الصحافة

باسيل "شك ع راسو"

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

اختار رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل من كل لبنان جزين لكي "يشكّ العَلَم على أسوارها". وتحاشى أن يتلفظ بمثل هذه العبارة حتى في مسقط رأسه على الساحل الشمالي. وأكد بما لا يدعو الى الشك، ان العَلَم الذي تحدث عنه لم يكن سوى علم "حزب الله" الأصفر. كما اكد باسيل على أنه قبل أن ينشئ "الحزب" تنظيم ما يسمى "سرايا المقاومة" أنه عضو مؤسس له وهناك الكثير في تاريخ هذا الشخص ما يثبت هذا الأمر.

لا حاجة لهذا المقال معرفة نتائج المعركة التي دارت رحاها أمس في جزين. كما لا تعني نتائجها أن الذين توافدوا على صناديق الاقتراع معنيون بالعلم الأصفر. ما يهم هو التأكيد أن ما قاله مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في "الحزب" الحاج وفيق صفا عن باسيل يبقى المرجع لتحديد حقيقة الأخير. ففي ذكرى توقيع "تفاهم مار مخايل" بين "التيار" و"الحزب"، صرح صفا لصحيفة "العهد" التابعة لـ"حزب الله" في شباط 2019 أن باسيل كان ينظر الى الأمين العام السيد حسن نصرالله على أنه من "القديسين". و أوضح صفا أنّ رئيس التيار "شقفة" من الرئيس ميشال عون لجهة المشاعر الجياشة التي يكنّها للسيد نصرالله، و"كما هو معروف أن الرئيس عون لا يستطيع إخفاء بريق عينيه في أي لقاء يجمعه بالسيد".

نشرت وكالة رويترز عشية الجولة الأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية تحقيقاً تحت عنوان "حزب الله" يسعى لتعزيز نفوذه في لبنان عبر الانتخابات مع تزايد دعوات نزع سلاحه". وجاء في التحقيق: "الانتخابات البلدية بالنسبة لـ"حزب الله" أكثر أهمية من أي وقت مضى، إذ تتزامن مع تزايد الدعوات لنزع سلاح الجماعة واستمرار الضربات الجوية الإسرائيلية، وفي وقت لا يزال فيه كثير من قاعدتها الانتخابية من الشيعة يئنون تحت وطأة تداعيات الصراع".

أضاف التقرير: "باتت الجماعة أضعف مما كانت عليه في السابق بعد مقتل قياداتها والآلاف من مقاتليها وتضاؤل نفوذها على الدولة اللبنانية بشكل كبير وتزايد نفوذ خصومها في البلاد. وفي مؤشر على مدى انقلاب الموازين، أعلنت الحكومة الجديدة أنها تهدف إلى حصر السلاح بيد الدولة مما يعني ضرورة نزع سلاح "حزب الله" كما هو منصوص عليه في اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل والذي توسطت فيه الولايات المتحدة".

ولفت التقرير الى أنه لطالما كان سلاح :"الحزب" مصدر انقسام في لبنان ما أشعل فتيل اقتتال قصير عام 2008".

وخلص تقرير رويترز الى الإشارة الى وزير الخارجية يوسف رجي الذي قال إنه تم إبلاغ لبنان بأنه لن تكون هناك مساعدات من المانحين الأجانب لإعادة الإعمار حتى يكون السلاح بيد الدولة وحدها. وفي السياق نفسه، ذكر مصدر دبلوماسي فرنسي أن إعادة الإعمار لن تتحقق إذا استمرت إسرائيل في القصف وإذا لم تتحرك الحكومة اللبنانية بالسرعة الكافية لنزع السلاح.

عاد باسيل في الوقت المناسب الى حظيرة "حزب الله" الذي يمر بظروف صعبة لا سابق لها. ولا يغيب عن البال ان تاريخ العلاقات التي قامت بين "التيار" أيام زمن المؤسس وبين الزعيم الأبرز لـ"الحزب"، نصرالله، كانت تنطلق من حاجة الجانبيّن لهذه العلاقات من دون الالتفات الى أن ما يفرقهما اكثر بكثير مما يجمعهما. وليس "حزب الله" وحده الذي يقاتل بضراوة كي لا يتم نزع السلاح منه، كذلك يمر "التيار" بمرحلة يائسة بعدما أدت تجربته الأخيرة في الحكم انه يكاد أن يمتلك حصرياً لقب "هذا من أوصل لبنان الى الجحيم". ولنتخيل من الآن فصاعداً عمّا يعدّه الطرفان المهزومان للوطن الذي جنى منهما الويلات؟

يجب الأخذ بالاعتبار أن "حزب الله" نجح في زيادة رأسماله بالتحاق "التيار الوطني الحر" به بعد حال من النكد السياسي العابر. ورسم نائب "الحزب" علي فياض معالم المرحلة ما بعد الانتخابات قائلاً: "لدينا ثقة مطلقة بخيارات مجتمعنا الجنوبي الذي أراد أن يعطي لصوته البلدي والإختياري بعداً مقاوماً، وأن يُضَمِّن خياره الإنمائي رسالة ثبات وصمود في وجه العدو "الإسرائيلي"، وكل المتواطئين معه أو الراضخين لإملاءاته وإملاءات حلفائه، وأنه رغم كل الضغوطات التي يتعرض لها عسكرياً ومالياً وتهجيرياً هو ماضٍ في تمسّكهِ بالمقاومة كخيار سيادي، ومع الثنائي الوطني كخيار سياسي".

لم ينتظر باسيل أن يقرأ تصريح فياض فكتب عبر حسابه على "أكس": "الجنوبيين عم يوجهوا رسالة التمسك بالأرض والتيار بصلب النسيج الجنوبي بيدعي للتصويت بكثافة ليبقى الجنوب حرّ لأهله، من الزهراني لصيدا لصور وبنت جبيل ومرجعيون والنبطية لجزين القلعة".

ما جمع بين "الحزب" و"التيار" أمس هو الصمت الكامل على استحقاق نزع السلاح خارج الدولة.

واذا ما قال باسيل أنه "شكّ العلم في جزين"، فهو عملياً قد "شكّ على رأسه" اذا كان بقي لديه رأس يفكر في مآل "تياره".

أحمد عياش -نداء الوطن

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا