ديون وتعثر.. شركة نفط كبيرة تعاني فهل اقتربت عملية الاستحواذ؟

واجه كبار المسؤولين في شركة "بي بي" أمس ثورة غير مسبوقة من المساهمين، في أحدث ضربة لشركة النفط العملاقة التي أصبحت اليوم تقف على مفترق طرق.
وقد تعرض رئيس مجلس الإدارة هيلجي لوند لهزيمة ساحقة، حيث عارض ربع المساهمين إعادة انتخابه، في أكبر تصويت احتجاجي تشهده الشركة منذ ما يقرب من عقد من الزمان.
في المقابل، حظي الرئيس التنفيذي موراي أوكينكلوس بدعم 97% من المستثمرين، مما يعني أن منصبه آمن حاليًا، وإن كان مستقبله على المدى الطويل ما زال غير مضمون.
جاء الاجتماع المحوري للمساهمين في مقر الشركة بساري، بينما تكافح "بي بي" أزمة هوية عميقة، ويحاول أوكينكلوس إقناع المستثمرين بأن استراتيجيته الجديدة يمكن أن تعيد تقييم الشركة المتراجع.
أزمة مسار وهوية
تراجعت قيمة سهم "بي بي" مقارنة بنظيراتها منذ أن تبنت الشركة سياسة التحول القوي نحو مصادر الطاقة المتجددة بقيادة الرئيس السابق برنارد لوني. وقد أدى هذا التحول إلى إضعاف مركز الشركة وجعلها عرضة لمحاولات الاستحواذ، مع تلميحات إلى شركات مثل "شل"، و"شيفرون"، و"إكسون موبيل" كمشترين محتملين.
صفقة استحواذ كهذه ستكون بمثابة ضربة مدمرة لشركة "بي بي"، التي يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1901 مع اكتشاف النفط في إيران، وكانت تعرف آنذاك باسم "شركة النفط الأنغلو-فارسية"، قبل أن تُعاد تسميتها إلى "شركة البترول البريطانية" عام 1954.
تحولات القيادة والتحديات البيئية
شهدت "بي بي" تحولات دراماتيكية عبر العقود، كان أبرزها في عهد اللورد براون، الذي أطلق شعار "ما وراء البترول"، واضعًا الشركة على طريق التحول البيئي.
لكن فضائح لاحقة، مثل كارثة ديب ووتر هورايزون عام 2010، أضعفت مكانة الشركة بشدة، حيث أجبر قادتها على الاستقالة الواحد تلو الآخر.
حين تولّى برنارد لوني المنصب، وعد بتقليص إنتاج النفط بنسبة 40% (قبل تعديل الهدف لاحقًا إلى 25%). إلا أن سياساته قوبلت بانتقادات عنيفة من المستثمرين الذين رأوا أن التحول نحو الطاقة المتجددة كان سريعًا ومبالغًا فيه.
استجاب أوكينكلوس للضغوط هذا العام بإلغاء بعض أهداف التحول الأخضر، لكن اجتماع المساهمين أظهر أن الغضب لم يهدأ بعد.
وصوّت حوالي 24.3% من المساهمين ضد لوند، في أكبر احتجاج على شركة من شركات مؤشر "فوتسي 100" منذ خمس سنوات، مما يدل على حجم القلق بين المستثمرين.
لم تنجح الإجراءات الأمنية المشددة في كبح أسئلة المساهمين الساخنة خلال الاجتماع، وسط دعوات لإسراع عملية اختيار رئيس مجلس إدارة جديد.
وفي محاولة لتهدئة الأجواء، أعلن لوند أنه سيتنحى العام المقبل. وأكدت أماندا بلانك، المديرة المستقلة العليا، أن عملية الخلافة ستتم "بشكل شامل وسريع".
على الجانب الاقتصادي، لا تزال "بي بي" تتخلف عن منافسيها. فبينما ارتفع سهم "شل" بنسبة 77% منذ 2020، لم يرتفع سهم "بي بي" سوى بنسبة 18%.
في الولايات المتحدة، استفادت شركات مثل "إكسون موبيل" و"شيفرون" من الاعتماد المتزايد على الوقود الأحفوري، وسط وعود من دونالد ترامب بزيادة إنتاج النفط والغاز بمقدار 3 ملايين برميل يوميًا بحلول 2028.
في ظل هذه الضغوط، قد تصبح "بي بي" هدفًا سهلًا للاستحواذ، خاصة مع ديونها المرتفعة. ويعتقد خبراء القطاع أن تعيين رئيس جديد من خارج الشركة، مثل المخضرم جريج جوف، قد يكون ضروريًا لإنقاذ الموقف. (THIS IS MONEY)
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|