عربي ودولي

ترامب ليس الأول.. هكذا تغلب بوتين على رؤساء أمريكا

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

اعتبر تقرير أمريكي أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، استطاع التغلب على الرؤساء الأمريكيين الذين عاصرهم منذ صعود نجمه السياسي في بداية القرن الجديد. 

وقال تحليل لشبكة "سي إن إن" إن لدى بوتين "العديد من الحيل في صندوق أدواته الدبلوماسية"، التي غالباً ما تخلق "مواقف فوضوية" تمكّنه من الحصول على المزيد من الخيارات. 

 ورأت "سي إن إن" أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أدرك أن نظيره الروسي ليس بالسهولة التي كان يظنها، "لكنه ليس سوى آخر زعيم أمريكي يفشل في محاولة إقناع روسيا ورئيسها المخضرم في التوصل لاتفاق". وفق "سي إن إن".

وتعثرت إلى حد كبير محاولات إدارة ترامب للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، رغم جولات النشاط الدبلوماسي المكثف.

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، أجرى ترامب مكالمتين هاتفيتين مطولتين على الأقل مع بوتين، وأرسل مبعوثه ستيف ويتكوف بضع مرات للقاء الزعيم الروسي شخصيًّا في موسكو، وكانت آخر رحلة له، الجمعة.

ومما لا يثير الدهشة بالنسبة للعديد من مراقبي الكرملين، أن أيًّا من هذه الاجتماعات لم تثمر عن اتفاق. لم يعد ويتكوف خالي الوفاض فحسب، بل كرر أيضًا العديد من نقاط النقاش الرئيسة للكرملين.

ويتضمن أحدث مقترح أمريكي الاعتراف بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم، وهو خط أحمر منذ فترة طويلة لأوكرانيا وحلفائها الأوروبيين، وفقًا لِما ذكره مسؤولون مطلعون على التفاصيل. 

ورأت أنجيلا ستنت، خبيرة السياسة الخارجية ومسؤولة الاستخبارات الوطنية السابقة لشؤون روسيا وأوراسيا في مجلس الاستخبارات الوطني، أن المفاوضات تسير بشكل جيد للغاية "لكن من وجهة نظر بوتين".

وأضافت: "ليس لدى بوتين أي نية لوقف الحرب، لكن ما يريده، وما يحصل عليه، هو استعادة العلاقات الدبلوماسية الأمريكية - الروسية".

ومن جانبه رأى جون لوف، رئيس السياسة الخارجية في مركز الاستراتيجيات الأوروبية والآسيوية الجديدة، وهو مركز أبحاث مقره لندن وواشنطن، أن بوتين يلعب لعبة الانتظار لأنه يعتقد أن الوقت في صالحه.

والمماطلة، والمساومة على كل التفاصيل، أو قول "لا" دون أن قولها بشكل صريح، هي تكتيك روسي تقليدي، استخدمه بوتين وكبار مفاوضيه في مناسبات عديدة في الماضي، كما حدث خلال مفاوضات وقف إطلاق النار في سوريا.

ومن غير الواضح ما إذا كانت إدارة ترامب لم تتوقع هذا السلوك لافتقارها الخبرة أم أنها قررت ببساطة أن تقوم بمسايرة الوضع.

فن التلاعب 
التدريب الذي تلقاه بوتين في جهاز الاستخبارات السوفيتي "كي جي بي"، شكّل لاحقًا الطريقة التي يتعامل بها مع المفاوضات، خصوصًا مع الأمريكيين، بحسب لوف.

وكان بوتين وصف وظيفته الشهيرة في الاستخبارات السوفيتية بأنها "العمل مع الناس".

وتابع لوف: "لقد تدرب بوتين على فن التلاعب بالمحاورين. يُعرف عنه استعداده الدقيق للمفاوضات، وهو بارع في التفاصيل".

وأضاف أن الزعيم الروسي معروف بأنه "سريع البديهة، وقادر على سحر وترهيب الآخرين في الوقت ذاته".

واستخدم بوتين هذا الأسلوب مع ترامب في الماضي، بحسب كالينا زيكوفا، الأستاذة المشاركة في كلية لندن الجامعية والمتخصصة في السياسة الخارجية الروسية.

  وعندما التقى الرئيسان في هلسنكي عام 2018، سلّم الرئيس الروسي، كرة من كأس العالم 2018 لترامب خلال المؤتمر الصحفي، قائلًا: "الآن الكرة في ملعبك"، في إشارة إلى الجهود المبذولة لتحسين العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وروسيا.

وقالت زيكوفا: "كان هذا مؤشرًا على نهج بوتين المدروس القائم على مبدأ (المعاملة بالمثل) الذي ينظر إلى الدبلوماسية كلعبة فيها رابحون وخاسرون.

ويرجح أيضًا أنه كان يرى أن نظيره شخص ذو غرور هش يتأثر بسهولة بالإيماءات والهدايا المسرحية"، وأضافت أن القمة اعتُبرت على نطاق واسع انتصارًا لبوتين، لأن ترامب كان مترددًا في التنديد بتدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، عام 2016، مخالفًا بذلك تقارير الاستخبارات الأمريكية، ومنحازًا بالفعل إلى الكرملين.

صندوق الحيل
ولدى بوتين العديد من الحيل في صندوق أدواته الدبلوماسية، فهو يحب أن يجعل نظراءه ينتظرون من خلال حضوره متأخرًا إلى الاجتماعات أحيانًا لبضع ساعات، وغالبًا ما يخلق مواقف فوضوية للحصول على المزيد من الخيارات ويمكنه تغيير رأيه في أي لحظة؛ ما يزيد صعوبة التفاوض معه.

ومن المعروف أيضاً أنه يستخدم أساليب أخرى لفرض سلطته، ففي عام 2007، على سبيل المثال، "سمح بوتين لكلبه اللابرادور بالاقتراب من (المستشارة الألمانية) أنجيلا ميركل خلال مناسبة لالتقاط صورة، رغم أنه تم إبلاغ المسؤولين الروس بخوفها من الكلاب قبل الاجتماع"، حسبما قالت زيكوفا.

ترامب ليس الأول
ليس ترامب أول رئيس أمريكي يعتقد أنه بإمكانه بناء علاقة جيدة مع روسيا.

وذهب، سام غرين، مدير برنامج المرونة الديمقراطية في مركز تحليل السياسات الأوروبية، إلى أن كل إدارة أمريكية جاءت إلى السلطة بفكرة أنها ستعيد ضبط العلاقة مع روسيا، وأن لديها فرصة لطي الصفحة والبدء من جديد، مستدركاً "لكنهم كانوا دائماً مخطئين".

وقال غرين، وهو أيضاً أستاذ السياسة الروسية في كلية كينغز كوليدج بلندن، إن هذه الإخفاقات المتتالية تعني أن موسكو "أصبحت ترى الولايات المتحدة متناقضة بشكل أساسي".

وحاول بعض الرؤساء السابقين بناء علاقات شخصية مع بوتين، فقد دعا جورج دبليو بوش الزعيم الروسي إلى مزرعته في كروفورد بتكساس، واصطحبه في جولة بشاحنة فورد صغيرة. وكتب بوش في وقت لاحق أنه "نظر إلى الرجل في عينيه" و"تمكن من فهم جوهره".

ولكن في حين وافق بوتين في البداية على التعاون مع إدارة بوش، كونه أول زعيم عالمي يتصل ببوش بعد هجمات الـ11 من سبتمبر/أيلول، إلا أن علاقتهما توترت بسرعة كبيرة.

وقالت ستنت: "أعتقد أن السبب الحقيقي لانهيار تلك العملية هو رغبة بوتين في أن تعامل الولايات المتحدة روسيا على قدم المساواة، وأن تعترف بحقها في منطقة نفوذ في دول ما بعد الاتحاد السوفيتي. وهو ما لم تكن إدارة بوش مستعدة للقيام به".

وقد حاولت إدارات أمريكية أخرى اتباع نهج مختلف، في محاولة لجذب اهتمام روسيا للتعاون من خلال الترحيب بها في المؤسسات العالمية، مثل مجموعة السبع عام 1997 خلال رئاسة بيل كلينتون، أو منظمة التجارة العالمية عام 2012 خلال إدارة أوباما.

وقال غرين: "ولم ينجح هذا النهج أيضاً، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى أن كلا الجانبين، بمرور الوقت، قللا من تقدير عمق الفجوة الهيكلية بين الغرب والمسار الذي تتجه إليه روسيا".

وشهدت علاقة أمريكا مع روسيا تحسناً إلى حد ما في ظل إدارة أوباما، ولكن في الغالب لأن بوتين لم يكن في المنصب الأعلى رسمياً لبعض الوقت. فقد تنحى في 2008 ليصبح رئيساً للوزراء بسبب قيود مدة الرئاسة قبل أن يعود في عام 2012 وقام منذ ذلك الحين بتغيير الدستور.

المشكلة الرئيسة كما يقول الخبراء هي أن الولايات المتحدة وروسيا ببساطة لا تفهم إحداهما الأخرى، سواء حاليًّا أو في العقود الماضية.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا