خطوة تكسر التقاليد... "الصينية" تدخل جنازة البابا
كشفت وثائق رسمية صادرة عن الفاتيكان أن مراسم جنازة البابا فرنسيس، الذي وافته المنية فجر الإثنين الماضي، ستشهد حدثًا غير مسبوق مع إدراج اللغة الصينية (الماندرين) ضمن الصلوات الرسمية، في خطوة تعبّر عن البعد الدبلوماسي لعلاقاته مع بكين خلال فترة حبريته.
وأظهرت وثيقة نظام الخدمة الدينية، المؤلفة من 87 صفحة، أن أربعة أسطر من "صلاة المؤمنين" ستتلى باللغة الصينية مباشرة بعد العظة، لتشكّل محطة رمزية في تاريخ العلاقات بين الفاتيكان والصين.
ووفق صحيفة "ذا تليغراف"، تتضمّن الصلاة باللغة الصينية الدعاء: "من أجلنا نحن المجتمعين هنا، حتى بعد أن احتفلنا بالأسرار المقدسة، قد ندعى يومًا ما من قبل المسيح لدخول ملكوته المجيد".
تأتي هذه الخطوة في توقيت دبلوماسي بالغ الحساسية، مع تأكيد حضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب مراسم الجنازة، في ظل استمرار التوتر التجاري بين واشنطن وبكين، بينما يسعى الفاتيكان إلى تعزيز انفتاحه على الصين.
عقب وفاة البابا، قدّمت وزارة الخارجية الصينية تعازيها الرسمية، حيث قال المتحدث باسمها غوو جياكون: "في السنوات الأخيرة، حافظت الصين والفاتيكان على اتصال بنّاء، وأجرينا تبادلات ودية". وأضاف: "الصين على استعداد للعمل مع الفاتيكان لدفع عجلة تحسين العلاقات بين الجانبين"، في إشارة إلى نية بكين الاستمرار بنهج التقارب.
كان البابا فرنسيس، كعضو في رهبنة اليسوعيين، مدفوعًا بالسير على خطى المبشرين الأوائل إلى الصين. وخلال حبريته التي امتدت 12 عامًا، بذل جهودًا حثيثة لتعزيز التواصل مع بكين، رغم الانتقادات التي اتهمته بتقديم تنازلات لم تُترجم مكاسب للكاثوليك الصينيين.
وستتضمن مراسم الجنازة صلوات بلغات عدة، من بينها الفرنسية، والعربية، والإسبانية، والبولندية، والألمانية، والإيطالية، والإنجليزية، إضافة إلى اليونانية عبر الطقوس البيزنطية، مع إبقاء معظم الطقوس باللغة اللاتينية التقليدية، في تعبير عن الطابع الشمولي لإرث البابا الراحل.
رغم إدخال اللغة الصينية، ستتبع الجنازة الترتيب التقليدي، بدءًا بجمع المصلين، وقراءات الكتاب المقدس، والعظة، وصلاة المؤمنين، وتكريس الخبز والنبيذ، وصولًا إلى المناولة وختام المراسم.
وقد تم اختيار نفس القراءات التي تليت خلال جنازة البابا يوحنا بولس الثاني عام 2005، لتأكيد الرجاء بالقيامة، خاصة مع تزامن الجنازة مع عيد الفصح.
إدراج اللغة الصينية يحمل رسالة واضحة مفادها أن الانفتاح على الصين، الذي بدأه البابا فرنسيس، سيظل حيًا بعد وفاته. وستختتم المراسم برش النعش بالماء المقدس وتبخيره، قبل أن يُنقل عبر شوارع روما إلى مثواه الأخير في كنيسة سانتا ماريا ماجيوري.
ويُقدَّر عدد الكاثوليك في الصين بحوالي 12 مليون شخص، وفق تقارير منظمة "تشاينا إيد".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|