صور نصرالله تُرفع.. احتفالاتٌ بفوز لوائح "التنمية والوفاء" في النبطية
بعد تعرض أطفال للتحرش الجنسي في رحلة مدرسية...كيف تحصل المتابعة؟
تحوّلت عملية التحرش الجماعية التي تعرّضت لها مجموعة من الأطفال أثناء رحلة مدرسية كانوا يقومون بها في أحد المنتزهات إلى قضية رأي عام وأثارت موجة من القلق والغضب في المجتمع.
وفي التفاصيل، أكثر من 15 طفلاً من مدرسة القلبين الأقدسين -عين نجم تعرضوا للاعتداء أثناء مشاركتهم في لعبة التزحلق على الحبل في الهواء، في متنزه للألعاب فُتح حديثاً من قبل موظف قاصر كان يقوم بربطهم بالحزام حتى يتمكنوا من بدء اللعبة.
على أثر ما حصل، أصدرت المدرسة بياناً أكدت فيه متابعة القضية لتحديد المسؤولين عن التقصير، كما تم إقفال المتنزه بالشمع الأحمر، وتتابع الأجهزة الأمنية التحقيقات لمحاسبة كل من يثبت تورطه في هذه الجريمة الأخلاقية الصادمة.
أما بالنسبة للأطفال، فتتابعهم جمعية "حماية" لمساعدتهم على تخطي ما حصل وتجنب تبعاته النفسية.
كيف تحصل المتابعة لأطفال تعرضوا للتحرش الجنسي؟
بطبيعة الحالة، ثمة تدراعات نفسية تنتج عن التعرض للتحرش الجنسي. وقد يرتبط التعرض للتحرش في الطفولة بزيادة احتمالات التعرض لاضطرابات نفسية مع التقدم في العمر في حال عدم حصول المتابعة النفسية الملائمة مباشرة.
وما لا شك فيه هو أن ما تعرضت له هذه المجموعة من الأطفال له أثر كبير عليهم. فهم كانوا في رحلة مدرسية حيث كانوا يشعرون بالأمان في مكان بدا لهم أنه يشبه طفولتهم وبراءتهم.
وفي هذا المكان تحديداً، تعرضوا لهذا الفعل الصادم. في حالات مماثلة، يبدو التدخل السريع لتجنب التداعيات النفسية على الأطفال ضرورياً. وفق ما توضحه المعالجة النفسية في جمعية "حماية" التي تتابع الأطفال بعد الحادث سوزانا عسّاف، في كافة حوادق التحرش يكون الأثر النفسي نفسه ويكون كبيراً على الأطفال.
وفي مثل هذه الحالات من المفترض أن يحصل تقييم نفسي للتاكد من عدم وجود اضطرابات قلق أو اضطراب ما بعد الصدمة أو غيرها والتأكد من حدة المشكلة وتداعياتها المباشرة. أما الأعراض التي يمكن أن يظهرها أطفال تعرضوا للتحرش فتختلف بين طفل وآخر بحسب عوامل عديدة. إلا أنه في كل الحالات، لا تكون هذه الأعراض مخفية بل تظهر مباشرة بعد حادثة التحرش، وإن كان من الممكن ان تتطور لاحقاً لتتخذ شكلاً مختلفاً ما لم يحصل التدخل الملائم. لكن ما تشدد عليه عسّاف أنه في ظروف مماثلة يجب عدم لوم الطفل بأي شكل من الأشكال، بل يجب الحرص على توفير مساحة آمنة له وسماعه ليعبر بحرية عما يشعر به.
من الضروري أن يفرغ ما لديه من مشاعر تخالجه سعياً إلى التعويض عما شعر به من مشاعر بالخوف والقلق وانعدام الأمان. ويعتبر ذلك حجر الأساس لحمايته من اضطرابات يمكن أن يتعرض لها.
وإذا تم التعامل مع مشاعر الطفل بطريقة آمنة مع تقبل مشاعره ومنع أي لوم او شعور بالذنب أو الخجل لديه، يمكن أن يصل الطفل إلى بر الأمان ويتخطى ما حصل. إلا أن ذلك يرتبط حكماً بالمحيط وبصلابته النفسية وطريقة التعاطي معه وعوامل أخرى عديدة.
في ظروف مماثلة يتعرض فيها طفل إلى تحرش، تشدد عساف على أهمية احترام الخصوصية لأن الشعور بالذنب يراود كل ضحية ويجب مساعدة كل طفل على تخطيه.
هل تحمي التوعية الجنسية الطفل من التحرش الجنسي؟
قد لا تمنع التوعية الجنسية فعل التحرش الجنسي لكنها تشكل الركن الأساسي الذي له أهمية كبرى في الحد من تداعيات فعل التحرش على الأقل. فعندما تكون هناك ثقافة جنسية ملائمة لعمر الطفل يمكن ان يتجرا الطفل على الدفاع عن نفسه او على الأقل على التعبير عما حصل. أما بغيابها فهو أصلاً لا يفهم ما يحصل معه ولا يدرك ما يتعرض له. من هنا أهمية البدء بالعمل على التوعية الجنسية من عمر ثلاث سنوات أو قبلها حتى بما يلائم سن الطفل عبر التركيز على حماية الأعضاء الحميمة ومنع أي شخص غريب من لمسها. وتشير عساف إلى أنه ثمة كتب خاصة بالأطفال مع صور ملائمة تساعد على نقل هذا المفهوم بطريقة مقربة للأطفال.
بغير ذلك، يشعر الطفل بالخطر لكنه لا يعرف كيفية الإفلات منه. كما يرافقه شعور بالخجل والذنب ولا يعرف كيفية التصرف ليحمي نفسه. بشكل عام، تعتبر التوعية الجنسية الدرع على الصعيد النفسي لأن فهم المواقف يشكل جزءاً مهماً من عملية تخطيها. فقد لا تمنع التوعية الجنسية الفعل وقد لا تجيز لطفل ان يحمي نفسه أحياناً لكنها على الأقل تخفف من خطورة أثره، خصوصاً عندما يتم التعامل مع مشاعره بطريقة آمنة وقبول.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|