هل يُطرَد السّفير الإيرانيّ من لبنان؟
ليست المرّة الأولى التي تتدهور فيها العلاقات اللّبنانيّة – الإيرانيّة. فبعد تعليق الرّحلات بين البلدين لأسبابٍ أمنيّة، بعد الحرب الإسرائيليّة الأخيرة، ثمّ، استدعاء وزير الخارجيّة اللّبنانيّ يوسف رجّي، أخيراً، السّفير الإيراني لدى لبنان مجتبى أماني، بسبب منشور له على منصّة "أكس" تناول فيه سلاح "حزب الله"، وهو ما اعتبرته الدّولة اللّبنانيّة تدخلاً بشؤونها، عادت إلى الأضواء مسألة قطع العلاقات الدّبلوماسيّة مع إيران في العام 1983، خلال عهد رئيس الجمهوريّة السّابق أمين الجميّل، حيث استدعى المدير العام لوزارة الخارجيّة آنذاك، السّفير فؤاد التّرك، القائم بالأعمال الإيرانيّ وأمهله 72 ساعة لمغادرة لبنان.
يعتبر الكاتب السّياسيّ علي حمادة أنّه "ليس هناك من احتمال أن تلجأ الدّولة اللّبنانيّة إلى طرد السّفير الإيرانيّ"، مشيراً إلى أنّ "هذا الأمر غير وارد، وفي الوقت الحاضر لم تصل العلاقات اللّبنانيّة - الإيرانيّة إلى هذه المرحلة، خصوصاً أنّ لدى الإيرانيين عامل قوّة هو "حزب الله" والثّنائيّ الشّيعيّ".
ويرى، في حديث لموقع mtv، أنّ "رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون والحكومة اللّبنانيّة ربّما لا يريدان الذّهاب الى أقصى الحدود في القطيعة، ويكفي أنّ رحلات الطّيران بين البلدين أوقِفَتْ"، لافتاً إلى أنّ "المطلوب هو ضبط تصريحات السّفير، لأنّها تعرقل عمل الحكومة والعهد".
ويُشير حمادة، إلى أنّ "العلاقات اللّبنانيّة - الإيرانيّة حالياً سيّئة جدّاً، لكنّ، الإيرانيّين يستغلّون عامل وجودهم داخل الحكومة عبر "حزب الله" والثّنائيّ الشّيعيّ بشكل عام، وبالتّالي، فإنّ الموقف الإيرانيّ أقوى من فترة الثّمانينات عندما طُرد السّفير الإيرانيّ، فآنذاك، لم يكن في الحكومة أي وجود للثّنائيّ الشّيعيّ، أي لإيران مباشرةً كما هي الحال اليوم، كما لم يكن لإيران هذا النّفوذ المتعدّد الأطراف في منطقة الشّرق الأوسط، لا سيّما في لبنان".
ويكشف حمادة، أنّ "لدى إيران من يعمل لصالحها مباشرةً في لبنان، من خلال مسؤولين وأفراد من فيلق القدس في الحرس الثّوري، من تقنيّين واستراتيجيّين وضبّاط، في السفارة الإيرانيّة في بيروت، يُديرون جزءاً من تكتيك "حزب الله" من داخل السّفارة، وهم أقوى بأشواط من مرحلة الثّمانينات".
حضر السّفير الإيرانيّ إلى وزارة الخارجيّة وأُبلِغَ ضرورة التّقيّد بالأصول الدّبلوماسيّة المحدّدة في الاتّفاقيات الدّوليّة الخاصّة بسيادة الدّول وعدم التّدخل في شؤونها الدّاخليّة، وفي مقدّمها إتفاقية فيينا، فهل يلتزم بذلك أم أنّ العلاقات اللّبنانيّة – الإيرانيّة ستتدهور أكثر فأكثر؟
رينه أبي نادر
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|