الصحافة

لطلاب الامتحانات الرسمية... ادرسوا مادة "أرض الواقع" وستنجحون حتماً...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

جميل جداً أن نتمعّن بالحماسة الزائدة التي نراها جيّداً إذا حدّقنا في أعيُن شبان وشابات الصف الثالث الثانوي، على مشارف انتقالهم من المرحلة المدرسية الى الجامعية. وهي حماسة يجسّدونها بوضوح في المواكب الاحتفالية السيّارة التي يجوبون الشوارع بها، في الأيام الأخيرة من العام الدراسي التي تسبق حفلة التخرّج، والانصراف الى فترة التحضير للامتحانات الرسمية.

 

الموت التدريجي

ففي تلك الحقبة من العمر، من السّهل جداً على الشاب أو الشابة أن يشعرا بأنهما يمتلكان العالم كلّه، وبأن كل حلم يراودهما يمكن تحقيقه، وبسهولة ربما، وبأن كل ما يخطر على بالهما هو تحت السيطرة بالفعل. وهذا جيّد في مكان ما. فلولا فسحة الأمل، لما كان هناك أي بشر على الأرض.

ولكن بالعودة الى يومياتنا، نقول إنه قد يكون مُفيداً ولو بعض الشيء، تنبيه تلك الفئة من الشباب الى أن هناك شيئاً اسمه "أرض الواقع"، وأن هذا يستحق أن يكون مادة دراسية تُدرَّس للطلاب في كافة المراحل التعليمية.

فعلى أرض الواقع، تذوب كل حماسة، وقد تموت الأحلام تدريجياً، فيموت معها الإنسان بدوره، تدريجياً أيضاً. ومن قال إن الموت هو ذاك الذي يرمي البشر تحت التراب، فقط؟

 

"أرض الواقع"

ما نقوله في تلك الأسطر لا ينحصر بلبنان. ففي أي بلد حول العالم، ومهما كان كبيراً وقوياً (كالولايات المتحدة الأميركية نفسها مثلاً، أو غيرها...)، لا يمكن للشباب أن يحقّقوا أحلامهم كلّها، ولا بالنِّسَب نفسها. وهذا لا يعود فقط الى افتقار لبعض أنواع المواهب ربما، أو المهارات مثلاً... بل الى أرض الواقع السابق ذكره نفسه، والى ما قد يكون مسموحاً أو لا بحسب القدرات الشرائية، أو الوقائع السياسية، أو الالتزامات الحزبية، أو الثقافية... أو الاعتبارات الشخصية في بعض الأحيان والحالات.

فهم قد يُشحَنون بكثير من الأفكار والآمال والرغبات... التي قد تمسكها مخيّلاتهم بالفعل. ولكن "أرض الواقع" سيُعيدهم إليه عاجلاً أم آجلاً. وهذا ما لا بدّ من توضيحه بقوة لهم، منذ المراحل الدراسية المُبكِرَة، وقبل بلوغهم مشارف المرحلة الجامعية.

 

أقساط مدرسية

فحتى الاغتراب، أو الهجرة، أو الدراسة في الخارج... قد لا تكون فرصة لتحقيق الأحلام، ولا لتثبيت الذات، بقدر ما قد تتحول الى محطة تتحطم فيها كل الأفكار، لتُعيد الشاب والشابة الى سجنهما الكبير، في وطنهما الأصلي، أو ترميهما بمجهول جديد مُركَّب في خارج فضّلا البقاء فيه رغم كل شيء، بدلاً من العودة الى الوطن.

ها إن شهر أيار يمضي. وهو الحقبة ما قبل الأخيرة والفاصِلَة ما بين زمن وآخر، لطلاب السنة المدرسية الثانوية الثالثة. والشهر الذي يُكثرون فيه من الاحتفالات بغدٍ يعتقدونه مُزهراً ومُشرِقاً، قبل الانصراف الى مرحلة التحضير للامتحانات الرسمية، وسط ظروف غير مُشرِقَة أبداً في كل البلدان.

فمن يعلّمهم مادة "أرض الواقع"، ويوفّر التدريبات اللازمة لهم عليها، فيكون منحهم "الشهادة الأعلى"؟ فأرض الواقع لن تغشّهم أبداً، لأنها لا تطلب أقساطاً، ولا تُطرِب آذانهم بخيال غير قابل للتحقُّق مهما دفعوا من أقساط...

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا