الرئيس عون يدين الغارة: على إسرائيل التوقف فوراً عن اعتداءاتها
يخضع للحرس الثوري.. هل يفجّر البرنامج الصاروخي المفاوضات النووية؟
يذهب خبراء إلى أن برنامج طهران الصاروخي يمثل العقبة الكبرى في المناقشات الجارية بين طهران وواشنطن، نظرا لخضوعه لسطوة "الحرس الثوري" الذي يعارض المفاوضات مع الولايات المتحدة، والوصول إلى اتفاق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "الحرس الثوري" يراهن على الصين في مواجهة الولايات المتحدة؛ ما ينعكس على مساعيه لعرقلة المباحثات الجارية، مستبعدين أن يكون هناك أي حلحلة أو تعامل مع هذا البرنامج دون تصعيد كبير من جانب واشنطن، قد يصل إلى توجيه ضربة عسكرية لـ"الحرس الثوري" في حال عدم التنازل عن البرنامج الصاروخي.
وقال مسؤول إيراني مطلع على المحادثات النووية مع الولايات المتحدة التي استؤنفت السبت، إن إيران ترى أن برنامجها الصاروخي هو العقبة الكبرى في المناقشات وليس تخصيب اليورانيوم.
وتزامن ذلك مع تأكيد وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي أن المحادثات بين إيران والولايات المتحدة ستستأنف السبت المقبل في مسقط، موضحا أن وفديْ البلدين ناقشا المبادئ الأساسية والأهداف والمخاوف الفنية في الجولة الثالثة من المفاوضات.
يأتي ذلك في الوقت الذي وصف فيه مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية المحادثات النووية التي جرت السبت بـ"الإيجابية البناءة"، مضيفا أن الجانبين اتفقا على الاجتماع مجددا، مشيرا إلى أن هناك أمورا كثيرة يتعين القيام بها، لكن تم إحراز المزيد من التقدم نحو التوصل لاتفاق"، وفق وكالة أنباء "رويترز".
وبدوره، اعتبر وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن الجولة الثالثة من المفاوضات كانت أكثر جدية من الجولات السابقة، حيث دخلت المحادثات في تفاصيل القضايا والمسائل الفنية، وأن الأجواء العامة كانت جادة وعملية.
منظومة الصواريخ
ويرى الخبير في الشأن الإيراني، الدكتور محمد المذحجي، أنه يمكن لطهران الخروج بشكل مشرف أمام شرط ترامب المتعلق بالبرنامج النووي لاسيما في هذا التوقيت.
وبين المذحجي في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن ما تؤكده إيران من خلال برنامجها النووي المعلن، الاعتماد على التخصيب المنخفض لليورانيوم الذي يخص الاستهلاك لإنتاج الكهرباء، وكذلك بعض الأبحاث الطبية، ولكن الجزء الخاص بالتخصيب لإنتاج السلاح النووي، يصاحبه نفي دائم من طهران.
وأوضح المذحجي أن إيران بإمكانها التنازل عن الجزء السري من برنامجها دون إثارة ضجة داخلية أو اعتبار ذلك تنازلا، نظرا لأنها دائما ما تماطل حول برنامجها السري العسكري.
من يعرقل المحادثات؟
وأشار المذحجي، إلى أن إيران لا يمكنها التنازل عن برنامجها الصاروخي دون ضجة أو اعتبار ذلك خضوعا أو استسلاما؛ لأنها وضعت هذا البرنامج على رأس أولوياتها العسكرية، في حين أن شرط ترامب التنازل عن هذا البرنامج، مثلما صرح سفير إيران الأسبق في أفغانستان والعراق العميد حسين كاظمي، الذي هو أيضا قيادي في "فيلق القدس"، والذي أكد أن من شروط ترامب هو محو منظومة الصواريخ الإيرانية التي يتجاوز مداها 200 كم.
ويؤكد المذحجي أن العقبة الخاصة بالمشروع الصاروخي تتمثل في أن قراره ليس في يد الجيش الإيراني، ولكنه خاضع لسطوة "الحرس الثوري" الذي يعارض المفاوضات مع واشنطن والوصول إلى اتفاق مع ترامب، ويريد التوافق مع الصين، ومن هنا ينعكس عمل "الحرس الثوري" على عرقلة هذه المباحثات، وفق قوله.
ويستبعد المذحجي أن يكون هناك أي حلحلة أو تعامل مع هذا البرنامج دون تصعيد كبير من جانب واشنطن على مستوى تطبيق العقوبات أو توجيه ضربة عسكرية لـ"الحرس الثوري" في حال عدم تنازله عن البرنامج الصاروخي ضمن شروط ترامب.
تجنب المواجهة
ويقول الخبير في العلاقات الدولية حسين رضوان، إن الحديث من الجانبين عن أن المباحثات بناءة مع استمرار الجولات يظهر أن هناك تفاهما يمضي بغرض الوصول إلى اتفاق وسط عمل إيران على الابتعاد عن سلك الولايات المتحدة لأي عمل عسكري، أو إعطاء ذرائع في المباحثات تجعل إسرائيل تخرج من سيطرة واشنطن باستهداف إيران.
وأضاف رضوان في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن إيران قد تتعامل مع الملفات الخاصة بالبرنامج الصاروخي والتخصيب في إطار الحصول، من خلال التفاوض، على أكبر قدر من المكاسب، بما لا يضر البنية التحتية من مفاعلات ومقوّمات لبرنامجها النووي بأي استهداف.
وذكر رضوان أن المكاسب هنا تتعلق برفع العقوبات، وأن تكون هناك حوافز حقيقية يستطيع القائم على المباحثات تقديمها للشارع الإيراني، حتى لا يستغل المعارضون ما يجري من مباحثات مع واشنطن، وأن تكون هناك ضمانات بعدم الانسحاب من أي اتفاق، كما جرى من ترامب ذاته في ولايته السابقة بالخروج من اتفاق 2015.
رهانات ترامب
ولفت رضوان إلى أن ترامب يراهن على تفكيك برامج إيران النووية والصاروخية، بينما تحاول طهران بقدر كبير أن يكون هناك إبطال لمفعول تلك البرامج بشكل يجعلها قادرة على أن تقايض بها مستقبلا.
وأشار رضوان إلى أن الأزمة قد تكون في شكل الاتفاق كونه مؤقتا أم دائما؛ لأن طهران تحاول أن تقدم حلولا لتجاوز مرحلة ترامب، الذي يريد أن يقدم ما هو مناسب لطمأنة إسرائيل من أي تهديد إيراني، في وقت لن يقبل فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستمرار التهديد الإيراني في المستقبل، وهو ما قد يدفعه إلى التحرك منفردا بضربة عسكرية تجاه إيران، حتى يجبر الولايات المتحدة وقتئذ على الدخول في حرب تقضي على البرنامج النووي الإيراني.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|