"الريّس" إبراهيم زيدان... ليس "مخزومياً"!
منذ أن تشكّلت لائحة «بيروت بتجمعنا» رسمياً، شاع في الأوساط السياسية البيروتية أن رئيسها إبراهيم زيدان، الذي سمّاه النائب فؤاد مخزومي، محسوب عليه، الأمر الذي سيجعل رئيس «حزب الحوار الوطني» الآمر النّاهي في بلدية العاصمة، وزعيماً يرسم مستقبلها الإنمائي.
لكن «بروفيل» زيدان يوحي بعكس ذلك. الشاب الذي درس الهندسة المدنية في «نورث إيسترن» الأميركية، والمتخصّص في مجال التحديث المُدني، وصاحب عدد من شركات المقاولات في لبنان والدول العربية، والخبير في مجالَي التصميم والصناعة، لا يمكن اختصاره بأنه «محسوب على مخزومي».
صحيح أن صلة القرابة التي تجمع الرجلين (زيدان ابن خال مخزومي) تضعهما أمام أهالي بيروت في الخانة نفسها، إلّا أن الحلقة المُحيطة بـ«الريّس» ترى الأمور بشكلٍ مختلف؛ إذ إن لكل منهما شخصيته وتوجّهاته السياسية. وزيدان، الذي تربّى في منزلٍ ناصري سُرعان ما سافر إلى الكويت، حيث بقي قريباً من أشقائه من والدته من آل العثمان، قبل أن تلحّ عليه والدته بالسفر إلى الولايات المتحدة للتخصّص في مجال الهندسة.
ترابط الأشقاء انسحب أيضاً على الارتباط بلبنان، إذ يُحكى أنّ أشقاءه من والدته الذين يُعدّون من أهم رجال الأعمال الكويتيين وأصحاب نفوذ واسع في الديوان الأميري، باتوا يتردّدون إلى لبنان، واشتروا فيه إضافةً إلى العقارات التي يملكونها، منازل للإقامة الدورية فيها. كما افتتحوا بالتعاون مع شقيقهم إبراهيم مؤسسة خيرية ساهمت في تأمين المساعدات التعليمية والطبية. وقاموا ببناء وترميم العديد من المساجد في أكثر من منطقة.
ثروة زيدان المستمدّة من أشقائه كانت دائماً محطّ أنظار مخزومي الذي صار «مليونيراً» بين ليلةٍ وضحاها، تماماً كما بقيت عيناه مفتوحتين على ابن خاله، مُحاولاً «جرّ رجله» إلى السياسة والتقرّب منه منذ أكثر من 10 سنوات، كي يُصبح وريثه الشرعي.
وهو ما دفعه قبل خمس سنوات إلى تعيينه نائباً تنفيذياً لحزبه، مع العلم أن المقرّبين من مخزومي ينفون أن تكون لزيدان علاقة بحزب النائب البيروتي أو ممارسته لأي عمل. فرئيس البلدية الجديد، وبخلاف مخزومي، رجلٌ هادئ ولا يُفضّل الانغماس في «الوحل السياسي»، كما لا يُحبّذ المواقف المُتشدّدة والعالية النّبرة. ويقول عارفوه عنه إنه «حافظ على قوميته التي اكتسبها من والده المناضل في الاتحاد العمالي العام، حبيب زيدان، كما حافظ على إيمانه بالوحدة الإسلامية من دون تفرقة، وبالعيش المشترك».
احترامه لمخزومي وقربه العائلي منه لم يؤدّيا إلى انصهاره به، بل لطالما كانت لزيدان شخصيته المستقلّة التي ظهرت أكثر خلال تشكيلة لائحة «بيروت بتجمعنا»، إذ يشير بعض الأعضاء إلى أن زيدان «ديمقراطي أكثر من اللازم»، ويُصرُّ دائماً على عدم الاستئثار بالقرارات، وإنّما يأخذها بالتشاور مع جميع الأعضاء.
كلّ ذلك، يشي بإمكانية «فك الارتباط» بين مخزومي وزيدان في نظر «البيارتة»، لاختلاف الرجلين في الأداء والكاريزما. كما ستؤدّي شخصية زيدان حتماً إلى منع تدخّل السياسيين في الشأن البلدي، لصالح الاعتماد على خبراته المهنية، إضافةً إلى وعود تلقّاها من أشقّائه الكويتيين بتمويل مشاريع إنمائية في العاصمة، وتوقيع اتفاقيات توأمة مع الكويت.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|