أسلحة وغرف عمليّات في لبنان… هل ينفجر السّاحل السّوريّ؟
هل ينفجر الدّاخل السّوريّ مُجدّداً؟ وهل يتحرّك الموالون للنّظام السّابق في منطقة السّاحل السّوريّ؟ أسئلةٌ تتبادَر إلى أذهان المعنيّين بالملفّ السّوريّ بعد ورود معلومات ومؤشّرات إلى إمكان أن تتحرّكَ مجموعات تابعة للنّظام السّابق ضدّ القيادة السّوريّة الجديدة.
يبحثُ المعنيّون في الدّوائر الأمنيّة والاستخباريّة عن إجابات على هذه الأسئلة. وما زادَ من ريبةِ الأمر الرّسالة التي وجّهها رجل الأعمال ونسيب الرّئيس السّوريّ المخلوع رامي مخلوف ومعه قائد القوّات الخاصّة في الجيش السّابق اللواء سهيل الحسن (النّمر) إلى القيادة السورية الجديدة ويعلن فيها تشكيلاً عسكريّاً يضمّ 150 ألف مقاتل.
رامي مخلوف: مبالغة أم تضليل؟
قُرِئ في رسالة مخلوف نوعٌ من المُبالغة المُتعمّدة في محاولةٍ منه لفتح خطوط تواصل مع القيادة السّوريّة الجديدة بعد محاولات عديدة سابقة لم يصل فيها مخلوف إلى مُبتغاه. فالرّجل المُقيم في العاصمة الرّوسيّة، موسكو، حاول غير مرّة أن يُقدّمَ نفسه حامياً وراعياً لعلويّي السّاحل السّوريّ تحت عنوان الشّراكة مع الدّولة السّوريّة، وأن يكونَ السّاحل دولةً قائمةً بحدّ نفسها لكن من دون إعلان.
يقول الواقع إنّ مخلوف لم يستطِع أن يجمع 150 ألف مقاتل في خِضمّ الحرب السّوريّة. إذ كانَ يرعى ما بين 15 إلى 20 ألف مقاتل في الحدّ الأقصى. وبالتّالي وجود مخلوف خارج البلاد وصعوبة نقل الأموال إلى داخل سوريا، عدا عن صعوبة التّواصل مع عناصر فلول النّظام الموجودين في السّاحل، تجعل من بيانه “كلاماً فيسبوكيّاً”.
لكنّ قراءة أخرى في الدّوائر المعنيّة بأمن سوريا تشير إلى أنّ كلام مخلوف ليس من فراغ، خاصّةً أنّه صدَرَ من العاصمة الرّوسيّة، موسكو، حيثُ يخضع مسؤولو النّظام السّابق لأوامر صارمة بالتزام الصّمت وعدم التّصريح. وهذا يؤدّي إلى نتيجةٍ مُفادها أنّ بيان رامي مخلوف أُقِرَّ من جهةٍ معنيّة في روسيا قبل أن يخرجَ إلى العلن.
الخشيةُ التي يُتابعها المعنيّون في بعض عواصم الإقليم أساسها أن يكونَ كلام مخلوف تضليليّاً لأمر جلل يُحضَّرُ في سوريا. إذ من المعروف أنّ رامي مخلوف لم ينخرِط في أحداث السّاحل السّوريّ في شهرِ آذار الماضي، بل إنّ من تحرّكَ هي مجموعات تأتمرُ من العقيد في “الفرقة الرّابعة” غياث دلّا وياسر رمضان الحجل الذي كانَ قائداً ميدانيّاً في قوّات سهيل الحسن، ومعهما العقيد مقداد فتيحة، وبالتّنسيق مع قائد قوّات “صقور الصّحراء” محمّد محرز الجابر.
تشير معلومات “أساس” إلى أنّ دلّا والحجل يتحصّنان في أعالي جبال السّاحل السّوريّ أو ما يُعرف بـ”جبال العلويين”. أمّا فتيحة فتتضارب المعلومات حول إقامته في لبنان أو السّاحل. وتشير المعلومات إلى أنّ محمّد الجابر وشقيقه أيمن يتنقّلان بين لبنان والعِراق، وتولّيا سابقاً تمويل المجموعات التي أسّسها دلّا.
عوامل التّفجير…
يُمكن تلخيص أسباب الخشية الأمنيّة في السّاحل السّوريّ أو بعض المناطق الأخرى كالآتي:
– صادر جهاز الأمن العامّ السّوريّ قبل أيّام قليلة شحنة أسلحة آتية من لبنان في منطقة القصير، من دون أن تُعلَن الوجهة النّهائيّة لهذه الشّحنة.
– رصدَت أجهزة الاستخبارات السّوريّة تحرّكات مريبة لعناصر فلول النّظام السّابق في محيط منطقة الهرمل، وهذا ما أدّى إلى اشتباكٍ محدودٍ قبل أيّام قليلة في منطقة حوش السّيد عليّ بعد إطلاق طائرتيْن مُسيّرتيْن مُفخّختَيْن من الدّاخل السّوريّ نحوَ مزرعة في حوش السّيد علي، والنتيجة إصابة 6 سوريّين من عناصر فلول النّظام.
– تُقدّر الأجهزة المعنيّة عدد المُسلّحين المُحتملين من فلول النّظام في مناطق البقاع الشّمالي المُتاخمة لسوريا بأكثر من 5 آلاف مُسلّح، أغلبهم من الطائفتَيْن العلويّة والشّيعيّة.
– بادَرت السّلطات السّوريّة إلى تسهيل عودة عشرات العائلات من أبناء الطّائفة الشّيعيّة إلى بلدتَيْ نُبّل والزّهراء في ريف حلب بعد تواصلٍ مع مرجعيّات الطّائفة في سوريا وتبادلٍ للرّسائل مع المعنيّين برعاية شؤون الطّائفة في النّجف العراقيّة.
– وقعَ اشتباكٌ مع مجموعةٍ لفلول النّظام السّابق في منطقة حمص. وقدّرت الأجهزة الأمنيّة المعنيّة أن تكونَ هذه المجموعة واحدة من عشرات الخلايا النّائمة في المنطقة الممتدّة من السّاحل السّوريّ إلى ريف القصير المُتاخم للبنان.
– وصلَت تقارير إلى أجهزةٍ إقليميّةٍ عن تدفّقٍ للسّلاح إلى مناطق اللاذقيّة وحمص وطرطوس وجبلة وبانياس. ووصلت معلومات عن غرف للعمليّات في لبنان وإيران وروسيا تمهيداً لانطلاق العمليّة وساعة الصّفر.
التّسجيل مفبرك
– تصاعدُ التّوتّر الطّائفيّ في جرمانا وصحنايا وفي جامعة حمص بين مجموعاتٍ مُوالية لشيخ عقل الطّائفة الدّرزيّة حكمت الهجري ومجموعات مُسلّحة على خلفيّة تسجيل منسوب لأحد مشايخ الطّائفة الدّرزيّة يشتم فيه الرّسول محمّد. سارع جهاز الأمن العامّ السّوريّ إلى تطويق الاشتباك والفصل بين المُتقاتلين. لتعود الاشتباكات لتتجدّد في صحنايا بتدخّل الطائرات الإسرائيليّة، خاصّةً أنّ المعلومات تضاربت حول صحّة التسجيل بين من يثبت صحّته وبين من ينفيها. من يُرجّح أن يكونَ مفبركاً عبر تقنيّة الذّكاء الاصطناعي يستدلّ بأنّ ذلك قد يكون لتشتيت التّركيز الأمنيّ للقيادة السّوريّة من السّاحل إلى ضواحي دمشق وجنوب سوريا.
– عودة التّوتّر بين القيادة السّوريّة وقوّات “قسد” بعد أسابيع من توقيع الاتّفاق بين الرّئيس أحمد الشّرع وقائد “قسد” مظلوم عبدي. وهذا ما أدّى إلى إرسال تعزيزات للجيش السّوريّ نحو مناطق الشّرق وسدّ تشرين. وجاءَ التّوتّر بعد بيان صدر عن اجتماع الأحزاب الكُرديّة في القامشلي دعت فيه إلى “لامركزيّة كُرديّة”، وهو ما قرأته القيادة السّوريّة بأنّه التفاف على اتّفاق الشّرع – عبدي.
هكذا تُراقب دمشق ومعها العواصم الإقليميّة ما يُمكن أن يحدث في السّاحل أو أيّ منطقة أخرى في سوريا. يُريدُ من يدير المسلّحين أن يقيمَ سلطةَ أمر واقع في السّاحل تمهيداً لإعلانه دولةً مُستقلّة. وهذا ليسَ تفصيلاً بعد قول وزير الماليّة الإسرائيليّ بتسلئيل سموتريتش إنّ الحرب الحاليّة ستنتهي بتهجير مئات آلاف الغّزّيين، وسوريا مُفكّكة ومُنهكة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|