"ادعاء كاذب".. إيران تعلق على أنباء وقف التخصيب المؤقت لليورانيوم
"وجهاً لوجه"... لقاءات اسرائيلية-سورية مباشرة: هل يكون الأمن مقدّمة التطبيع؟
قالت خمسة مصادر مطلعة، إن إسرائيل وسوريا على اتصال مباشر وأجرتا في الأسابيع القليلة الماضية لقاءات وجهاً لوجه بهدف تهدئة التوتر والحيلولة دون اندلاع صراع في المنطقة الحدودية بين الجانبين.
وتمثل هذه الاتصالات تطوراً كبيراً في العلاقات بين الجانبين في وقت تشجع فيه الولايات المتحدة حكومة الرئيس أحمد الشرع في دمشق على إقامة علاقات مع إسرائيل، وأن تخفف حكومة بنيامين نتنياهو من قصفها للأراضي السورية.
وقال مصدران سوريان وآخران غربيان ومصدر استخباراتي مطلع من إحدى دول المنطقة، إن الاتصالات تأتي أيضاً استكمالاً لما بدأته محادثات غير مباشرة عبر وسطاء منذ أن أطاحت هيئة تحرير الشام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) 2024.
واشترطت المصادر عدم الكشف عن هوياتها نظراً إلى حساسية المسألة بالنسبة إلى الطرفين اللذين لا تربطهما علاقات رسمية ولهما تاريخ من العداء. ولم تنشر أي معلومات في السابق عن المحادثات المباشرة وما تناولته.
على الجانب السوري، أفادت المصادر بأن الاتصالات تجري بقيادة المسؤول الأمني الكبير أحمد الدالاتي الذي جرى تعيينه بعد إطاحة الأسد محافظاً للقنيطرة المتاخمة لهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، عين الدالاتي قائداً للأمن الداخلي في محافظة السويداء بالجنوب، حيث تتركز الأقلية الدرزية في سوريا.
ولم يتسن لـ"رويترز" معرفة أي من المشاركين من الجانب الإسرائيلي، غير أن اثنين من المصادر قالا إنهم مسؤولون أمنيون.
وذكرت ثلاثة مصادر أن عدة جولات من الاجتماعات المباشرة جرت في المنطقة الحدودية بما في ذلك الأراضي الخاضعة لسيطرة إسرائيل.
ولم يصدر بعد أي رد من وزارة الخارجية الإسرائيلية أو المسؤولين السوريين على طلبات للتعليق.
وقال الرئيس السوري أحمد الشرع في وقت سابق من مايو (أيار) الجاري، إن هناك محادثات غير مباشرة مع إسرائيل تهدف إلى تهدئة التوتر، وهو إقرار صريح أعقب تقريراً لـ"رويترز" ذكر أن الإمارات تتوسط في مثل هذه المحادثات.
وتحتل إسرائيل هضبة الجولان السورية منذ حرب عام 1967 واستولت على مزيد من الأراضي في أعقاب إطاحة الأسد في ديسمبر 2024، مشيرة إلى مخاوفها حول الماضي المتطرف للحكام الجدد في سوريا.
ونفذت إسرائيل أيضاً حملة قصف جوي دمرت جزءاً كبيراً من البنية التحتية العسكرية لسوريا فيما كانت تضغط في الوقت ذاته على واشنطن لإبقاء سوريا ضعيفة وغير مستقرة. لكن القصف والانتقادات خفت حدتهما في الأسابيع القليلة الماضية.
وفي 14 مايو الجاري، أدى اجتماع بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والشرع في الرياض إلى تغيير جذري في السياسة الأميركية تجاه سوريا، مما أعطى الحكومة الإسرائيلية اليمينية إشارة للعمل على التوصل إلى تفاهمات مع الشرع.
ووصف مصدر استخباراتي إقليمي تواصل ترمب مع الشرع بأنه جزء محوري من إعادة تنظيم السياسة الأميركية، التي أربكت استراتيجية إسرائيل المتمثلة في استغلال الفوضى في سوريا بعد سقوط الأسد.
تفاهمات أوسع
انحسر التوتر حول السويداء خلال فترة الهدوء النسبي في مايو الجاري بعدما شهدت اشتباكات دامية على مدى أيام بين فصائل درزية مسلحة يحظى بعضها بدعم إسرائيلي ومقاتلين من السنة الشهر الماضي.
وشنت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية في ظل أعمال العنف هذه، كان من بينها غارة جوية خارج القصر الرئاسي مباشرة قالت إنها تحذير للمسؤولين بسبب التهديدات التي يتعرض لها الدروز.
وعلى رغم أن المحادثات المباشرة تركز حالياً على الأمن المشترك، مثل منع الصراع والحد من التوغلات الإسرائيلية داخل القرى الحدودية السورية، قال مصدران إن المحادثات المباشرة قد تساعد في تمهيد الطريق لتفاهمات سياسية أوسع.
وقال المصدر المطلع، "تتعلق هذه المحادثات حالياً بالسلام... وليس بالتطبيع".
وأشار ترمب بعد لقائه مع الشرع إلى أن الرئيس السوري مستعد لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في نهاية المطاف لكن الأمر سيستغرق بعض الوقت.
ولم يعلق الشرع على هذا التصريح، وقال بدلاً من ذلك إنه يؤيد العودة إلى شروط اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1974 الذي أسفر عن إنشاء منطقة عازلة تشرف عليها الأمم المتحدة في هضبة الجولان.
وبذل حكام سوريا الجدد جهوداً لإظهار أنهم لا يشكلون أي تهديد لإسرائيل، والتقوا ممثلين عن الطائفة اليهودية في دمشق وخارجها واعتقلوا عضوين بارزين في حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية التي شاركت في الهجوم الذي قادته حركة "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|