بعد استشهاده.. هذا ما كشفته إسرائيل عن نائب قائد الوحدة 4400 في "حزب الله"
ماذا وراء استخدام إدارة ترامب ورقة المسلحين الفلسطينيين لمقايضة الشرع؟
قال خبراء إن استخدام إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورقة المسلحين الفلسطينيين واشتراط طردهم من "هيئة تحرير الشام" مقابل تخفيف جزئي للعقوبات على سوريا، يثير تساؤلات جمة أمام مقايضة الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع.
وقال الخبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن إسرائيل تدفع المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، للتخلص من فصيل مهم داخل هيئة "تحرير الشام"، وهم المسلحون الفلسطينيون المحسوبون على حركة حماس، في ظل فرضية خروجهم عن سيطرة "الشرع" نتيجة ما ترتب له تركيا.
وأشاروا إلى أن التغيرات الجيوسياسية، والخروج الأمريكي المنتظر من شمال وشرق سوريا، وعمل تل أبيب على فرض وجودها الأمني والعسكري في ظل الصدام القائم مع أنقرة حول مناطق النفوذ، يتطلب طرد المسلحين الفلسطينيين وعدم ترك الفرصة لأنقرة لتأهيلهم وإعادة تدويرهم للاعتماد عليهم، في ظل الضغط الأمريكي القائم بشأن إخراج المقاتلين الأجانب من هذه الفصائل داخل سوريا.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية ذكرت مؤخرا أن إدارة ترامب هدّدت باتخاذ موقف صارم ضد الحكومة السورية المؤقتة في حال عدم استجابتها لمطالبها.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين أن مطالب واشنطن تضمنت اتخاذ إجراءات صارمة ضد من وصفتهم بـ"المتطرفين"، وطرد المسلحين الفلسطينيين، مقابل تخفيف محدود للعقوبات.
وقال المسؤولون إن إدارة ترامب ستنظر في المقابل في تجديد إعفاء محدود من العقوبات، كانت إدارة الرئيس السابق جو بايدن قد أصدرته، بهدف تسريع تدفق المساعدات إلى البلاد.
ويُوضح الخبير الاستراتيجي الدكتور محمد يوسف النور، أن تل أبيب تدفع المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، للتخلص من فصيل مهم داخل هيئة "تحرير الشام"، في ظل إدراكها أن المسلحين الفلسطينيين المنضوين في صفوف الأخيرة محسوبون على حركة حماس، ومن الممكن خروجهم عن سيطرة الشرع عبر ما ترتّب له تركيا.
وأضاف النور في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن تركيز واشنطن على المسلحين الفلسطينيين التابعين لجماعات "الإسلام السياسي"، وفي صدارتهم عناصر من "حماس" في سوريا، الذين كانوا يقاتلون مع الهيئة على الجبهات، يأتي ضمن رفض تقوية شوكتهم ضمن الفصائل المسلحة الموالية لتركيا في هذا التوقيت، لا سيما أنهم قد يشكلون تهديدا في المرحلة المقبلة للتوسع الإسرائيلي في سوريا.
وتابع أن تقاسم النفوذ داخل سوريا بين تركيا وإسرائيل بدأ يدخل في مرحلة صدامات، واستخدام مكونات، وإحياء دور تشكيلات، وتنحية مجموعات، وكل من أنقرة وتل أبيب يعملان على إعادة تنظيم صفوف المكونات، سواء سورية أو أجنبية، لصالحها. لتكون بذلك مرحلة التلويح المتبادل بمراكز القوة، وفي النهاية سيكون الحسم من جانب إدارة ترامب لحكومة بنيامين نتنياهو، التي لن تتنازل عن توسيع دوائر نفوذها في أكثر من جهة.
وأشار النور إلى أن إدلب تشهد حتى الآن وجود مرجعيات دينية وعسكرية على علاقة بحركة "حماس"، وهذه المرجعيات وفّرت مقاتلين وعسكريين كانوا حاضرين بقوة في هيئة تحرير الشام، وهم ليسوا من الفصائل أو التيارات الفلسطينية التي كانت محسوبة على النظام السوري السابق أو مدعومة منه، وعلى رأسهم لواء القدس والجبهة الشعبية، حيث تم حل هذه التنظيمات وسلّموا أسلحتهم. وهؤلاء ليسوا المستهدفين بما صدر عن واشنطن بخصوص طرد المسلحين الفلسطينيين مقابل تخفيف جانب من العقوبات على دمشق.
الخلاف على "الكعكة السورية"
ومن جهتها، تقول المحللة السياسية السورية ميس كريدي، إن ربط إدارة ترامب ورقة المسلحين الفلسطينيين بتخفيف جانب من العقوبات على دمشق، يأتي في إطارين: الأول، تأهيل حكومة الشرع بما يضمن استمرار خضوعها للسياسات الأمريكية كافة، وأن تظل مرهونة بما ترسمه واشنطن من مسارات لها.
أما الإطار الثاني، بحسب كريدي، فهو تحقيق ما تريده إسرائيل بعدم جعل الفصائل الموالية للشرع، والتي تضم مسلحين فلسطينيين، أداة قوة في يد تركيا في ظل التقاطعات القائمة بشأن توسعة النفوذ مع إسرائيل، بعد الخلاف على "الكعكة السورية" عقب التعاون في إسقاط نظام الأسد.
وتوضح كريدي لـ"إرم نيوز"، أن إدارة ترامب، بهذا الضغط، تعمل وفق ما تراه تل أبيب في سياق وجودها المرتقب في مناطق ستنسحب منها القوات الأمريكية في شمال وشرق سوريا، وهو ما يُتوقع أن تستغله أنقرة لإعادة تأهيل المسلحين الفلسطينيين ضمن فصائل سورية تخدم التطلعات التركية، في ظل الضغط الأمريكي الراهن لإخراج المقاتلين الأجانب الموالين لأنقرة من هذه الفصائل.
ولفتت إلى أن إسرائيل تدفع بهذا الاتجاه؛ لأنها ترى أن تركيا تعمل على دمج هؤلاء المقاتلين في فصائل مسلحة موالية لها، شاركت في إسقاط النظام السوري في نهاية عام 2024، وتملك تل أبيب معلومات عن استغلال أنقرة لهؤلاء المقاتلين الفلسطينيين ليس فقط للاستفادة منهم عسكريا، بل لجعلهم ورقة تفاوض في مرحلة مقبلة، في ظل المتغيرات في منطقة الشرق الأوسط والجغرافيا السورية ومحيطها.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|