تقرير "لادي" عن انتخابات الجنوب والنبطية: إشكالات أمنية وضغوط .. وتزكية
عهدٌ بلدي جديد انطلق جنوباً.. هذا عنوانه!
يمكن القول إن الدولة نجحت في إتمام الاستحقاق الانتخابي جنوباً، لم يسمع صوت طائرة التجسس، حتى صوت الأناشيد الذي اعتاد الناس عليه يوم الانتخاب كان شبه غائب، بدون حماسة فعلية توجّه أبناء قرى الجنوب لاختيار مجالسهم البلدية، في حين نأى كثير من أبناء القرى عن الاقتراع بعد فوز بلدياتهم بالتزكية، أما من خاض تجربة التغيير الذي طالب الناس به، فكان يطمح إلى شيء واحد الإنماء وعودة الحياة.
لم تتخط نسبة الاقتراع جنوباً الـ 50 في المئة، في وقت كان هناك رهان على زحف بشري نحو مراكز الاقتراع، السبب واضح يقول المراقبون "التخوف من غارات اسرائيلية".
صدقت الدولة هذه المرة بكلامها "حصلنا على تعهد بعدم خرق الانتخابات بأي غارة" كلام أكده رئيس الجمهورية الذي زار الجنوب وتفقد مراكز الاقتراع واقترع في بلدته العيشية لأول مرة منذ زمن طويل.
أما وزير الداخلية أحمد الحجار فشدد خلال تفقده مراكز الاقتراع جنوباً على أن "نجاح العملية الانتخابية إنجاز مهم للغاية".
نجح أبناء النبطية كما القرى الحدودية في اختيار مجالسهم البلدية والاختيارية بدون "ضربة كف"، لم يسجل أي إشكال على الإطلاق، المعارضة و"الثنائي" خاضا الاستحقاق بروح عائلية، تاركين للعائلات حرية الاختيار.
في القرى الحدودية كان ابناؤها ينتخبون بلديات لقرى مدمرة من حولا إلى العديسة وكفركلا، جاؤوا ليختاروا إعادة إعمار بلداتهم، ويقول فادي إنه أعطى صوته لبلدية واجب عليها إعادة البناء والحياة.
أما طارق ففضل العزوف عن الاقتراع كتسجيل موقف، في وقت سجل أبناء تلك القرى استياءهم من الاقتراع في مراكز بعيدة عن قراهم.
أما معارك النبطية فكانت "حبية" وترك الخيار للناس، في كفررمان مثلاً التي سجلت 75 في المئة من نسبة الاقتراع كان هناك شدّ عصب انتخابي في ظلّ التوتر الذي ساد اليوم الانتخابي الطويل، كل لائحة من اللوائح الثلاث المتنافسة "تنمية ووفاء"، "كفررمان تستحق" و"كفررمان للجميع" وتحديداً اللائحتين المعارضين تطمحان لخرق لائحة "أمل" - "حزب الله".
وفيما كان التشطيب سيد المشهد بقيت الضبابية تسيطر على النتيجة.
أما في أنصار، حيث قرر ستة شباب من لائحة "أنصار للجميع"، قطع التزكية على ثنائي "أمل" و"حزب الله" و"الشيوعي"، فكان المشهد ديمقراطياً، لم يطمح الشباب إلى خرق اللائحة كما قالوا ما أرادوه تسجيل حالة اعتراضية وموقف رافض لآلية إدارة البلديات.
أما في دير الزهراني فلم يختلف المشهد رغم التخوف الذي ساد بحصول خلافات وإشكالات، وقد طغت العائلية على السياسة هنا، أقله في مشهد ما قبل النتائج.
الحال نفسها سرت على بلدة كفرتبنيت التي خلط انسحاب مرشحي "أمل" من لائحة التوافق الأوراق الانتخابية ، وأدخل البلدة في معركة قد تدفع بالمستقلين للدخول إلى المجلس البلدي، التخوف هنا من فرط البلدية في ما لو حصل خرق على غرار ما حصل في انتخابات 2016.
في مدينة النبطية التي سجلت نسبة اقتراع تجاوزت الـ 41 في المئة كان المشهد محتدماً إنمائياً، وسط تنافس بين القوى الاعتراضية التي دخلت المعركة بلائحة غير مكتملة ولائحة "الثنائي" حيث كانت استمالة الناس بالخطط التنموية الجديدة لإعادة بناء النبطية التي دمرها الإسرائيلي في الحرب الأخيرة. ولا يملك المعارضون أي حظوظ بالخرق.
أما في قرى إقليم التفاح، وحدها صربا كانت المعركة الأبرز حيث خاض أبناء البلدة استحقاقهم في مواجهة ثلاث لوائح، والناس قرروا أن يختاروا خليطاً منها لتشكيل مجلسها البلدي.
المشهد الأبرز كان الحضور الأمني الذي ضبط العملية الانتخابية وكان حاضراً في كل مكان منعاً لأي إشكال.
باختصار عهد بلدي جديد انطلق، عهد يريد من خلاله أبناء القرى إنماءً ثم انماءً لا أكثر، فهل يكون الجميع على قدر هذه المسؤولية، أم يتكرر مشهد الفشل والتعطيل نفسه؟
المعركة الاختيارية كانت الأبرز في كثير من البلدات حيث انتهى النهار الانتخابي الطويل بعرس ديمقراطي لنجاح الاستحقاق البلدي.
رمال جوني - "نداء الوطن"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|