مفاجأة عن حالته الصحية والنفسية.. هذا ما فعله تعاطي المخدرات بإيلون ماسك
"الحزب" يقلّد نواف سلام "وسام" رفيق الحريري
يُبدي الرئيس نواف سلام صلابة سياسية في مواجهة “حزب الله” تجبّ “ميوعة” أسلافه وتلاعبهم بالمصطلحات، وتعيد لرئاسة الحكومة بعضاً من هيبتها المفقودة، وتعزّز دورها ومكانتها إقليمياً ومحلياً.
لطالما تعامل “الحزب” الذي يدعي صلاحيات “فوق بشرية” مع رئاسة الحكومة من موقع الخصومة حتى ضمن الصفقات التي كان ينسجها لتنسيب المقام السني الأرفع إلى شخصيات حليفة أو “رمادية”، أو على قاعدة المناصفة في المحاصصة: بعبدا لنا والسراي الحكومي لكم. كانت آخر نسخة منها تسوية “سليمان فرنجية – نواف سلام” التي حاول فرضها بالشراكة مع باريس، إلا أن التحولات السياسية قادت إلى إيصال سياديين ومن خارج دائرة ثنائية “المافيا – والميليشيا” للمرة الأولى في “جمهورية الطائف”.
طيلة السنوات الماضية، حرص “الحزب” على كسر شوكة رئاسة الحكومة وتحويل شاغلها إلى “باشكاتب” منزوع الصلاحيات والتأثير، من خلال تطويقها بالأثلاث المعطلة والألغام الوزارية المتفجرة، بما يضمن استمرارية إرث نظام الوصاية، الذي حرص على فرض خصوم رفيق الحريري على طاولة مجلس الوزراء لإغراقه في المناكفات وتقويض برنامجه الطموح.
واليوم، وفي ظل ضيق هامش المناورة ومحدودية الأدوات والحلول التي يمكن الركون إليها للخروج من محنته الوجودية، يسعى “حزب الله” إلى إعادة إنتاج “مناصفته” من جديد، عبر استراتيجية ازدواجية الخطاب التي يتقنها: واحد يتغزل برئيس الجمهورية، وآخر يستعدي رئيس الحكومة، رامياً إلى فتح ثغرة بين الشريكيْن، علّه ينجح في حرف النقاش عن سحب سلاحه نحو استقطاب سني – شيعي.
لذلك سارع إلى تقليد الرئيس سلام “وسام رفيق الحريري”، الذي لطالما صدحت حناجر زُمر “المَوالي” على مدرجات جمهور نادي النجمة بأقذع الشتائم ضدّه، حتى بعدما صار الداعم المالي له. وصْفُ رئيس الحكومة بـ “الصهيوني” عدا عن كونه سلاحاً سياسياً، هو مؤشر يعكس وجود مناخ تحريضي هائل ضده في الأوساط الشعبية الشيعية والممانعة عموماً، ظهر بشكل أوضح في مقدمة أخبار “المنار” الهجومية التي تكذّب بيان التبرّؤ من هتافات الملعب، بمعادلة تشبّه فيها سلام بالرئيس السوري أحمد الشرع، لتقود إلى وصمه بـ المتصهين”.
فوق ذلك، أصرّ أمين عام “الحزب”، نعيم قاسم، على تذكير اللبنانيين بهذا الوسام قبل أن يمنحه بنفسه للرئيس سلام، حينما تعمد إسقاط ذكْر رفيق الحريري ومعه كل رؤساء الحكومات من خطابه عشية “عيد المقاومة والتحرير”، حاصراً “آيات” الشكر بالرئيس سليم الحص، والذي عدا عن كونه رحل عن دنيانا وهو مقتنع بأن بشار الأسد عروبي يسعى لتحرير فلسطين، فإنه كان محروماً من أدوات الحكم إبان حكومته الأخيرة لصالح أجهزة الاستخبارات اللبنانية – السورية وعسَسِها.
لا يعني ذلك تشبيه رئيس الحكومة برفيق الحريري، فهذا ما لا يسعى إليه في الأصل، حيث يتوكّأ سلام على “فائض” مخزونه الثقافي والأكاديمي، وعصارة ما راكمه من تجارب، لبناء نموذج مستقل، بنهج تتمازج فيه صرامة القاضي ومرونة الدبلوماسي، فيظهر صلابة وثباتاً في الخطوط الاستراتيجية الأساسية، ودقة في المصطلحات التي ينتقيها، بما يعيد الأهمية لسلاح الموقف في مواجهة السلاح والعضلات، دون السقوط في بئر التخندق الطائفي والمذهبي، في موازاة مرونة في التفاصيل المحلية.
في الواقع، نجح الرئيس سلام في تجاوز رهبة الانتقال السريع من الحرص على البقاء في الظل وانتقاء لحظات ظهور مدروسة، إلى صيرورته أمام المجهر بكل التفاصيل من ناحية مواقفه وصورته وردود فعله وكيفية تعامله مع المشهد العام.
منذ البداية تقدّم خطوة على “حزب الله ” حينما أصرّ على إشراكه في الحكومة برفقة شريكه “أمل”، للحؤول دون توظيف “فائض” نفوذهما في إنتاج معارضة تكبّل حكومته الناشئة، ولتوريطهما في تبنّي بيان وزاري يشكل وثيقة رسمية يستند إليها في وحدة سلاح الدولة وقرارها.
بنى سلام توازناً حكومياً جعل “القوات” في مواجهة “الثنائي الشيعي”، بموازاة توازنات تحت عباءة رئاسة الحكومة، تفسح المجال أمام جبهات الضغط الفاعلة “اللوبينغ”، والطاقات الشبابية الواعدة المتوثبة للخروج من إسار الكلاسيكيين، من أجل المشاركة في عملية صنع القرار وآلياته، وضخّ دمٍ جديد في أوردة النظام، مع الحرص على عدم تهميش الفئة الأخيرة، بل تخفيف تأثيرها تدريجياً، بما يؤسّس لتغيير سلس في قواعد اللعبة السياسية مستقبلاً.
بيد أن الإرباك الناجم عن الانتقال السالف ذكره حال دون تظهير هذا النهج المدروس، وجعل رئاسة الحكومة عرضة لسهام نقد هائل راح يتبدّد على وقع خطاب واضح الأسس والأهداف، يحظى بدعم عربي صلب ومتراكم يعينه على مواجهة تحديات الانتقال من الموقف إلى الفعل، وترجمة السياسات إلى آليات تنفيذية وتعيينات قادرة على ترميم مشروع الدولة، والحصول على مزيد من الأوسمة.
سامر زريق - نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|