أوغلو مقابل إردوغان... الدعم يتزايد لرئيس بلدية إسطنبول المسجون
"حزب الله" وباسيل: إحياء "حلف الأقليّات"
بدأت معالم توجّهات "حزب اللّه" وحليفه المعلن والمستتر جبران باسيل بالظهور تدريجياً مع ارتفاع وتيرة الصراع في سوريا وتسعير الخطاب الطائفي في لبنان كانعكاس وتفاعل للحدث السوري، بينما تشير المعلومات إلى أنّ ثنائي "الحزب" - باسيل يعملان على إحياء فكرة وخطاب "حلف الأقليّات" المبنيين على التخويف من الأغلبية السنية وتصويرها خطراً على سواها من المكوِّنات العلوية والشيعية والمسيحية والدرزية وزرع الخوف في أوساط المسيحيين لإعادة تعويم باسيل وتكرار خديعة ميشال عون مرّة جديدة للجمهور المسيحي.
الركيزة الأولى لمشروع إحياء "حلف الأقليّات" هي ربط الأحداث في سوريا بالواقع اللبناني، وتصوير الحكم السوري الجديد بالإرهاب، وتضخيم الوقائع واستخدام لغة التهويل وادّعاء الإنسانية واعتماد الروايات المعادية للحكم الجديد في دمشق والتعمية على الحقائق التي توضح وقوع الانتهاكات من قبل المتمرّدين سواء في الساحل السوري أم في المناطق ذات الحضور الدرزي.
وفي هذا السياق، لا بُدَّ أن نلاحظ أنّه منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار عمل "حزب اللّه" على محاولة خلق قضية تبرِّر استمرار سلاحه، وهي ما أسماه التطرّف الآتي من سوريا عبر الحدود الشرقية، لكنّ واقع الحال كشف وجود مصانع ضخمة للمخدِّرات في المناطق الحدودية وعمل الجيشان اللبناني والسوري على ضبط الحدود بشكل معقول.
اللافت في هذا السياق انضواء جبران باسيل في عِداد حملة التضليل والتشويه للحكم الجديد في سوريا، رغم أنّه بعد فترة وجيزة من إسقاط بشار الأسد سعى إلى إقامة اتصال سياسي مع الحكم القائم في دمشق، لكنّه باشر في الآونة الأخيرة حملة تحريض طائفية تنطلق من الواقع السوري، بهدف إثارة النعرات والشكوك في ثبات "الحكم السني" وأهليته وقدرته على قيادة سوريا والحفاظ على مكوّناتها، وفي هذا الإطار جاء تصريح باسيل الذي قال فيه إنّه بات "يخشى على مستقبل المسيحيين في سوريا بالنظر إلى ما أصاب سواهم من مجموعات دينية أو عرقية".
وقال باسيل في بيان له: "أنا أرى ما يحدث في سوريا من قتل جماعي على أساس الهوية الدينية أو الاختلاف بالرأي، أشعر بالألم والقلق مما يجري في بلدٍ نتشارك معه إرثاً حضارياً غنياً بتنوّعه ويصيبنا ما يصيبه من خسارة لهذا الإرث"، على حدّ وصفه.
ومن الواضح أنّ باسيل تبنّى روايات التشويه الحاصلة بحق الإدارة السورية وتجاهل حقيقة ما قام به المتمرّدون بالسلاح على الدولة السورية الجديدة من مجازر وانتهاكات، ويستنكر على الدولة الردّ للحفاظ على الاستقرار، وهو نفسه الذي استعدى العماد جوزاف عون عندما كان قائداً للجيش لأنّه لم يقمع متظاهري انتفاضة العام 2019 بالقوة والعنف والإرهاب.
يُلاقي خطابَ باسيل الكثير من الابواق، ومنها وئام وهاب الذي اعترف زعرانه أنّهم اعتدوا على الشيخ حسين حمزة بداعي إثارة النعرات الدرزية المسيحية، كما يكمله خطاب المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان الذي تحدّث عن "المخاطر الإقليمية الوجودية" ويقصد الوضع السوري بشكل واضح.
يجري نسج هذا التوجّه بهدوء بالغ، وتجري مراكمته يوماً بعد آخر على قاعدة مراكمة الأحقاد والحفاظ على النوايا السيئة، بانتظار تغييرات يأملون أن تأتي ليعيد "حزب اللّه" إنتاج نفسه في ظروف تمكّنه من استغلال ظروف التشاحن الطائفي وربما يراهن على وقوع الفوضى في سوريا لإعادة تركيب مشهد "حلف أقليّات" جديد، وهذا يُوجِبُ على الدولة اللبنانية، رئاسات ومؤسسات أمنية، الاستمرار في نزع سلاح "الحزب" وعدم التهاون أو التراخي، لأنّ أيّ تساهل في هذا الملف يعني إعطاء الفرصة لـ "الحزب" للعودة إلى ممارسة كل المفاسد التي شهدناها خلال سنوات حكمه العِجاف.
أحمد الأيوبي -نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|