كرة الثلج تتدحرج.. هل تقطع طرق التلاقي بين دمشق والسويداء؟
تتدحرج كرة الثلج وتكبر لتقطع فيما يبدو أي طريق للتلاقي بين السلطات السورية في دمشق، والدروز في محافظة السويداء، حيث تشهد العلاقة تصعيدا متواصلا بين الطرفين، وفي أكثر من اتجاه.
آخر تجليات العلاقة المتوترة، ظهر في الأحداث التي شهدتها المدينة الجامعية في محافظة حمص، حيث تعرض الطلاب الدروز في المدينة الواقعة وسط سوريا، لاعتداءات واسعة، مصحوبة بهتافات طائفية، أعقبه انتشار كثيف لقوات الأمن العام، على كافة مداخل السكن الجامعي، فيما سبق ذلك صدور بيان لما يعرف بـ "المجلس العسكري" في السويداء بتأسيس "حرس الحدود"في تحدٍّ جديد لسلطة دمشق.
"اعتداءات جسدية وطائفية"
بحسب مصادر طلابية في جامعة حمص، أطلقت قوات الأمن العام النار في الهواء، في محاولة لفض هجوم كبير من قبل أبناء محافظة حمص على طلاب محافظة السويداء (الدروز) ليل الأحد، ما أدى إلى إصابة طالب من السويداء بجروح نُقل على إثرها إلى المستشفى. فيما لاذ الطلاب الدروز بغرفهم خوفا من تعاظم الاعتداءات.
وقالت شبكات محلية سورية إن حالة من الهيجان الطائفي حصلت بشكل متزامن في السكن الجامعي في حمص ودمشق ضد طلاب محافظة السويداء، نتيجة لانتشار ما قيل إنه "تسجيل صوتي يحتوي إساءات للدين الإسلامي زُعم أنه صادر عن "قيادي عسكري درزي".
لكن مصادر في السويداء قالت لـ "إرم نيوز" إن التسجيل الصوتي المتداول المرفق بصورة شخص معروف في السويداء، ليس لقيادي درزي، وإنما هو لشخص يعلم الجميع أنه "غير متوازن"، وكثيراً ما تنتشر له تسجيلات يسيء فيها حتى لرجال الدين الدروز دون أن يتعرض له أحد بسبب وضعه.
وذكرت مصادر إعلامية في السويداء، أن عددا من الطلاب الدروز، في جامعتي حمص ودمشق، تعرضوا لاعتداءات جسدية وطائفية، وتهديدات بالقتل، وكثير منهم لا يعلمون أسباب المشكلة، وقد صُدموا بزملاء مقاعد الدراسة يحتشدون في ساحات السكن الجامعي ضدهم.
وقال طلاب من السويداء، إنه مهما كانت خلفية التسجيل المزعوم، فإن الاعتداءات التي حصلت بحقهم كانت همجية، حيث جرت محاولات اقتحام لغرفهم السكنية، وتكسير لأبوابها، مؤكدين أنهم تفاجأوا بهجوم من أعداد كبيرة من زملائهم في مقاعد الدراسة، ولم يكن لديهم أي علم بما يحدث.
وأكد الطلاب أنه في حال لم تتم محاسبة الطلاب المعتدين، الذين ظهرت وجوههم في مشاهد فيديو واضحة يحملون العصي والأسلحة البيضاء ويطلقون الهتافات الطائفية، إدراياً في الجامعة وقانونياً أمام القضاء، فإنهم سيتجهون لإضراب جماعي عن الدوام في الجامعة.
تأسيس حرس الحدود
سبق هذه الاعتداءات العديد من الحوادث والاحتكاكات بين ممثلين عن سلطات دمشق ودروز السويداء، وتكررت حالات الاعتقال بحق الدروز من دون أسباب واضحة، فيما تتسع الهوة بين الطرفين على الأرض، مع تصاعد حدة الخطاب الدرزي ضد حكومة دمشق، واتخاذ إجراءات على الأرض من شأنها أن تعقد أي مسار تصالحي بين العاصمة والسويداء.
وشهد يوم أمس الأول، إعلانا عن المجلس العسكري في محافظة السويداء، يقضي بتفعيل "لواء حرس الحدود"، رداً على ما وصفه بـ"التحشيدات الإرهابية" المتزايدة قرب الجهة الشرقية للمحافظة.
وأوضح بيان للمجلس، أن هذه الخطوة جاءت "لحماية أمن المحافظة وسكانها"، وأكد أن "لواء حرس الحدود" سيضطلع بمهام الدفاع عن حدود السويداء، ومنع أي محاولات اختراق أو تهديد أمني.
وأكد البيان أن المجلس العسكري يتعامل مع التطورات الأخيرة بجدية قصوى، مشدداً على أن قواته ستتصدى لأي تهديدات تستهدف الاستقرار المحلي.
ديكتاتورية جديدة
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الخطاب الدرزي ضد دمشق، منذ صدور الإعلان الدستوري، حين أعلن الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين الدروز، حكمت الهجري، رفضه باسم الطائفة للإعلان الدستوري، متهما رئيس الإدارة السورية الانتقالية أحمد الشرع بمحاولة التأسيس لديكتاتورية جديدة، وطالب الهجري بإعادة صياغة الإعلان ليؤسس لنظام ديمقراطي تشاركي.
كما لوح الهجري في بيانه إلى أن الشرع إنما يؤسس من خلال إعلانه الجديد إلى ديكتاتورية جديدة، إذ انتظرت الطائفة السورية كغيرها من مكونات الشعب السوري لتأسيس دولة ديمقراطية وجامعة بعد "سقوط رأس الفساد" متمثلاً بنظام بشار الأسد، "لكن الواقع جاء مخالفاً لكل الوعود... والوعود المقدمة مجرد تطمينات وهمية لا تمت للواقع بصلة"، على حد تعبيره.
وشدد الهجري على رفض الإعلان الدستوري الذي "صدر بيد لجنة من لون واحد وكأنه استمرار لنظام الاستبداد، إذ يمنح الصلاحيات المطلقة لشخص واحد، مما يؤسس لسلطة دكتاتورية جديدة"، وفقاً لما جاء في البيان.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|