ترامب: إعلان بشأن غزة خلال 24 ساعة.. "هدنة محتملة وإطلاق محتجزين"
أورتاغوس للمسؤولين: استغلوا الفرصة قبل أن ينفد صبر ترامب
منذ الاتفاق على وقف إطلاق النار، لا يمرّ يوم من دون خرق إسرائيلي للاتفاق وعدوان جديد يسجَّل على بلدات مختلفة في الجنوب اللبناني. ولبنان، الذي يمتنع عن تقديم شكوى بهذا الصدد إلى مجلس الأمن،لعدم جدواها، يعوّل على ديبلوماسيته لمعالجة الأمر عبر الولايات المتحدة وموفدتها مورغان أورتاغوس، التي تجري اتصالات متواصلة مع رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، ووزير الخارجية يوسف رجي.
نصيحة أورتاغوس أو تهديدها
تتابع أورتاغوس ما أحرزه لبنان في ما يتعلّق بسحب سلاح حزب الله. وهي وإن كانت لم تلزم لبنان بجدول زمني محدد، لكنها نصحت بالإسراع في تنفيذ ما هو مطلوب ضمن مهلة زمنية معقولة، للاستفادة من الزخم الأميركي الداعم. قالت بصريح العبارة استغلوا فترة ترامب قبل أن يستنفد صبره فتتركوا لقدركم مع إسرائيل.
عند مغادرتها في زيارتها الأخيرة، كان من المقرّر أن تعود إلى بيروت مطلع هذا الشهر. لكن تأخّر الزيارة لا يعني غياب الاتصالات بينها وبين المسؤولين اللبنانيين. وتؤكد مصادر ديبلوماسية رفيعة أنّ البحث مستمرّ معها لمعالجة الوضع في الجنوب، وهي لا تزال تُنبّه لبنان إلى ضرورة استكمال عملية نزع سلاح حزب الله، ليس فقط من جنوب الليطاني، بل من كامل الأراضي اللبنانية.
ولا تُبدي هذه المصادر ارتياحًا للأيام المقبلة، في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية وتوسّع رقعتها. فإسرائيل مستمرّة في استهدافاتها، طالما تعتبر أنّ نزع سلاح حزب الله لا يجب أن يقتصر على الجنوب، بل يشمل كامل الأراضي اللبنانية.
وتضيف المصادر أنّ إسرائيل تسعى إلى تحقيق هذا الهدف بالقوّة، عبر الضغط العسكري. وكشفت أنّ أورتاغوس نصحت لبنان مرارًا بأن يستغل الفرصة ويسارع إلى سحب السلاح، وإلّا فإنّ إسرائيل ستواصل ضرباتها من دون رادع.
وخلال جلسة مطوّلة عقدتها أورتاغوس مع ديبلوماسي رفيع، استمرّت لأكثر من ساعتين، أكّدت أنّه على المسؤولين اللبنانيين اتخاذ خطوات متواصلة لنزع سلاح الحزب نهائيًا. ولفتت إلى أنّ أمام لبنان فرصة يجب استغلالها في ظلّ دعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي لا يزال يرغب بمساعدة لبنان، لكنّ صبره ليس بلا حدود، وقد يتخلّى عن هذا الدعم إذا لم تُنفَّذ الخطوات المطلوبة، ويسحب يده من لبنان.
وبحسب ما استخلصته المصادر الديبلوماسية من مواقف أورتاغوس، فإنّ المواربة لم تعد تنفع. فالمعطيات تغيّرت، والوقائع تفرض التعامل الجديّ مع التحذيرات الأميركية، وإلّا فإنّ لبنان سيُترك لمصيره في مواجهة إسرائيل.
وترى أورتاغوس أنّ لبنان وإن كان نجح في التخلص من نحو 80% من مخزون حزب الله العسكري، لكنّ المطلوب يبقى استكمال المهمة، ونزع كل السلاح من كافة الأراضي اللبنانية، في ظلّ استمرار الضغط الإسرائيلي.
ولم تعد الأمور مجرّد حديث سياسي، إذ أنّ أورتاغوس لا تزال تتحدث بلهجة أقرب إلى التحذير، داعيةً إلى معالجة مسألة السلاح، بالتوازي مع إنجاز الإصلاحات الاقتصادية، قبل فوات الأوان.
وتشير المصادر إلى أنّ حزب الله لم يعد قادرًا على الالتفاف على المطالب الأميركية، وأنّ تسليم السلاح بات شرطًا أساسيًا لا يمكن تجاهله. فالسلاح، بحسب هذه المصادر، لم يثبت فعاليته في مواجهة إسرائيل، ولا في حماية لبنان، ولم تعد معالجته داخليًا مقبولة بالنسبة إلى الأميركيين، الذين يشدّدون على ضرورة اتخاذ خطوات سريعة، لأن عامل الوقت ليس في مصلحة لبنان.
أورتاغوس: ما تحقق غير كافٍ
وتعتبر الموفدة الأميركية أنّ القضاء على السلاح في جنوب الليطاني بنسبة 80% هو أمر إيجابي، لكنها ترى أنه غير كافٍ، وتطالب بالمزيد.
وتخلص المصادر إلى القول إنّ إسرائيل ستستمر في عدوانها بلا رادع، طالما ترى أنّ سلاح حزب الله لم يُنزع بالكامل، ولم يُصادر أو يُتلَف، مع غياب آلية واضحة تضمن إنهاء هذا الملف. وتؤكد أنّ لا مؤشرات مطمئنة للوضع في الجنوب، والذي سيبقى على ما هو عليه طالما أن إسرائيل تطلب المزيد من الاجراءات على مستوى القضاء على حزب الله، وستمنع أهل القرى المتخمة من العدة لدرياهم وستمنع إعادة الاعمار طالما أنها تعتبر أن على لبنان تقديم المزيد من الخطوات على مستوى معالجة السلاح.
تسعى الولايات المتحدة إلى استكمال الحرب على حزب الله، سياسيًا وعسكريًا. وهي تراقب عن كثب الانتخابات البلدية في لبنان، معتبرةً إياها بروفة للانتخابات النيابية المقبلة. عينها على لبنان، الذي بات تحت المجهر الأميركي منذ أشهر، وسط مراقبة دقيقة لمساره. فإما أن يستجيب للمطالب، أو تُسحب اليد الأميركية منه، ويُترَك لمصيره، فيما تواصل إسرائيل خطوات الضغط والتصعيد.
غادة حلاوي - "المدن"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|