الصحافة

لغة قاسم وصفا لم تعد تنفع… ملف سلاح “الحزب” سيُحلّ خلال عام

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يعيش مسؤولو حزب الله صراعًا وتخبّطًا بعد الواقع العسكري الجديد الذي يطوّقهم، فتارةً نراهم صامتين أمام التغيّرات والسّقطات، وطورًا يستعينون بـ”المراجل” واللغة الخشبيّة، بهدف إعادة عقارب السّاعة إلى الوراء، وبثّ القوّة المزيّفة في نفوس بيئته ومناصريه، فتأتي النتيجة سلبيةً لانّ الظروف غير مناسبةٍ وغير قادرةٍ على التأقلم مع تلك اللغة، بالتزامن مع التهديدات الاسرائيلية وشروط المجتمع الدولي ورفض الداخل اللبناني لهم. لذا فالخطاب التهديدي بات وراءنا، لانّ زمن “المراجل” قد ولّى ولم يعد يُقنع حتّى البيئة الحاضنة، التي تسأل يوميًا عن أرزاقها وجنى العمر والخسائر التي تتوالى عليها من دون ان تسمع جوابًا يُرضيها، لانّ الوعود والشعارات وأغاني الصّمود والتصدّي وتوابعها باتت في خبر كان، فقط بعض الكلمات تصدر بين الحين والآخر من مسؤولَيْ الحزب نعيم قاسم ووفيق صفا وغيرهما، لشدّ عصب الجمهور اليائس من الانتصارات الوهمية، فيما هي مجرّد كلمات ستبقى حلمًا بعد سلسلة خسائر أذرع إيران في المنطقة.

تهديدات قاسم و”هوْبرات” صفا!

هذا السيناريو المُصطنع أراد قاسم إطلاقه من جديد قبل أيام، فوجّه كالعادة تهديدًا مباشرًا إلى “مَن يحاول تجريد الحزب من سلاحِه اذ سنواجه مَن يعتدي على المقاومة ومن يعمل على نزع سلاحها كما واجهنا إسرائيل، ولن نسمح لأحد بنزع السلاح، لسنا ضعفاء بل نحن أهل المواجهة، ولدينا خيارات ولا نخشى شيئًا وسترون في الوقت المناسب الذي نقرّره”.

هذا الخطاب الفوْقي في غير زمنه، أراد قاسم من خلاله رفع معنويات جمهور الحزب الاصفر، الذي لطالما انبهر بالوعود المتكرّرة منذ أشهر عدّة من دون أي تنفيذ، ما ساهم في إسقاطها إلى غير رجعة، وسبقه في ذلك مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا، الذي رفض مصطلح “نزع السلاح”، معتبرًا أنّ هذه العبارة يتمّ الترويج لها من قبل المحرّضين على منصّات التواصل الاجتماعي، وأنّ كل ما نسمعه عن تسليم السلاح هو مجرّد “هوْبرات”، إذْ لو كان مَن يطالب بنزع سلاحنا بالقوّة قادرًا لفعل”. وأشار إلى أن أيّ بحث في الاستراتيجية الدفاعية لا يمكن أن يتمّ قبل انسحاب إسرائيل من كامل الأراضي اللبنانية، وتحرير الأسرى ووقف الاعتداءات على السيادة اللبنانية.

ردّ مبكّل وديبلوماسي من الرئيس

إلى ذلك، يبدو انّ الحزب لا يستعيد شارة النصر وتعويض خسارته، إلّا إذا شنّ حربًا على الداخل اللبناني بحسب ما يعتقد، لكنه نسي انّ اللبنانيين يتكاتفون ضدّه اليوم وبقوّة والتاريخ لن يعيد نفسه، والدولة في طريقها للعبور نحو المسار الصحيح، وبالتّالي فكلّ رهانات حزب الله قد سقطت، ولن تكون تعويضًا عن كل هزائمه.

في هذا السّياق، باتت رسائل نعيم ووفيق واضحةً جدًّا، إذ جاءت سلبيةً وموجهّة أولًا إلى رئيس الجمهورية، على الرَّغم من محاولة قاسم تلطيفها بأنّها غير موجهّة الى الرئيس عون، لكنّ اللبيب من الإشارة يفهم، فيما أتى الردّ “المُبَكَّلُ” والديبلوماسي من رئيس الجمهورية، بأنّ قرار سحب السلاح اتُّخذ وحصريته ستكون بيدِ الدولة، وانتشار الجيش سينفّذ وِفق آليةٍ تراعي المصلحة الوطنية والسلم الأهلي وتنفّذ القرارات الدولية، لكنّ تلك اللغة الخشبية أدّت من جهةٍ ثانيةٍ إلى عرقلة إعادة الإعمار، وإعاقة الجهود الدولية للانسحاب الاسرائيلي من الجنوب، ووقف الغارات والقصف الاسرائيلي.

مع الإشارة إلى أنّ ما طرحه رئيس الجمهورية خلال الزيارة التي قام بها رئيس مجلس النواب نبيه برّي إلى قصر بعبدا، سبق لقيادة الحزب أن وافقت عليه في اتفاق وقف إطلاق النار، الذي ذَكر في بنوده حصرية السلاح في يد الشرعية اللبنانية، كذلك ما جاء في القرار 1701 وقبله في اتفاق الطائف، ما يؤكد ضياع الحزب او محاولة الإيحاء بذلك، بهدف كسب الوقت والتحايل بأساليب لم تعد تنطلي على أحد.

صدى لمفاوضات مسقط او ضغوط إيرانية؟

انطلاقًا من هذه المواقف التي وصفها البعض بالعشوائيّة، ثمة أسئلة تطرح من محتوياتها، فهل تهدف الى نسف محاولة الرئيس عون بدء الحوار الثنائي مع حزب الله؟، او جاءت كردّ او صدًى لمفاوضات مسقط بين الأميركيين والإيرانيين؟، أو هي بمثابة ضغوط إيرانية ستستعمل في الوقت الصعب؟.

في غضون ذلك، أتى الرّد الإسرائيلي مساء الأحد، عبر الغارات الاسرائيلية التي شُنّت على بعض قرى الجنوب، فحملت معها رسائل الى قاسم قائلة: “لا تلعب بالنار” بعد محاولته إعادة الحزب إلى المعادلة العسكرية وساحات الميدان، لكن بالرّسائل ليس أكثر، لانّ عودة الحرب غير مستبعدة خصوصًا إذا استمر الحزب في مناوراته.

في الختام، لا بدّ من الإشارة إلى انّ ملف السلاح سيُحلّ خلال عام، ولن يتخطى أيار 2026 موعد إجراء الانتخابات النيابية، بل سيسبق ذلك الموعد وفق معلومات “هنا لبنان” من مصادر أمنية متابعة لمسألة السلاح.

صونيا رزق -”هنا لبنان”

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا