ماذا لو أُنجِز الاتفاق وبدأ النازحون يعودون الى سوريا اليوم؟...
ما ان أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته السعودية، رفع العقوبات عن سوريا، حتى بدأت الأصوات اللبنانية من مختلف التيارات والجهات السياسية تعلو، مُنادِيَةً بوجوب الإسراع في إعادة النازحين السوريين الى بلدهم.
مردود سريع؟
ولنفترض أن ذلك تمّ اليوم، وعاد النازحون الى سوريا، فما هي المتغيرات التي يجب أن نلاحظها نحن في لبنان بدءاً من اليوم أيضاً، واليوم بالذات؟
فمردود أي خطوة من هذا النوع يجب أن تكون سريعة على اللبنانيين، لا متوسطة وبعيدة المدى فقط، لا سيما بعد كل الذي عانوا منه خلال السنوات الماضية.
تخفيف الضغط...
شبّه الوزير السابق هكتور حجار "التغيير الذي يمكن للّبنانيين أن يلاحظوه عند عودة النازحين السوريين الى سوريا، بحالة منزل مساحته 100 متر مثلاً، يتّسع لـ 4 أشخاص في الأساس، وقد تمّ وضع 12 شخصاً فيه. فعند رحيل 8 منهم، سيخفّ الضّغط حتماً وسريعاً باستهلاك المياه، والكهرباء، وإنتاج النفايات، وكل شيء".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "بكثافة السكان الحالية على الأراضي اللبنانية، خصوصاً في مناطق تركُّز النزوح السوري، نلاحظ ضغطاً كبيراً ويومياً على استهلاك المياه، حتى قبل أن يبدأ فصل الصيف. وبالتالي، أول مردود سريع من جراء عودة النازحين الى سوريا، هو أننا سنرتاح على صعيد المياه، لا سيما مع تقلُّص نِسَب المتساقطات، وتراجع المخزون المائي. كما أن عودتهم ستخفّف مشاكل الصرف الصحي، وتأثيرهم على الأنهار في بعض المناطق، وهو ما سيساعدنا كثيراً على حماية البيئة وتخفيف التلوث".
الاستهلاك والأسعار
وأشار حجار الى أنه "بالنسبة الى الاستهلاك، يعلم الجميع أنه كلّما زاد عدد المستهلكين لسلعة معينة، كلّما انخفضت نسبة توفّرها، وزاد سعرها. فعلى سبيل المثال، تأمين خضار لـ 6 ملايين نسمة في لبنان، يختلف كلياً عن توفيرها لـ 4 ملايين مثلاً، وهو ما ينعكس بضغط على الكميات المتاحة وعلى أسعارها".
وأضاف:"هناك مسألة النفايات أيضاً. فالكميات التي يمكن لـ 6 ملايين نسمة مثلاً أن تنتجها من النفايات، هي أكبر بكثير مما يمكن لـ 4 ملايين نسمة، أن تنتجه. وهذا كلّه فيما عملية إدارة النفايات ليست سهلة. فالنزوح السوري يتسبّب بكلفة على البلديات بموضوع إدارة النفايات وإعادة تدويرها. وبالتالي، عودتهم الى سوريا، ستخفّف الأعباء".
وختم:"تصل الأمور الى ملف الكهرباء والمولّدات. فتشغيل تلك الأخيرة لتأمين الكهرباء لـ 6 ملايين نسمة مثلاً، يحتاج الى موارد أكبر من توفيرها لـ 4 ملايين فقط. وبالتالي، عودة النازحين الى سوريا ستخفّف الضغط على هذا الصعيد أيضاً، وستساهم بتقليص نِسَب التلوث الناجم عن المولدات أكثر".
أنطون الفتى - وكالة "اخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|