عربي ودولي

علمها الجديد يرفرف في نيويورك.. أي مكاسب سياسية واقتصادية لسوريا؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أزاح علم الاستقلال السوري، ذو النجمات الحمراء الثلاث، علم النجمتين الخضراوين، آخر رموز النظام السابق، من مكانه في واجهة مبنى الأمم المتحدة، حيث تصطف أعلام الدول الأعضاء في المنظمة الدولية.

 ورفع وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، خلال حضوره في نيويورك، العلم الجديد في مشهد وصفه المراقبون بالتاريخي، نظرًا لدلالاته التغييرية، على مستوى شكل الدولة السورية، وعلى الصعيد الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط والعالم.

 وخلال كلمته أمام مجلس الأمن، وصف وزير الخارجية السوري المؤقت، أسعد الشيباني، رفع علم الاستقلال السوري، في المقر الدائم للأمم المتحدة، بأنه "ليس مجردَ رمز، بل إعلان لوجود جديد، نبع من رحم المعاناة، ليجسد مستقبلاً منبثقًا من الصمود، ووعدًا بالتغيير بعد سنوات من الألم".

 رمزية عودة علم الاستقلال التي تحدث عنها الشيباني، لم تأتِ من فراغ، فقد كان أول علم سوري يزيّن مبنى المنظمة الدولية عام 1945، لكنه ما لبث أن خسر معركته مع علم النجمتين الخضراوين، الذي اعتمده جمال عبد الناصر كرمز لدولة الوحدة بين سوريا ومصر عام 1958.

 وبعد وقت قصير، دام ثلاث سنوات، عادت ريح التبدلات السياسية، فتمكن علم النجوم الحمراء من الرجوع مجددًا، بعد كسب الجولة ضد علم النجمتين الخضراوين، فعاد رمزًا للدولة السورية، بعد الانفصال عن مصر عام 1961.

 لم تدم السارية طويلًا للعلم الأحمر، ففي عام 1972، أعاد حافظ الأسد علم النجمتين الخضراوين إلى مكانه كرمز للدولة السورية، واستمر به الحال طيلة أكثر من 50 عامًا، حتى سقوط النظام في 8 ديسمبر 2024، حيث يتصدر العلم ذو النجوم الحمر المشهد السوري والإقليمي، المليء بالتغيرات.

ويقول المحلل السياسي، عزام شعث، إن الدلالات السياسية الكامنة خلف العلمين كبيرة فعلاً، فسوريا اليوم غادرت المحور الإيراني بشكل نهائي، وقطعت علاقتها مع حزب الله والمقاومة الفلسطينية.

وأضاف لـ"إرم نيوز": "نحن اليوم أمام تبدلات جيوسياسية كبيرة، على صعيد دور سوريا الإقليمي والدولي، وعلاقتها بالقضايا المحورية في المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية واحتمال التطبيع مع إسرائيل".

 ويرى شعث أن التصريحات الأمريكية تشرح الكثير مما يجري، إلى جانب الشروط التي تضعها واشنطن على سوريا لرفع العقوبات واستعادة دمشق لعلاقاتها العربية والإقليمية والدولية، وهي شروط وافقت عليها سوريا بشكل عام.

 ولا يبدو التحول الاستراتيجي، في العلاقة السورية الإسرائيلية، من العداء إلى التطبيع، أمرًا سهلاً، كما يؤكد شعث، خاصة في ظل توغل القوات الإسرائيلية في الأراضي السورية واحتلالها مساحات واسعة منها.

ويضيف أن "الشرع أدان الانتهاكات الإسرائيلية لبلاده، لكنه أعلن التزامه باتفاق الهدنة مع إسرائيل لعام 1974، كما بعث رسائل مطمئنة لإسرائيل عندما قال: سقوط الأسد أنهى مزاعم إسرائيل بوجود تهديد تشكله الجماعات المسلحة المدعومة من إيران".

 وتبدو التحولات التي سيحملها علم النجوم الحمراء الثلاث غير مقتصرة على الجانب السياسي، فالإدارة السورية الجديدة أعلنت تبنيها لاقتصاد السوق الحر، وهو ما ينهي عقودًا من الاقتصاد الملتبس، الذي تبناه النظام السابق، حيث فتح المجال واسعًا لاستفحال الفساد.

ويقول المحلل السياسي عصام عزوز لـ"إرم نيوز":"نال علم النجمتين الخضراوين فرصة تاريخية طويلة امتدت أكثر من 50 عامًا، لكنه لم يتمكن من تقديم شيء لسوريا، والآن فإن التبدلات لن تقتصر على الجانب السياسي أو الاقتصادي، بل ستطال الثقافة والتربية وأحوال المجتمع".

 وتبدو طموحات الإدارة السورية الجديدة، ببناء دولة إسلامية، واضحة لا شك فيها، كما يرى المحلل عزوز، ويشير إلى أن تلك الطموحات ظهرت خلال الأشهر الخمسة الأخيرة، في انقسامات المجتمع والانتهاكات التي حصلت ضد بعض فئاته.

ويضيف أنّ "التغيير الأكبر يمكن أن تحدثه المطالب الأمريكية التي اشتُرطت على الإدارة السورية لرفع العقوبات وإعطائها الشرعية، ومنها ملف المقاتلين الأجانب، ومحاسبة مرتكبي المجازر ضد المدنيين في الساحل، والأسلحة الكيماوية، والانتقال السياسي للسلطة".

 وكان كبير مسؤولي مكتب شؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأمريكية، تيم ليندركينج، قد قال لوسائل الإعلام، إن القيادة السورية "أمام فرصة حقيقية، لكنها مشروطة، لبناء علاقة مع الولايات المتحدة"، ويعلق عزوز بأن "هذا يعني أن التغييرات المنتظرة، حسب الشروط الأمريكية، كبيرة جدًا، وليس من الواضح إن كانت الإدارة السورية قادرة على تنفيذها أم لا".

 ويشير عزوز إلى أن رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا ضرورة حتمية لانطلاق ملف الإعمار وتعافي الاقتصاد، ونيل الشرعية الدولية بشكل كامل، وهو ما يؤكد أن التغييرات الجوهرية في سوريا يجب أن تمر من البوابة الأمريكية بشكل حتمي".

 ويتفق المحللان عزوز وشعث على وصف التغيرات السورية بالانعطافات الجوهرية في كل الميادين، لكنهما يربطان النتائج بقدرة الإدارة السورية على إحداث التوازن بين وضعها الداخلي والشروط الخارجية، ويحذران من أن تطيح الشرعية الخارجية بما كسبته الإدارة من شرعية في الداخل.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا