مطالب "بالجملة" أمام المجلس البلدي الجديد... هل تبدأ ورشة إنقاذ طرابلس؟

بعد صدور نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية في مدينة طرابلس، والتي استغرق فرزها عدة أيام بشكل أثار استغراب المواطنين، خرج أبناء المدينة بسلسلة من المطالب الموجّهة إلى الأعضاء المنتخبين في المجلس البلدي الجديد.

وتعكس هذه المطالب حجم التحديات المتراكمة التي يرزح تحتها الطرابلسيون، كما تشكّل دعوة صريحة لتحمّل المسؤولية والعمل الجاد لمعالجة القضايا الحياتية والبيئية والإنمائية التي تعاني منها المدينة.

وبحسب معلومات "ليبانون ديبايت"، تمثّل المطلب الأول في ضرورة إزالة جبل النفايات بشكل جذري ونهائي، نظرًا لما يشكّله من كارثة بيئية مستمرة تهدّد صحة السكان وسلامة البيئة. كما طالب المواطنون بإقفال مكب النفايات التابع للبلدية، والذي يُعتبر من أبرز مصادر التلوث في المدينة.

أما على صعيد التنظيم المدني والحياة اليومية، فبرزت الحاجة الملحّة إلى معالجة أزمة السير الخانقة التي تشهدها طرابلس، من خلال تنفيذ خطط مرورية مدروسة بإشراف مهني. كما شدّد المواطنون على أهمية استكمال تركيب الإشارات الضوئية لتسهيل حركة المرور والحدّ من الحوادث، إلى جانب إعادة هندسة الشوارع، لا سيما في منطقتي البحصاص وشارع عبرين، بهدف تقليل الازدحام وتعزيز السلامة العامة.

وفي ما يتعلّق بالسلامة المجتمعية، طالب أبناء المدينة بحسب المعلومات، بمعالجة ظاهرة الكلاب الشاردة من خلال برامج فاعلة، إلى جانب حل مشكلة الأبقار الشاردة التي تعيق حركة السير وتشكل خطرًا على السلامة العامة. كما دعوا إلى معالجة ظاهرة التسوّل، عبر تنسيق جدي مع الجهات المعنية للتعامل مع الأسباب الاجتماعية والاقتصادية الكامنة خلفها.

كما برز مطلب إعادة تنظيم البسطات بما يضمن حق البائع ويحفظ النظام العام، إلى جانب تنظيم عمل مركبات "التوك توك" من خلال فرض ضوابط قانونية واضحة تحد من الفوضى المرورية. وطالب السكان أيضًا بإعادة فتح وتأهيل الحدائق العامة لتكون متنفسًا آمنًا للعائلات والأطفال.

وفي سياق متصل، شدّد المواطنون على ضرورة تعبيد الطرقات وسدّ الحفريات بشكل دائم وليس عبر حلول مؤقتة، داعين إلى تفعيل خط ساخن لتلقّي شكاوى المواطنين ومتابعتها بجدية. كما طالبوا بإعادة اتحاد بلديات الفيحاء إلى طرابلس، لما لذلك من أثر في تعزيز القدرات الإدارية والخدماتية.

ولم تغب المطالب المتعلقة بالشفافية والمحاسبة، إذ شدّد المواطنون وفق المعلومات، على ضرورة فتح ملفات الفساد داخل مبنى البلدية ومحاسبة كل من يثبت تورّطه. كما دعوا إلى إعادة تنظيم ورش الطوارئ البلدية لضمان سرعة الاستجابة لحاجات الناس، خصوصًا في ما يتعلّق بسحب المجارير، من دون تحميل المواطنين أي أعباء مالية إضافية.

وأخيرًا، طالب الأهالي بأن تقوم شرطة بلدية طرابلس بواجباتها كاملة، من خلال انتشار ميداني فعّال يساهم في تنظيم السير وحفظ النظام، بالتعاون مع القوى الأمنية، وذلك في إطار استعادة هيبة القانون وترسيخ الأمن في شوارع المدينة.

فهل يستجيب المجلس البلدي الجديد لنبض الشارع الطرابلسي، ويحول هذه المطالب الملحّة إلى خطط عمل فعلية تُعيد للمدينة نبضها وكرامتها؟