الصحافة

قطبة مخفيّة في هجوم أورتاغوس على جنبلاط

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تواصل نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إطلاق مواقف متشدّدة ومثيرة للجدل وصلت إلى حدّ انتقاد تصاريح شخصيات لبنانية.

لم يكن مستغرباً انتقاد أورتاغوس لخطاب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم. فـ «الحزب» بالنسبة إلى واشنطن عدو رسمي منذ تفجيرات مقرّ المارينز في بيروت عام 1983، ومصنّف على لائحة الإرهاب والعقوبات الأميركية. أما من جهة «الحزب» فهو يعتبر أميركا الشيطان الأكبر وبنى استراتجيته وإيديولوجيته على العداء لها.

إذا كان الأخذ والردّ بين «الحزب» ومسؤولين أميركيين أمراً طبيعياً، فما يثير الاستغراب، تهكّم أورتاغوس على الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط بعد تصريحه بأن شروط أورتاغوس على لبنان مستحيلة، فردّت الأخيرة عبر  منصة «إكس» بالقول: «المخدرات مضرّة يا وليد»، فردّ جنبلاط كاتباً «الأميركي القبيح».

يعتبر البيت الجنبلاطي تاريخياً موالياً للمحور الشرقي وليس الغربي، ونسج المؤسس كمال جنبلاط علاقات واسعة مع الاتحاد السوفياتي ورفض ربط لبنان بالمحور الغربي. وعند استلام جنبلاط الإبن مقاليد الزعامة حالف سوريا.
كان اغتيال الرئيس رفيق الحريري مفصلياً، تخلى جنبلاط عن تحالفه مع دمشق وقاد ثورة الأرز ونسج تحالفات مع الأميركيين. ومنذ عام 2005 شنت حملات من «حزب الله» ومحور «الممانعة» على جنبلاط حيث اعتبرته «أدوات أميركية».

ثمة قطبة مخفية في هجوم أورتاغوس على جنبلاط، فمن الطبيعي أن تهاجم شخصية إيرانية «بيك» المختارة، لكن ليس مسؤولة أميركية. تشير المعلومات إلى أنّ هجوم أورتاغوس على جنبلاط ليس بريئاً، خصوصاً أن المسؤولة الأميركية لا تضيّع وقتها على منصة «إكس»، بل أرادت توجيه رسالة سياسية حازمة لها خلفيات ودلالات.

تلفت مصادر مطلعة على الموقف الأميركي، إلى أن أحد أسبابه تعود بداياته إلى اليوم الذي زار فيه الأب الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل الشيخ موفق طريف الولايات المتحدة، حيث عقد سلسلة لقاءات في الكونغرس ومع مسؤولين أميركيين، أمثال السيناتور في تكساس تاد كروز. يومها طلب الشيخ طريف حماية الدروز في سوريا ولبنان، وأكد للأميركيين عدم تمثيل جنبلاط للدروز، خصوصاً أنه يدخل في صفقات سياسية ويساير محاور عدّة، فما كان من الأميركيين إلا أن لبّوا النداء وتواصلوا مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. تمت تلبية طلبات الشيخ طريف في الأشهر الأخيرة من خلال تهديد إسرائيل الحكم الجديد في سوريا بردّ قاسٍ إذا اعتدى على الدروز.

تأتي تغريدة أورتاغوس لجنبلاط لتقول له «ما من أحد فوق رأسه خيمة»، ومواقفه باتت تحت المجهر. فقد حدّت التدابير الجديدة التي اتخذها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمنع عدد من المسؤولين الأميركيين أمثال الدبلوماسي جون بولتون ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو من الدخول إلى مراكز الدولة من الرعاية الأميركية لجنبلاط. وكان قسم من فريق 14 آذار يحظى منذ عام 2005 برضى لوبي أميركي، وقد بدأ سحب البساط من تحت الرئيس سعد الحريري ومن ثم جنبلاط حالياً نتيجة تراجع تأثير هذا اللوبي في الولايات المتحدة.
وأتت زيارة أورتاغوس الأخيرة إلى لبنان ولقاء رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع دون زيارة جنبلاط، لتؤكد تراجع اهتمام واشنطن بجنبلاط نتيجة العوامل المذكورة، إضافة إلى دخوله بتسويات منذ اندلاع ثورة 17 تشرين 2019 ومشاركته في الحكومات التي سيطر «حزب الله» عليها، ومحاولته تدوير الزوايا مع «الحزب» عبر رئيس مجلس النواب نبيه برّي وتصرّفه وكأن شيئاً لم يحصل ولا يوجد تغيرات جذرية في المنطقة.

يوضع جنبلاط في موقف لا يحسد عليه أميركياً، وسط ارتفاع الكلام عن احتمال وضعه تحت لائحة العقوبات التي يدرسها الكونغرس الأميركي، لكن لا شيء نهائياً حتى الساعة، والأكيد أن جنبلاط لا يمكنه استكمال سياسته كما كان، فهو ملك «التكويعات»، فهل يخطئ هذه المرّة في «الكوع»؟

ألان سركيس
نداء الوطن

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا