصول أمين ووسيم "قوّصت ضربين تلاتة من بندقية فال"، نافيا رؤيته لهلال وبحوزته بندقية زخاروف.
وقال المتهم محمد نايف ديب إنه كان برفقة وسيم عباس عندما توجها إلى منطقة وادي الرحل لإصلاح طريق، ثم توجها إلى منطقة المسخن وشاهدا أمين وأيمن ديب الذي كان بحوزته بندقية من نوع "فال" سلّمها لوسيم، ثم توجه إلى منزله وأحضر بندقية، وبعودته إلى المكان كان الجيش قد حضر، نافيا ما أدلى به أوليا بأنه وآخرين كانوا يطلقون النار باتجاه محلة "المسخّن" ردًا على النيران.
وأكد وسيم عباس أنه كان برفقة محمد ديب عندما التقيا بأحد الرعاة وطلب منهما مساعدته في نقل القطيع من منطقة إلى أخرى "لأن أهل بشري يطلقون النار علينا"، وأضاف بأنه التقى بأيمن وأخذ منه بندقية وأطلق منها عيارين عند وصوله إلى تلة المسخن.
وفي رده على أسئلة ممثل النيابة العامة، أفاد هاني طوق أنه لا يوجد تغطية لاستخدام الهواتف الخليوية في المنطقة، إنما هناك نقطة يمكن أن تلتقط إشارة، فيما أفاد هلا وأيمن ديب أنهما يصلان عادة إلى تلة المسخن حيث أصيب هيثم لشرب القطيع ونقوم أيضًا بإمداد خراطيم المياه لهذا الهدف.
وقال هلال ديب في رده على أسئلة جهة الدفاع عن أبناء بشري إن الهدف من حمله بندقية زخاروف هو لحماية قطيعه، ولذلك أطلق النار في الهواء، نافيًا أن يكون إطلاقه النار قد حصل في النقطة التي أصيب بها هيثم طوق.
أما أيمن ديب فأكد بأنه شاهد هلال ديب عند تلة المسخن وليس في محلة الشحّيم. وعندما سئل نور ديب عن سبب تواجده مع وسيم عباس في محلة المسخن، قال إنها المرة الأولى التي يقصد بها المكان من أجل الاطمئنان على الرعاة، وأنه بوصولهم إلى وادي الرحّل سمعوا إطلاق نار، مشيرًا إلى أن الرعاة يقومون بنصب خيم من أجل الفيء، فيما لفت هاني طوق إلى أن لبعض الخيم "طاقة أو اثنتين".
وقبل أن ترفع المحكمة الجلسة، طلب النقيب المراد إخلاء سبيل الموقوفين الثلاثة هلال وأيمن وأمين ديب، على أن يصار إلى البت بها لاحقًا.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|