الصحافة

"ليس موضوع السلاح"... مسؤول بالجماعة الإسلامية: الأولوية اليوم حماية لبنان

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أعاد استهداف إسرائيل، يوم الثلاثاء الماضي، القيادي في "الجماعة الإسلامية" في لبنان، حسين عزات عطوي، فتح ملف التشكيلات المسلحة في لبنان التي شارك معظمها في الحرب الداعمة لغزة تحت مظلة "حزب الله".

 

لا تبدو قيادة "الجماعة الإسلامية" نادمة على مشاركتها في حرب الإسناد، رغم الاستهدافات الإسرائيلية المتواصلة لقيادييها. ويشير رئيس المكتب السياسي لـ"الجماعة الإسلامية" في لبنان، علي أبو ياسين، إلى أن المشاركة في الحرب ضد إسرائيل بعد "طوفان الأقصى"، "كانت في جزء منها إسنادًا لغزة، لكنها في الحقيقة دفاع عن أرض لبنان وعن اللبنانيين، باعتبار أن عملياتنا أصلاً لم تبدأ إلا بعد بدء إسرائيل عملياتها الإجرامية في لبنان. لذلك نحن ندرك أن هناك أثمانًا كبيرة ستُدفع".

 

ويؤكد أبو ياسين في تصريح لـ"الشرق الأوسط" أن "الجماعة أبلغت السلطات اللبنانية بشكل واضح بأنها ملتزمة بقرار وقف إطلاق النار وهي كذلك، حتى إنه حين أثير غبار عن مشاركتها في إطلاق صواريخ باتجاه الأراضي المحتلة خلال آذار الماضي (بعد وقف النار)، تعاونا مع تحقيقات الجيش وتم التأكيد أنه لم يكن لنا أي علاقة بهذه العمليات".

 

وعن استعداد "الجماعة" لتسليم سلاحها للدولة اللبنانية، يقول أبو ياسين: "هناك عدو لا يزال يحتل أراضي لبنانية، وينتهك السيادة اللبنانية يوميًا، ولا يلتزم بأي اتفاقات وقرارات، ومن ثم نرى أن الأولوية اليوم هي حماية لبنان لا موضوع السلاح"، ويضيف: "يفترض على الدولة اللبنانية أن تجيب عن سؤال: (كيف نحمي وطننا؟)، وبناءً على جواب علمي وموضوعي، عندها كل الناس ستلتزم بما يتقرر. لذلك نعتقد أن المطلوب حوار عاجل وعميق".

 

وتعمل "الجماعة الإسلامية" على إعداد مشروع سياسي من المقرر طرحه الشهر المقبل، ويتضمن -حسب أبو ياسين- رؤية متكاملة، تشمل "الاستراتيجية الدفاعية، واستراتيجية الأمن الوطني، وآليات التعامل مع الاستحقاقات المقبلة، وفي مقدّمها الانتخابات النيابية، إضافة إلى تأكيد أهمية ترسيخ علاقة لبنان بالدول العربية بشكل متين ومميز، إلى جانب محاربة الفساد الذي كان سببًا رئيسيًا في الانهيار".

 

لحقت "قوات الفجر" بمجموعات أخرى، لبنانية وفلسطينية، شاركت في حرب إسناد غزة في خريف 2023، وكانت "كتائب القسام" و"سرايا القدس - فرع لبنان"، من أولى الفصائل التي انخرطت في "القتال الرمزي" إلى جانب "حزب الله" في الجنوب، منفذة عمليات إطلاق صواريخ وكذلك عمليات تسلل محدودة عبر الحدود اللبنانية. وقد لحقتها مجموعات لبنانية أخرى مثل "قوات الفجر" التابعة لـ"الجماعة الإسلامية"، وكذلك مجموعات من "حركة أمل" وأخرى تابعة لـ"حزب البعث" و"الحزب السوري القومي الاجتماعي" وغيرها. وبقيت معظم هذه العمليات رمزية؛ نظرًا لتفوق "حزب الله" العسكري، ولكونه كان يبحث عن غطاء سني لتحويل الجنوب جبهة دعم وإسناد لغزة.

 

وفق الكاتب السياسي المختص بشؤون الحركات الإسلامية وقضايا الإرهاب أحمد الأيوبي، فإن "الجماعة الإسلامية" هي أول حركة إسلامية تأسست في لبنان، إذ نشأت فرعًا من جماعة "الإخوان المسلمين"، لافتًا إلى أنه "خلال الحرب الأهلية اللبنانية، كان لجناحها العسكري، (المجاهدون)، حضور بارز في مدينة طرابلس بشكل خاص، إضافة إلى بعض المناطق الأخرى، مثل عكار وشمال لبنان، وإن كان حضورها أقل في صيدا وبيروت".

 

ويشير الأيوبي في تصريح لـ"الشرق الأوسط" إلى أنه "في عام 1982، ومع الاجتياح الإسرائيلي للجنوب، شكَّلت الجماعة الإسلامية (قوات الفجر)، وهي جناح مقاوم يحمل اسم (المقاومة الإسلامية - قوات الفجر)، وكان لها دور بارز في التصدي للغزو الإسرائيلي آنذاك. لكن وبعد اتفاق الطائف، جرى سحب سلاح (الجماعة الإسلامية) في الجنوب، وقد سلّمته الجماعة التزامًا بالاتفاق، وهو ما فتح الطريق أمام (حزب الله) ليكون الفصيل الأساسي في المقاومة".

 

ويضيف الأيوبي: "لاحقًا، دخلت (الجماعة الإسلامية) في مرحلة المشاركة السياسية خلال فترة تطبيق الطائف على الطريقة السورية، وحصلت على عدد من المقاعد النيابية. ثم تطوّر دورها لاحقًا إلى ما يمكن تسميته بالعمل المزدوج، إذ جمعت بين النشاط السياسي والعمل العسكري، لا سيما مع بدايات (طوفان الأقصى)".

 

ويعدد الأيوبي أكثر من سبب لقرار "الجماعة" المشاركة في حرب الإسناد، أبرزها: الارتباط الفكري والسياسي بحركة "حماس" ضمن إطار تنظيم "الإخوان المسلمين"، ما شكّل أرضية مشتركة للتضامن والاستنفار المشترك. كذلك فإن ضغط الشارع السني داخل لبنان، الذي طالب بدعم غزة ومؤازرتها في وجه ما وصفه بـ"الحرب الإسرائيلية" و"حرب الإبادة" كان عاملاً دافعًا لهذه المشاركة التي أتت على شكل تنظيم وتنفيذ عمليات عسكرية انطلاقًا من جنوب لبنان ضد الاحتلال الإسرائيلي.

 

ويوضح الأيوبي أنه "بالنسبة لقيادة (الجماعة الإسلامية)، فالاقتناع بالمشاركة في حرب الإسناد ناتج عن ضرورة نصرة غزة و(حماس) من الناحيتين الدينية والأخلاقية، ولو أنها مدركة لعدم جدوى هذه المشاركة في التأثير الفعلي على مسار الحرب في غزة".

 

وعن السلاح الذي تمتلكه "الجماعة"، يقول الأيوبي: "يُعد متواضعًا مقارنةً بسلاح (حزب الله)، إذ اقتصر امتلاكها على بعض أنواع الصواريخ قصيرة المدى التي بلغت الأراضي القريبة من الحدود مع فلسطين المحتلة. وقد استُنفِد جزء كبير من هذا السلاح خلال حرب الإسناد".

 

من جهته، يعدّ العميد المتقاعد جورج نادر أن "دور كل المجموعات التي شاركت في حرب إسناد غزة ومنها (قوات الفجر) كان أقل من ثانوي وهدفه حصراً تأمين غطاء سياسي ومذهبي لـ(حزب الله)"، لافتًا في تصريح لـ"الشرق الأوسط" إلى أن "الحزب لا يسمح أصلاً لأحد بأن يكون لديه دور عسكري أساسي غيره، كما أنه مدرب ومجهز جيدًا، أما كل المجموعات الأخرى فمبتدئة مقارنة به"، مضيفًا: "لكن هذا الدور الهامشي لم يمنع أن يكون قادة هذه المجموعات هدفًا لإسرائيل التي أعلنت بوضوح أن كل من شارك في حرب الإسناد سيُلاحق".

 

ويُشدد نادر على أن "نزع السلاح غير الشرعي بدأ جنوب الليطاني، وسيتواصل بكل لبنان، سواء كان سلاح (حزب الله) أو مجموعات لبنانية أخرى أو السلاح الفلسطيني أو غيره. ولا شك في أن تسليم (حزب الله) لسلاحه سيسهل نزع كل السلاح غير الشرعي وحتى داخل المخيمات الفلسطينية، إذ إن القرار (1701) ينص أصلاً على نزع كل السلاح غير الشرعي دون استثناء".

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا