اقتراح قانون لتنظيم عمل الصيدليات المهدمة نتيجة الاعتداءات الاسرائيلية
"تطبيع صامت" ومؤشرات للانفصال.. ما سر زيارة دروز سوريا إلى إسرائيل؟
وسّعت زيارة مئات الدروز السوريين إلى إسرائيل دائرة الجدل حول ما إذا كان تكرار الخطوة، والتسهيلات الإجرائية لتنفيذها، يُعتبر تنفيذا مباشرا للتطبيع السياسي بين سوريا وإسرائيل، وسط حديث عن بروز مؤشرات للانفصال.
وكانت إسرائيل قد سمحت لـ600 رجل دين درزي من سوريا بعبور الحدود لحضور مراسم ذكرى النبي شعيب السنوية، التي تأخذ شكل مهرجان يُقام في قرية حطين المطلة على بحيرة طبريا، ويستمر 4 أيام من 25 إلى 28 أبريل.
وجاءت الزيارة الحالية بمبادرة من الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، وبتأييد من شيخ العقل في السويداء، حكمت الهجري، عقب فعالية أصغر جرت الشهر الماضي، شارك فيها نحو 100 شخصية دينية من قرية حضر السورية.
وفي المرتين، سُمعت أصوات درزية وغير درزية تستنكر الخطوة، من زاوية كونها تدبيرا سياسيا إسرائيليا بمساعدة بعض القيادات الدرزية في سوريا وإسرائيل.
لكن الجديد الذي وسّع الجدل هذه المرة، كما رصدت "إرم نيوز"، هو انتشار تقارير وشهادات تفيد بأن رجال الدين الدروز الذين غادروا سوريا يوم الجمعة، كانوا برفقة قوات الأمن السورية قبل عبورهم إلى إسرائيل.
وفي حال صحّت تلك التقارير، فإن ذلك يعني موافقة رسمية من النظام الجديد على إجراء كان، وما يزال، محظورا حسب القوانين الرسمية.
وفي القراءة السياسية لما حصل، يرى المحلل السياسي رهيّف الحوراني أن الموضوع في أساسه يندرج ضمن "العبث الإسرائيلي بدول الجوار مع تنويع في الأدوات والأساليب"، حسب وصفه.
ويشير إلى أن إسرائيل لطالما روّجت لعلاقة خاصة تجمعها بطائفة الموحدين الدروز في سوريا، لكنها، بعد سقوط نظام الأسد واختراقها العسكري للحدود، عمدت إلى الترويج لكونها راعية للدروز في سوريا، ومستعدة لاستخدام القوة العسكرية لذلك.
وقد حصل ذلك في أعقاب اشتباك أخير بين قوات مرتبطة بالحكومة ومقاتلين دروز في ضواحي دمشق، حيث تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي باستخدام القوة لمنع النظام الجديد من "إيذاء الدروز".
وأشار الباحث الحوراني في حديثه لـ"إرم نيوز" إلى أن إسرائيل سعت بشكل مكشوف إلى تأجيج النزعة الانفصالية بين الدروز في السويداء، وتحدثت بوضوح عن تقسيم سوريا، فيما كانت تتوغّل في عمق محافظتي القنيطرة ودرعا، وإنشاء قواعد عسكرية فيهما. وجاء موضوع الحج الدرزي السنوي إلى مقام النبي شعيب ليمنح إسرائيل ورقة تدخل إضافية ذات طابع ديني.
ويخلص إلى قناعة بأن الموضوع كله لا يعدو كونه استعراضا إسرائيليا لاستثمار الورقة الدرزية.
وفي مقابل هذه القراءة، يرى المحلل السياسي حليم الشايب في عبور مئات عائلات الدروز السوريين إلى إسرائيل حيثيات سياسية جديدة تستدعي المتابعة.
ووفق معلوماته الشخصية، كما تحدث الشايب لـ"إرم نيوز"، فإن عدد دروز سوريا الذين سجلوا للزيارة الحالية، وهي الثانية خلال هذا العام، بلغ 7000 شخص، لكن تمت الموافقة على 600 فقط في المرحلة الأولى.
وأضاف أن المبادرة للزيارة جاءت من المرجعية الدرزية الشيخ موفق طريف، الذي يحظى بثقة ورعاية إسرائيلية خاصة، كما يرتبط بالشيخ الهجري بعلاقة وثيقة طالما كانت محل انتقاد من قيادات درزية عديدة.
ويُقدّر الشايب أن كل هذه الترتيبات التي أتاحت لمئات المواطنين السوريين عبور الحدود إلى إسرائيل بسلاسة، ما كانت لتتم دون موافقة سورية رسمية، حتى لو لم تأتِ بشكل علني.
ويخلص إلى القول إن ما حصل على أرض الواقع هو "تطبيع مسكوت عنه"، بعد أن أصبح هذا التعبير متداولًا يوميا، ومنصوصا عليه في الشروط الأمريكية التي أجاب النظام السوري عن معظمها بالإيجاب.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|