"سوريا أولاً".. هدنة الحوثيين تطيح باليمن من أجندة ترامب
رأى خبراء يمنيون، أن الهدنة التي أبرمتها واشنطن مع ميليشيا الحوثي أطاحت باليمن من أجندة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال جولته في الخليج العربي، علاوة على الاهتمام الذي يبديه بالملف السوري.
ويراقب اليمنيون زيارة ترامب التي يجريها للمنطقة، لاستطلاع موقع أزمة بلدهم، بين أجندة النقاشات المتعلقة بملفات الشرق الأوسط الاستثنائية، وسط آمال بأن تبلور المباحثات حلولا تُنهي جمود المشهد اليمني العائم وسط ظروف "اللا سلم واللا حرب" منذ أكثر من 3 أعوام.
وجدد ترامب، أمس الثلاثاء، خلال كلمته في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي بالرياض، التأكيد على انصياع الحوثيين للتوقف عن مهاجمة السفن التجارية والأمريكية في البحر الأحمر، بعد أكثر من 1100 غارة ضدهم، وهو ما أوقف عمليات واشنطن العسكرية التي استهدفت مواقعهم في اليمن على مدى 52 يوما.
تأجيل مؤقت
ويعتقد رئيس مركز "أبعاد للدراسات والبحوث"، عبد السلام محمد، أن الملف اليمني لن يحضر بشكل منفرد، كما هو الحال مع الملف السوري، "لكنه سيكون على أجندة المباحثات كملف أمني إقليمي مرتبط بتأمين ممرات الملاحة الدولية".
وقال عبد السلام في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن النقاش حول هذا الملف يعتمد على الموقف السابق، بعد الضربات الأمريكية وإعلان توقفها بعد استسلام الحوثيين، وتعهدهم بعدم استهداف السفن في البحر الأحمر، كما يتوقف على مسألة الاتفاق النووي مع إيران".
وأشار إلى أن ملف الأزمة اليمنية أصبح مرهونا بمفاوضات واشنطن مع طهران بشكل واضح، "بسبب ذهاب الحوثيين إلى مستويات إقليمية أبعد، تتجاوز المستوى المحلي، وذلك بهدف رفع سقف إيران كثيرا، من خلال ضربات الميليشيا اليمنية العابرة للحدود وتحركاتها في البحر الأحمر".
وبيّن عبد السلام أن الجميع يعي أن الحوثيين لا يرغبون في السلام ولا يصبون إليه، "وهو ما يجعل حسم الملف اليمني سواء على المستوى السياسي أم العسكري، مؤجلا بعض الوقت، إلى حين انتهاء المفاوضات مع إيران، واستكشاف الخيارات المقبلة".
اتفاق التهدئة
ويرى الباحث في علم الاجتماع السياسي، مصطفى ناجي، أن زيارة ترامب "تعالج ملفات اقتصادية جيواستراتيجية أمريكية سعودية، ويبدو أن الملف اليمني تراجعت أولويته إلى مرتبة ثانية أو ربما ثالثة، مقارنة بملفات أخرى مثل الملف السوري".
وأضاف ناجي في حديثه لـ"إرم نيوز"، "ربما كانت خطوة اتفاق التهدئة بين الأمريكيين والحوثيين مؤخرا، قد مهدت لعدم الخوض في هذا الملف، على الأقل في المرحلة الحالية".
وقال إن "السنوات العشر الماضية كانت صعبة، ولم يكن بالإمكان تجاوزها دون مساعدات خارجية، خصوصا من السعودية، بل لم يكن من الممكن وجود حكومة يمنية معترف بها دوليا لولا تدخلها".
وتابع: "يندفع اليمنيون تلقائيا إلى القياس على الشأن السوري، لكن لكل بلد ساعته الخاصة، ثم إن استذكار اليمن من بوابة المسؤولية الإقليمية فقط قد يعني تهربا من محاسبة الذات".
بين الحسم والسلام
من جانبه، قال الكاتب هاني مسهور، إن زيارة الرئيس ترامب إلى الخليج العربي "ليست جولة مجاملات وعلاقات عامة، بل بداية لإعادة صياغة التحالفات من منظور الواقعية لا المثالية".
وشدد مسهور في تدوينة على منصة "إكس"، على أن اليمن "يجب أن يكون ملف اختبار موضوعي، فإما أن تعيد واشنطن تعريف الحسم بدلا من تعويم الحوثي، أو تواصل أخطاء أوباما وبايدن، لكن بلغة أكثر خشونة، مع إبقاء الحوثي في جغرافيا الجزيرة العربية كورقة ابتزاز وتهديد مستدام لدول المنطقة".
بدوره، لا يشكك رئيس "المنتدى السياسي العربي"، صلاح الدين الشرعبي، في حضور اليمن في المباحثات الأمريكية السعودية، باعتباره "امتدادا لأمن المملكة القومي، في حين يزداد اهتمام واشنطن بالملف اليمني منذ تصاعد الهجمات الحوثية على البحر الأحمر ونحو حليفتها إسرائيل، "ما يجعلها راغبة في إنهاء أي احتمال لتكرار هذه التهديدات".
ويشير الشرعبي إلى توجّه سعودي نحو خيار السلام في اليمن كأولوية مقدّمة على خيار الحرب، وإذا لم ينجح ذلك، يمكن الاتجاه نحو المسار العسكري، "وهذا محكوم بالتغيرات الإقليمية والدولية المحكومة بالزمن، كصعود الديمقراطيين المحتمل للسلطة في أمريكا بعد ثلاث سنوات ونصف من الآن".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|