الصحافة

أورتاغوس والفرصة الأخيرة: Take it or leave it

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بين تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن إمكان الاقتراب من اتّفاق مع إيران في الأسبوعين المقبلين، وتصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن استمراره في حربه على “الحزب”، لا يزال لبنان في منتصف الطريق يراهن على “ما يجب أن لا يراهن عليه”.


ترامب الذي قال بوضوح إنّه سيصل إلى النتيجة التي يريدها بالمفاوضات أو بالعنف، يضع في أولويّاته  إيران، السعودية وسوريا. أمّا لبنان فقد سبق أن تخلّف عن قطار واشنطن، على الرغم من كلّ مساعي الالتحاق، إن حصل.

ماذا يعني هذا الكلام وكيف سينعكس مباشرة على لبنان في الأيّام المقبلة؟

الجواب تحمله الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس التي ستصل لبنان في الأيّام القليلة المقبلة بعدما أرجأت زيارتها الأسبوع الماضي، واضعة المسؤولين اللبنانيين أمام سلّة متكاملة وخيار من اثنين: take it or leave it. وبعدئذٍ لكلّ حادث حديث.

برّي بين عون وسلام

في كواليس الدبلوماسية الأميركية، لم يكن اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية جوزف عون بوفد “الحزب” على قدر تطلّعات واشنطن، وإن كان الرئيس قد عبّر أمام الوفد عن الحاجة إلى التقدّم في مسار حصر السلاح، إلّا أنّ “الحزب” لم يتلقّف المبادرة. فكان تصريح رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، بحسب المصادر الدبلوماسية الغربية، الأميركية والأوروبية، تأكيداً لرفض “الحزب” التزام جدول زمنيّ لتسليم السلاح، وعدم رغبته تسليمه شمال الليطاني. وهذا ما يعدّ، في مفهوم القوى الدولية، ليست الغربية فقط إنّما الخليجية أيضاً، خرقاً لاتّفاق وقف إطلاق النار. وعليه سيتحمّل لبنان مجتمِعاً تداعيات هذا المسار.


مقابل مشهد قصر بعبدا وتصريح رعد وعدم صدور بيان توضيحيّ من القصر الجمهوري، وجد كلام رئيس الحكومة نوّاف سلام صداه في العواصم الدولية المعنيّة بالملفّ اللبناني، على اعتباره “جزءاً من خطاب القسم والبيان الوزاري ومشروع لبنان الجديد”، كما يصفه المعنيّون.

بين عون وسلام، يبدو الرئيس نبيه برّي منتظراً للزائرة الأميركية التي “تعوّل على دوره” في المرحلة المقبلة بنسبة قد تفوق تعويلها على الآخرين.

أورتاغوس في بيروت: الفرصة الأخيرة

بناء على هذا المعطى، تصل أورتاغوس في الأيّام المقبلة إلى بيروت ومعها سلّة متكاملة من الملفّات جرى إعدادها لتكون خريطة طريق نهوض لبنان، سبق ذكرها في “أساس”، وأبرزها مشاريع حلول جذريّة لملفّ السوريّين والفلسطينيّين، الإصلاح والإعمار والحدود والسلاح والسلام.

في معلومات “أساس” أنّ أورتاغوس ستضع لبنان أمام “مسؤوليّته التاريخية” عن المضيّ قدماً نحو إنجاز الحلول جذريّاً وسريعاً جدّاً، ذلك لأنّ أنصاف الحلول لم تعُد تلبّي مطالب إدارة ترامب التي تسعى إلى الانتهاء من العمل على استقرار المنطقة في الأشهر المقبلة. واللافت في زيارة أورتاغوس أنّ ما ستحمله لن يكون مقترحاً أميركيّاً فقط، بل هو محصّن بضوء أخضر خليجيّ جامع. فإمّا ينفّذ لبنان، وإمّا يُترك لمصيره. ومصيره هذا سيكون بيد إسرائيل، تماماً كما حصل بعد زيارة آموس هوكستين الأخيرة لبيروت.


مفاوضات الأسبوعين: هل ينجو لبنان؟

بين الأسبوعين اللذين وضعهما ترامب لانتهاء المفاوضات، وبين التصعيد الإسرائيلي تجاه لبنان الذي يضعه نتنياهو أولويّة، أيّام دقيقة سيخوضها المسؤولون اللبنانيون. في زيارتها الثانية، حذّرت أورتاغوس اللبنانيين من انتظار نتيجة المفاوضات الأميركية الإيرانية لأنّ لبنان منفصل عنها تماماً. والمسار الذي وُضع من أجل لبنان مستقلّ عن أيّ تفاوض بين طهران وواشنطن.

على الرغم من قولها هذا بوضوح، لا يزال لبنان معلّقاً في خارطة طريقه المقبلة بالمفاوضات الجارية. وبينما “الحزب” يحاول كسب الوقت بانتظار أيّ متغيّرات مقبلة، تؤكّد مصادر دبلوماسية غربية وعربيّة أنّ النصائح التي تصل إلى المسؤولين تدعوهم إلى فكّ ارتباط البلد بالإقليم لأنّ نتائجه حتميّة.

عليه، بين ضيق الوقت الذي وضعه ترامب واحتمال ظهور موقف إيراني واضح من نفوذ طهران في المنطقة، وبين المساعي التي تبذل لتجنّب أيّ تصعيد إسرائيلي على لبنان والذهاب إلى حصريّة السلاح، ستحصل زيارة أورتاغوس التي ستتّسم بوضوح تامّ سبق أن مهّدت له المبعوثة الأميركية في كلّ تصريحاتها السابقة، منذ مشاركتها في منتدى الدوحة حتّى اليوم.

المصدر: أساس ميديا
الكاتب: جوزفين ديب

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا