هل "يشحن" ترامب لبنان من المنطقة الى أميركا الشمالية سرّاً؟؟؟...
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
هل بدأت الممارسات السياسية الأميركية تجنح نحو الطريقة اللبنانية؟ وهل تؤدي سلوكيات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى ما لا تُحمَد عُقباه، في مستقبل قريب ربما؟
لا شيء مُستبعداً مع رجل كترامب، قلب كل المقاييس، وخرّب الصورة التي جهدت الولايات المتحدة الأميركية بمنحها لنفسها على الساحة الدولية، منذ عقود.
انتقاد "الجوهر"
ففي العادة، يمكن لأي مرشّح أميركي رئاسي سابق، أو لأي رئيس أو مسؤول سابق، أن ينتقد إدارة أميركية حالية بسبب خطوة معينة قامت بها. وقد يعلّل انتقاداته بمجموعة من البراهين.
ولكن من النادر جداً أن يقوم أي مسؤول أميركي سابق بانتقاد "جوهر" وبنية حكم أميركي حالي، بالشكل الذي نراه في لبنان مثلاً، أو في عدد من الدول غير الديموقراطية.
وقد اعتدنا على أن الخاسر في أي انتخابات أميركية يعترف بالهزيمة، وبالخصم الرابح كرئيس... بعد انتهاء الموسم الانتخابي والحملات الانتخابية، وأن يحترم هذا الواقع الى أقصى حدّ، عند تعبيره عن رأيه تجاه سياسة هذا "الرئيس الخصم" في وقت لاحق. فيما تُترَك الانتقادات الكبرى، والمحاكمات الجدية الكبرى مثلاً، لمرحلة ما بعد انتهاء الولاية الرئاسية.
الطريقة اللبنانية...
وأما في الولايات المتحدة الأميركية اليوم، فقد هاجم الرئيس الأميركي السابق جو بايدن ترامب مؤخراً، متّهماً إدارته بالتسبُّب بـ "أضرار جسيمة"، وبمحاولة "تخريب" نظام الضمان الاجتماعي في البلاد، بدءاً من تسريح آلاف الموظفين، بينهم كوادر تمتلك خبرة طويلة، بموازاة دفع آلاف الآخرين إلى الرحيل، ضمن محاولة "لنهب النظام" بالكامل من أجل تقديم تخفيضات ضريبية هائلة للمليارديرات.
وفي تلك الحالة، نكون أمام مشهد نادر من اتّهام رئيس أميركي سابق لإدارة أميركية حالية بأعمال "تخريب" و"نهب"، على الطريقة اللبنانية في مكان ما.
مشهد جديد؟
وفي سياق متصل، وبعد تفاخر ترامب برسومه الجمركية المفروضة يميناً ويساراً، أكد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول علناً، أن الرسوم الجمركية المرتفعة سيدفعها الجمهور، وأنها ستتسبّب بتضخُّم قد يستمر لفترة طويلة، لافتاً الى أنه من المرجح أن ترتفع البطالة مع تباطؤ الاقتصاد، وأن يرتفع التضخم مع فرض الرسوم الجمركية، متحدثاً عن "ظروف صعبة"، وعن "أيام صعبة للغاية"، رغم أن الرسوم الجمركية لم تبلغ ذروتها وأقصى نتائجها بعد.
فهل ما سبق ذكره هو مجرّد معارضة أميركية داخلية عادية؟ أو ردّة فعل على خصومات شخصية داخلية مثلاً؟ أم إشارات أولية الى مشهد أميركي جديد، في مكان ما؟
انتصار الرأي الحرّ...
أكد مصدر خبير في الشؤون الدولية أن "ترامب يُحدث الكثير من الخوف والفوضى في بلاده الآن، وهو ما يظهر كثيراً في الوقت الراهن مع الجامعات التي يهدّدها بوقف الدعم الحكومي لميزانياتها، وبتهديده أي جهة تقف ضدّه بمنع التمويل عنها".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "هذا الوضع غير طبيعي في أميركا، وهي ممارسات غير ديموقراطية. ولكن الوعي الأميركي العام يزداد تجاه ما يرتكبه من أخطاء، حتى في صفوف الجمهوريين، ولا أعتقد أنهم سيسمحون له بالاستمرار على ما هو عليه الآن".
وختم:"يمكن للجمهوريين أن يوقفوه عند حدّه من خلال الكونغرس. ولن تشهد أميركا فوضى أمنية مثلاً بسبب ترامب، كما يقول البعض. فالكونغرس كفيل بإجباره على تغيير سلوكه، خصوصاً أنه لا يمكن حكم الولايات المتحدة بهذا الشكل. وقد نكون على مسافة وقت قليل الآن، قبل أن ينتصر الرأي الحرّ مجدداً هناك".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|