الصحافة

سعد رفيق الحريري من تيّار المستقبل إلى "طار المستقبل"

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يشعر القاطنون في منطقة الطريق الجديدة أنّ الحزن يخيّم على الطريق. منذ الـ 2005 وبعد انتشار خبر استشهاد رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري عاش السنّة في لبنان ألماً وأملاً، بين وداع مرير ووليّ عهد أمين على زعامة تخطت الشرق الأوسط وكسبت تأييد صانعي القرار في العالم. والطريق الجديدة في بيروت هي عيّنة من طرقات لبنان من شماله إلى جنوبه حيث كان رفيق الحريري محبوب الملايين والزعيم السنيّ صاحب شعار "ما حدا أكبر من بلدو" صديقاً لرؤساء العالم ورفيقاً لسنّة بيروت والجنوب والبقاع والشمال فلا يقفل قصر قريطم أمام وفد أتى لزيارته ولا يساوم مقاولاً على نسبة أرباح.

باختصار رفيق الحريري لم يمت وليس لأن المثل اللبنانيّ يقول: "مين خلّف ما مات"، بل لأنه كان زعيماً بحجم وطن ولأنه استُشهد في قمة التزامه بنهائية لبنان ودفاعاً عن سيادة هذا الوطن. بعد عشرين سنة على استشهاده طوت المملكة العربية السعودية والتي صنعت رفيق الحريري ورقة الحريرية السياسية في لبنان، خاتمة مرحلة وراثة رفيق الحريري من قبل نجله رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري الذي استقال تحت ضغط الشارع وضغط المملكة العربية السعودية وضغط الإفلاس الماليّ والسياسي أيضاً بعدما تحالف الحريري الابن مع رموز الفساد في لبنان تارة بالمباشر وطوراً من خلال أزلام بيت الوسط.

ولمن لم يقتنع بعد بأن الحريري انتهى سياسياً، وأن المرحلة المقبلة ستخلو من المقرّبين إليه، وصل إلى ما قلناه مراراً بعد ما رشح من زيارة الموفد السعودي الخاص إلى لبنان يزيد بن فرحان والذي جزم أمام من التقاهم بأن من يتعاون مع أي مقرّب من سعد الحريري أو من تيار المستقبل يكون اتّخذ قراره بالتغريد خارج سرب المملكة.

موقف بن فرحان ليس جديداً، لكنّه أتى بعدما حاول الأمين العام لتيار المستقبل التذاكي على فيتو المملكة من خلال إيهام رجال الأعمال في لبنان من الطائفة السنية بأن الحريري سيعود.

وعرض على الكثيرين منهم الترشّح إلى الانتخابات البلدية وآخرين وعدهم بالنيابية، ما حدا بالمملكة إلى وضع حدّ لهذه المحاولة من جهة ولتطويق محاولات قطرية بالدخول "الإخونجي" إلى مجلس النواب اللبناني عبر دعم بعض نواب بيروت السنّة من جهة ثانية.

ولأن لا خيار أمام سعد الحريري اليوم سوى العزوف عن أي نشاط سياسيّ، فإن من ينصحونه بالتمرّد على قرار المملكة إنما يريدون حرمانه حتى من إعادة ترتيب أوضاعه المالية في الإمارات العربية المتحدة. أما لمن يسألون عن سبب غضب المملكة من ابن رفيق الحريري، والذي وصل إلى حدّ إقفال بيته السياسي، فالأمر، بحسب المقرّبين من المملكة والعارفين بحقيقة الأمور، لا علاقة له بأن الحريري أغضب وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في ملفات مالية، أو أن الحريري تحالف مع "حزب الله" في لبنان، أو أن الحريري لم يدافع عن المملكة بصفته رئيس حكومة بل بصفته رئيس تيار المستقبل، أو، وهنا بيت القصيد، لأن "القوات اللبنانية" وشت به إلى السعوديين وأخبرتهم بأنه يقول في العلن شيئاً في حين أنه يفعل في السرّ عكسه، الأمر أبعد من ذلك بنظر العارفين الذين يؤكدون بأن الأمير بن سلمان تأكد من أن سعد الحريري كان يعلم بمحاولة الانقلاب التي خُطّط لها في المملكة العربية السعودية ضد بن سلمان ولم يخبر أحداً.

هكذا وبحكم القدر تحوّل سعد الحريري من زعيم شعبيّ تخطت شعبيّته المحلية شعبيّة والده رفيق، إلى ممنوع من ممارسة العمل السياسي ومغضوب عليه من قبل من جعلوه رئيساً للحكومة اللبنانية والزعيم السنيّ الأوحد في لبنان، وهذا ما أعاد خلط الأوراق في انتخابات بلدية بيروت وصيدا وطرابلس وبالتحضير للانتخابات النيابية المقبلة حيث كان عدد كبير من الأحزاب القريبة من محور الممانعة يمنّي النّفس بالتحالف مع تيار المستقبل للعودة إلى ساحة النجمة "نكاية" بـ "القوات اللبنانية" ومنعاً لأن يفرض رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع نفسه سيّداً للقوى السيادية في مرحلة ما بعد سلاح "حزب الله" والاحتلال السوري، فهل انقلب مرة جديدة السحر على الساحر وبدأت مرحلة البحث عن زعيم سنيّ جديد ترضى عنه المملكة ويكسب ثقة الشارع اللبناني، ويعيد إلى الطائفة السنية ما أخذه منها الحريري الابن تحت وطأة الضغوطات وفي أحلك الظروف؟

رامي نعيد-نداء الوطن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا