الصحافة

"الحزب لم يعد هو نفسه"... بعدان أساسيان في خطاب قاسم

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بمعزل عمّا قاله الأمين العامّ لـ”الحزب” الشيخ نعيم قاسم، محاولاً تقديمه في إطار أنّه “رجل المواجهة إذا اقتضى الأمر”، ثمّة وقائع أو بالأحرى قواعد جديدة كرّستها المستجدّات العسكرية والإقليمية، لا يمكن تجاوزها أو القفز فوقها: “الحزب” لم يعد هو نفسه، المنطقة لم تعد ذاتها، والطائفة الشيعية برمّتها صارت أسرى مخاوف وهواجس، اعتقدت أنّها طردتها منذ عقود.

في الواقع، يمكن قراءة خطاب قاسم، الذي حدّده بعنوان واحد، هو الاستراتيجية الدفاعية، ضمن بعدين أساسيّين:

البعد الخارجي المرتبط بالمفاوضات الأميركية – الإيرانية. إذ يتّفق أكثر من طرف، قريب وخصم لـ”الحزب”، أنّ توقيت كلام الأمين العامّ، وتحديداً في إصراره على “المقاومة” التي ورد تعبيرها أكثر من خمسين مرّة في الخطاب، يتّصل بما يحصل خلف الحدود. فإيران، وفق هؤلاء، لا تزال تستثمر في ورقة “الحزب”، حتّى لو ضعفت بشكل كبير، لتحسين موقعها التفاوضي على طاولة روما، في وقت تسعى واشنطن عبر الآلة العسكرية الإسرائيلية من جهة، والضغط الدبلوماسي من جهة أخرى، إلى شطب هذه الورقة نهائياً، فيما “الحزب” يقاوم لكي لا يضطرّ إلى الاستسلام كلّياً.

لهذا ربط قاسم السلاح بالمقاومة بشكل حاسم، للحؤول دون نزعه، قائلاً: “نحن لن نسمح لأحد أن ينزع سلاح “الحزب” أو أن ينزع سلاح المقاومة، لأنّ “الحزب” والمقاومة واحد. فكرة ‏نزع السلاح يجب أن تُزال من القاموس. لن نسمح لأحد أن ينزع سلاح المقاومة. هذا السلاح هو دعامة ‏للمقاومة”.

البعد الداخلي الذي له الحيّز الأهمّ من الرسائل التي تضمّنها الخطاب، والتي تمّ توجيهها في أكثر من اتّجاه:
الاتّجاه الأوّل هو ضبط خطاب “الحزب” بعدما تراوح في الفترة الأخيرة بين فتح باب النقاش في الاستراتيجية الدفاعية و”بين قطع اليد التي ستمتدّ على السلاح”، فحدّد قاسم قواعد القيادة المركزية بشكل واضح. هذا مع العلم أنّ راصدي هذه النبرات المتباينة وجدوا فيها فرصة لقيادة “الحزب” لجسّ نبض الآخرين وتحسين الموقع التفاوضي تحت عنوان أنّ “الحزب” غير موحّد على رأي محدّد إزاء مسألة تسليم السلاح.

أمّا الاتّجاه الثاني فهو البيئة الحاضنة لـ”الحزب”، والتي هي أوسع من البيئة التنظيمية المضبوطة والمتراصّة. في البيكار الأوسع، المخاوف حاضرة ممّا قد تحمله الأيّام المقبلة في ضوء مشاعر الضعف التي تنتابها نتيجة فقدان “السلاح”. من هنا، فإنّ قاسم يتوجّه إلى هذه البيئة من باب شدّ العصب ورفع المعنويّات وإقناعها بأنّ “الحزب” لم يضعف لدرجة الاستسلام الكلّي، حتّى لو فُتح الباب لنقاش الاستراتيجية الدفاعية.

ردّ على الرّئاسة

هكذا يُحدّد الاتّجاه الثالث للرسائل، وهو الرئاسة الأولى التي أعلنت انطلاق حوار ثنائي مع “الحزب” لوضع استراتيجية أمن وطني شاملة، وليس استراتيجية دفاعية، كما يريدها “الحزب”، حيث لم يتوانَ رئيس الجمهورية جوزف عون عن القول صراحة إنّه “يمكن لعناصر “الحزب” الالتحاق بالجيش والخضوع لدورات استيعاب مثلما حصل في نهاية الحرب في لبنان مع أحزاب عدّة مطلع تسعينيّات القرن الماضي”، وذلك في إشارة منه إلى طبيعة هذه الاستراتيجية التي فيها سلاح واحد هو سلاح المؤسّسة العسكرية.

على هذا الأساس، حدّد قاسم الردّ الرسمي لـ”الحزب” على الدعوة إلى الحوار، من خلال وضع عناوين هذا الحوار، من وجهة نظر “الحزب”، مشيراً إلى أنّ “الاستراتيجية الدفاعية، كما قلنا، هي موضوع لا علاقة له بنزع سلاح أو سحب سلاح، بل له علاقة، كما قال ‏الرئيس، بمناقشة المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية في سياسة دفاعية متكاملة”.

حدّد قواعد النقاش كالآتي:

“أوّلاً، حماية سيادة لبنان وتحرير أرضه، ووقف كلّ أشكال العدوان الإسرائيلي عليه. ‏

ثانياً، استثمار قوّة المقاومة وسلاح المقاومة ضمن استراتيجية دفاعية تُحقّق التحرير والحماية. ‏

ثالثاً، رفض أيّ خطوة فيها إضعاف للبنان أو تؤدّي إلى استسلامه للعدوّ الإسرائيلي.‏

هذه القواعد الثلاث يجب أن تكون حاكمة في نقاش أيّ استراتيجية دفاعية في الوقت المناسب لمناقشة ‏الاستراتيجية الدفاعية”.

أمّا الاتّجاه الرابع من الرسائل فيستهدف فهم خصوم “الحزب” في الداخل اللبناني، في محاولة دفاعية لردّ الهجومات التي يتعرّض لها وتذكير هؤلاء بأنّ “الحزب” لم يخرج من المعادلة ولن يسمح بالتعاطي معه من موقع الضعف.

في العلن، يرفض قاسم وفق هذا الخطاب تسليم سلاح “الحزب”. وهو أمر غير مفاجىء ومُتوقّع، خصوصاً أنّ الجمهور هو أوّل المعنيّين بالخُطب المنبريّة. لكن في العمق، يتعاطى الآخرون مع “الحزب” على أنّ مرحلة التسليم بدأت.

كلير شكر- أساس ميديا

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا