جعجع… "الأمر لي"

ليبانون ديبايت"
في مشهد بدا كأنه إعادة صياغة للتاريخ، استطاع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن يبدّل اتجاه الرياح في الشارع المسيحي: من “تسونامي عوني” اجتاح صناديق الاقتراع النيابية عام 2005، إلى “تسونامي قواتي” كرّسته صناديق البلديات في 2025، على امتداد الجغرافيا المسيحية في جبل لبنان، الشمال، بيروت، والبقاع.
زحلة، التي لطالما كانت ساحة تتأرجح بين القوى، شكّلت هذا العام حجر الزاوية في هذا التحول. لم تكن معقلاً تقليدياً للقوات، لكن ما جرى فيها أكد أن الموجة القواتية تخطّت كل الحواجز، ورسّخت جعجع كزعيم أوحد مسيحي، في لحظة سياسية تعاني فيها القوى المنافسة – وعلى رأسها التيار الوطني الحر – من تراجع حاد، وفراغ تمثيلي.
ما حققته "القوات" ليس وليد اللحظة، بل ثمرة مسار طويل ومدروس، تميّز بالتنظيم والانضباط والتواصل الأفقي مع القواعد الشعبية. جعجع أعاد تشكيل الخريطة المسيحية، لا عبر رفع الشعارات، بل عبر حصد النتائج في الصناديق.
واليوم، وبينما يغرق خصومه في صراعات داخلية وتناقضات في الخطاب، يمضي جعجع في تثبيت زعامته بهدوء وفعالية. وفي لحظة سياسية فارقة، قال كلمته بصوت عالٍ: “الأمر لي”.
التمثيل المسيحي يُعاد رسمه على صورته، وسط مؤشرات إلى أن “القوات” لم تبلغ ذروتها بعد، بل تستعد لجولة جديدة من التوسّع، ولعلّ أبرزها الانتخابات النيابية في عام 2026.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|