جبران: غيفارا البترون
ليس في سجل الجنرال ميشال عون العسكري (والسياسي) عمل بطولي واحد منذ كان قائداً لفوج المدفعية الثاني ثم قائداً للواء الثامن ثم في قيادة الجيش كأصغر قائد، ثم رئيساً للحكومة العسكرية. خاض الجنرال معاركه عن بُعد. مرة بالقصف المدفعي ومرة بالقصف الصوتي. وهو أولاً وآخراً ظاهرة صوتية لبّت حاجة الشعب العظيم إلى بيّاع أوهام وبطولات ومطلق شعارات مثل: “يستطيعون سحقي ولكن لن يأخذوا توقيعي على تسليم وطني”.
في النتيجة سُحق الجنود الأبطال واجتيحت مناطق محررة وهرب البطل مع الختم.
ولأنّ البطولة العونية استمرارية، فالجنرال الذي يقرع باب التسعين بثبات وثقة، سلّم الشعلة إلى جبران القائد لإكمال رسالته في التحرير. فخاض معارك صعبة وربحها على رأس كوكبة من فرسان التيار وحرسه القديم، وسيكون له شرف تحرير لبنان من جيش النازحين السوريين كما أعلن.
يُخال لسامع جبران وهو يسرد تاريخ بطولاته في مناسبات غالية على قلبه كـ “13 تشرين” و”14 آذار الأصلي” أنّ الرجل مزيج من تشي غيفارا ونيلسون مانديلا وتشرشل وروبسبيير وسيمون بوليفار وهنيبعل وفخر الدين وفخر ما أنجبته الأمة. من أقوال البطل العوني الجديدة: “الكرسي الوزاري كان سجناً بالنسبة إليّ وأصعب بكثير من 7 آب لأننا في الإعتقال كنا فخورين بما نقوم به وبنضالنا، أما على الكرسي فاعتبرونا جزءاً من منظومة نحن لا ننتمي إليها”.
إنسان مفطور على التضحية، وتربّى في ساحات الوغى، وواجه الموت بصلابة جان دارك وتحمل عذاب الإعتقال لسنوات وسنوات من دون أن يضعف، طبيعي أن يعتبر الكرسي الوزاري سجناً. فوتو كوبي عن عمّه. مزّقوا ثيابه لتنصيبه أمبرطوراً في بعبدا وهو يعاند ويرفض إلى أن رضخ و”لبص” على الكرسي واعتُبر جزءاً من منظومة لا بل رأس منظومة لا ينتمي إليها. الحق، كل الحق، على بوليت سيراكان ياغوبيان في تشويه السيرة النضالية للعم وصهره.
من الصعوبة بمكان، تعداد المحطات النضالية في سيرة جبران البطل. قبل أيام، وفي لحظة تاريخية مجيدة، أطلق غيفارا البترون هاشتاغ “محتلين بتياب نازحين” مفتتحاً معركة لتحرير لبنان من السوريين، مذكّراً مستمعيه الكرام “أنّ التيار يخوض منذ الـ 2011 معركة تحرير لبنان من النازحين، “دفعنا ثمن اعتراضنا، وأكملوا علينا في الـ 2019 لأنّنا واجهنا، ولكن أكملنا، فعوقبنا ولم نتراجع. رفعنا الصوت وحدنا، والبقيّة حاربونا”.
البطولة لا أن يكون حزب الله بظهرك في كل استحقاق. البطولة أن تواجه لوحدك أميركا وحلف الأطلسي وكل القوى السياسية المحليّة والإقليمية، وتربح. وهذا هو الحاصل كما في انتخابات ألفا وتاتش.
أسند جبران إلى نفسه دور البطولة المطلقة، وهو مدرك في قرارة نفسه أنه ممثل في فيلم تارسو لا يجيد سوى “التفشيط” و”ما خلونا” وعرض الأرقام ورمي المسؤولية على الآخرين. ذكي هذا الصهر؟ نعم. “فشّاط”؟حتماً.
عمر موراني-”هنا لبنان”
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|