الصحافة

خامنئي وتجرُّع كأس السم من يدي "الشيطان الأكبر"

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لا يستطيع أحدٌ أن يكون مكان الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أو زعيم الحوثيين أو خليفة يحيى السنوار، وهُم يتابعون مسار المفاوضات الأميركية – الإيرانية، ماذا عساهم يقولون؟ أي مرارة يشعرون بها وهُم يرون كيف أن الجمهورية الإيرانية الإسلامية ضحَّت بأذرعها من أجل أن تجلس إلى طاولة المفاوضات مع"الشيطان الأكبر"!

لم يُكسَر زجاج واحد في إيران، خلال هذه الحرب المثلثة الأضلع بين غزة ولبنان واليمن، وفي المقابل دُمِّرَت غزة ودُمِّر جنوب لبنان وجزء من الضاحية الجنوبية، ولحق الدمار باليمن، وحماس و"حزب الله" والحوثيين "أذرع" إيران في المنطقة. قُطِعَت الأذرع فامتثل "الرأس" وجلس إلى طاولة المفاوضات.

لو كانت هناك كلمة، متلفزة طبعاً، للشيخ نعيم قاسم اليوم، فماذا عساه يقول؟ هل يقول مثلاً ما كان يردده الأمين العام السابق لـ "حزب الله" إن إيران لا تملي على "الحزب" سياسته وخطواته؟ بالتأكيد لن يصل إلى هذا "الانطباع" لأن هذا الانطباع أصبح من الخيال البعيد كل البعد عن الواقعية. ما يجب أن يعرفه "الحزب" والشيخ نعيم شخصياً، أن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي في طريقه إلى تجرُّع كأس السم، في تماهٍ مع ما فعله مؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني حين أعلن أنه "تجرَّع كأس السم" حين قبِل بوقف إطلاق النار في الحرب مع العراق.

"طوفان الأقصى" انقلب إلى "طوفان سلام"، قادة الطوفان الأوائل غاب معظمهم، من يحيى السنوار إلى السيد حسن نصرالله. والمفارقة الكبرى أن "الأذرع" للحرب، فيما الرأس لطاولة المفاوضات.

هل يحفِّز هذا الواقع "حزب الله"، كذراع، أن يعيد النظر في خياراته؟ هل سقطت المقولة التي كان يرددها السيد حسن نصرالله ومفادها: "أنا أفتخر أن أكون فرداً في حزب ولاية الفقيه" وهذا الكلام مثبتٌ بالصوت والصورة.

اليوم أين هو جيش ولاية الفقيه، على طاولة المفاوضات لا يضع الجانب الإيراني المفاوض مسدَّسه بل كأس السم، فكيف سينعكس هذا التبدُّل الاستراتيجي على "الذراع اللبنانية"؟ وهل يعيش "حزب الله" خريفَ مساره؟ وكيف سيكون عليه وضعه بعد أن يُجرَّد من سلاحه؟

منذ نشأته، مطلع ثمانينات القرن الماضي، لم يكن "حزب الله" سوى ميليشيا عسكرية انخرطت لاحقاً في العمل السياسي، وزارياً ونيابياً، "الحزب اليوم" أمام اختبار جديد، كيف سيكون "حزباً" سياسياً من دون ذراعٍ عسكرية؟ هو وحده مَن يجيب على هذا السؤال.

جان الفغالي -نداء الوطن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا