بعكس أنشيلوتي.. لماذا فتح ريال مدريد خزائنه لتشابي ألونسو؟
في تحول لافت قد يرسم ملامح حقبة جديدة في ريال مدريد، تتصاعد وتيرة الأنباء حول نشاط محموم للنادي الملكي في سوق الانتقالات، يبدو وكأنه تمهيد لقدوم المدرب المنتظر تشابي ألونسو.
تتردد بقوة أسماء من العيار الثقيل مثل الظهير الإنجليزي ترينت ألكساندر آرنولد، والمدافع الشاب دين هويسن الذي انضم بشكل رسمي، بالإضافة إلى حديث جدي عن عودة نيكو باز بشكل نهائي للفريق الأول.
كما تشير التقارير إلى مفاوضات متقدمة لضم الظهير الأيسر ألفارو كاريراس، ناهيك عن السعي لتدعيم خط الوسط بلاعب إضافي، والبحث عن رأس حربة صريح، مع احتمالية استقدام قلب دفاع جديد.
هذه التحركات المكثفة تطرح سؤالًا جوهريًا، لماذا يبدو ريال مدريد مستعدًا لفتح خزائنه بهذا الشكل من أجل ألونسو، على عكس ما كان عليه الحال في فترات سابقة مع مدرب بحجم كارلو أنشيلوتي؟
أحد أبرز الأسباب قد يكمن في رغبة الإدارة المدريدية في "غسل يديها" سريعًا من إخفاقات الموسم الجاري (2024-2025)، والذي يبدو أنه لم يرقَ لمستوى الطموحات العالية المعهودة في "سانتياغو برنابيو".
فبعد موسم قد يعتبره الكثيرون للنسيان، سواء على صعيد الأداء أو النتائج في البطولات الكبرى، يصبح ضخ استثمارات كبيرة بمثابة رسالة قوية للجماهير مفادها أن الإدارة عازمة على تصحيح المسار وعدم تكرار كبوات الماضي القريب، وأنها تضع ثقتها الكاملة في مشروع ألونسو الجديد.
يُضاف إلى ذلك، أن وصول الفريق إلى ما قد يصفه البعض بـ"الحضيض" أو نقطة منخفضة بشكل غير مألوف خلال هذا الموسم، قد خلق قناعة لدى صناع القرار بأن الوقت الحالي هو الأنسب للقيام بثورة تغيير حقيقية تتطلب صرفًا سخيًا.
فالأزمات الكروية الكبرى غالبًا ما تتبعها فترات إنفاق قياسية لإعادة بناء الثقة والهيبة، ويبدو أن ريال مدريد يرى في هذه اللحظة فرصة لإعادة هيكلة الفريق بشكل جذري تحت قيادة ألونسو الطموح.
مشروع ألونسو: رهان على المستقبل
ربما كان هناك أيضًا عامل يتعلق بمدى الثقة الممنوحة للمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي في قدرته على بناء فريق جديد بالكامل من خلال توظيف صفقات ضخمة ومتعددة في نهاية حقبته.
فرغم نجاحاته الباهرة، قد تكون الإدارة رأت أن المرحلة تتطلب دماء جديدة وفكرًا مختلفًا كليًا، وهو ما يمثله ألونسو، وبالتالي فهي مستعدة لتوفير كل الأدوات التي يطلبها لبناء مشروعه طويل الأمد، وهو استثمار قد لم تكن تراه بنفس الجدوى مع أنشيلوتي في ختام مسيرته الثانية مع الفريق.
حزم ألونسو وشروط القيادة الجديدة
ولا يمكن إغفال طبيعة شخصية المدربين، فأنشيلوتي عُرف بكونه مدربًا دبلوماسيًا ومطيعًا لقرارات الإدارة، لا يميل لافتعال المشاكل أو الضغط العلني من أجل صفقات معينة، بل يعمل غالبًا بما هو متاح.
على النقيض، يبدو أن تشابي ألونسو، كنجم سابق ومدرب صاعد حقق نجاحات لافتة كما فعل مع باير ليفركوزن، قد أوضح شروطه جيدًا قبل قبول المهمة، وعلى رأسها ضرورة سد كافة الثغرات وتلبية مطالبه فيما يتعلق بتدعيم الفريق.
هذه الحزم من جانب ألونسو، مقرونًا برغبة النادي الجامحة في تأمين خدماته، قد يكون الدافع الرئيسي وراء هذه التحركات السريعة والمكلفة في سوق الانتقالات، حتى قبل الإعلان الرسمي عن توليه المسؤولية.
اكتفاء سابق بالنجاح.. وتغير المعطيات
ولعل من الأسباب التي قد تفسر التباين في سياسة الإنفاق، هو أن الإدارة ربما شعرت في أعقاب النجاحات السابقة، وتحديدًا بعد التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي (2023-2024)، بأن الفريق يمتلك العناصر الكافية لمواصلة التفوق.
هذا الشعور بالاكتفاء ربما قلل من الحاجة الملحة لتدعيمات كبيرة آنذاك، خاصة في ظل القدرة على التغلب على منافسين كبرشلونة الذي كان أضعف حالاته، أو مواجهة كبار أندية أوروبا بالتشكيلة الموجودة التي أثبتت جدارتها، لكن يبدو أن هذا التقييم قد تغير جذريًا بعد مجريات الموسم الحالي (2024-2025) وما حمله من متغيرات مكنت برشلونة من التفوق في 4 مباريات كلاسيكو وأخرجت الملكي من دوري أبطال أوروبا مبكرًا ضد آرسنال.
في المحصلة، يبدو أن استعداد ريال مدريد لفتح خزائنه بهذا الشكل من أجل ألونسو يعكس مزيجًا من الرغبة في تجاوز إخفاقات موسم سابق، واقتناص فرصة لإعادة البناء من نقطة متدنية، ورهانًا كبيرًا على مشروع مدرب شاب وواعد، فضلًا عن الاستجابة لمطالب قد تكون أكثر حزمًامن خليفة أنشيلوتي المنتظر، إنها استراتيجية تحمل في طياتها الكثير من المخاطر، ولكنها أيضًا تعبر عن طموح لا ينضب لعملاق الكرة الإسبانية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|