إيهاب حمادة من بعلبك: انتظروا رسائلنا القادمة
اعتبر عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب الدكتور إيهاب حمادة أن "البعض في لبنان يحترف اللفظ ولا علاقة له بالفعل، لذلك لا نحمل عناء الرد، لانه يتحرك من موقع الكيد والضعف والهامشية".
جاء ذلك خلال احتفال تكريم عوائل الشهداء في مدرسة المهدي في مدينة بعلبك، بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، بحضور فاعليات تربوية وثقافية ودينية واجتماعية.
وقال حمادة: "هذه المؤسسة التي أشار إليها القائد شهيد الأمة بالبنان، ووضع أمامه هدفا أن يدخل فلسطين، وأن يسكب روحه في سبيل ما يحمل من عقيدة وأهداف، ولذلك لا بد ان اتوجه ابتداء لما يقوله البعض من الداخل لأن حديثه ممتد من خلال مداد الشهداء في الميادين، لإنه يعرف حدود هذه الشخصية وابعادها شكلت له عبئا ثقيلا حفرت في المرحلة السابقة، وستحفر في المرحلة اللاحقة. ما سمعته من أحد اقزام السياسة والهامشيين عند قراءتنا في كتاب الكرامة والرجولة، وكان لا بد من هذه الملحوظة في يوم تكريم الشهداء.. بكل محبة نقول ان هذه المؤسسة اتسعت وتتسع لتكون على جغرافيا لبنان كاملا من أقصاه إلى أقصاه، كما ستبني صروحا جديدة. ثانيا هذا المنهج الذي اعتمدته هذه المؤسسة وأخواتها في تنشئة هذا الجيل هي إحدى المؤسسات التي صنعت لك وجودك وحمت لبنانك الذي تدعي الإنتماء إليه، واعادت لك ماء الوجه الذي اهرقه أمثالك، وحمت لك هذا الوطن، وستبقى هذه المؤسسة على قلبك تنمو وتكبر وتبني وتتطور على مستوى التقدم والتكنولوجيا بالتوازي مع الأخلاق والدين والعقيدة، لأننا نحن الشرفاء حين عز الشرف، فهرول البعض للتطبيع، وكن على ثقة ان هؤلاء لا ينتمون إليك، ولا تنتمي لهم، بل تنتمي الى ذلك العدو، فأنت لم تحرك ساكنا في سبيل هذا الوطن".
وتابع: "بهذه المؤسسة نبني الرجال ونعلم ديننا السمح والعقيدة والإنتماء إلى محمد وآله، وأقول لك ولغيرك اننا في هذه اللحظة نكرم عوائل الشهداء من الهيئتين الإدارية والتعليمية وأولياء الأمور، ولكي تفهم لا بد ان تدخل إلى العمق حتى تعرف من تخاطب.. هذه المجموعة والثلة هي التي حمتك وجعلتك موجودا حتى في موقعك في الشمال".
وتوجه بالشكر والامتنان إلى "عوائل الشهداء لاسيما الأمهات، فاذا تركنا القلب يتكلم حيث اللسان عاجز عن التعبير. لا يمكن مقاربة تلك الشخصية العظيمة لأم أو زوجة أو أخت الشهيد. ما نقوله ان الله سبحانه أعد ما أعد من مقام ومرتبة لهؤلاء الشهداء، ففي الآية القرآنية حسب ما عرض في التفسير ان الشهداء يطلبون من الله الرجوع إلى الدنيا أولا ليقولوا لأهاليهم عن مقامهم في الجنة والنعم التي هم فيها، والله يوحي ان هذا الموضوع أنا أتولاه، ويعبر أنه يطلع عليهم كل صباح، ويسألهم ما تريدون ما ينقصكم والطلب الدائم للشهداء هو ان يعودوا الى الدنيا ليستشهدوا في سبيله مرة اخرى. والقرآن الكريم لم يتحدث عن حياة الأفراد في الدنيا، أما الشهداء هناك نهي بالقول عنهم أموات وتأكيد عدم حسبانهم كأموات، وذلك ورد في عدة آيات، ويحدثنا في مورد آخر بأنهم يرزقون وهي خصوصية دنيوية وليست أخروية، وهذا شاهد آخر على حياتهم ووجودهم وأنسهم لعوائلهم في هذه الدنيا".
وأضاف: "في كربلاء ولم تكن الرسالة عمرها سنوات انجبت 72 شهيدا وكانوا ما زالوا متصلين مع النبي، أما في لبنان اليوم هناك نماذج حسينين وكربلائيين بالآلاف، ولقد قدمت مدارس المهدي من شهداء الخريجين والمعلمين، منهم معلم فيزياء في المدرسة وفي الميدان قام بواجبه، هؤلاء من يحملون رسالة العلم، كل شهيد هو مدرسة. أحد الشهداء تبرع بأعضاء جسده قبيل شهادته وهي قصة معروفة. بعد 12 ساعة يقول الطبيب: الشهيد هو الذي كان يحكمنا وليس نحن من نحكمه... هذا الجسد بعد شهادته وهب الحياة لآخرين هذا النموذج في الإيثار ونفي الذات وإلغاء الأنا، كان الحب لله والفناء في حبه طمعا في لقائه، هذا المعنى الأخلاقي العرفاني العميق، هذه نماذج مدارس المقاومة. هذه الأمة التي فيها هذه النماذج من الشهداء وهذه العوائل لا يمكن أن تُهزم".
وأردف: "نحن أقوياء ثابتون، وهذه المقاومة مستمرة قوية وثابتة، وإن رسائلنا إلى القوم بدأت منذ تشييع القادة إلى الرسالة الاخيرة بنتائج الانتخابات، حيث هناك لجان تدرس سنخية الناس وبيئة المقاومة، مع كل الضغوط هؤلاء توجهوا للاقتراع للمقاومة مع كل الحرمان الذي يعيشونه، ولينتظروا رسائلنا التالية".
وختم حمادة: "البعض في لبنان يحترف اللفظ ولا علاقة له بالفعل، لذلك لا نحمل عناء الرد لانه يتحرك من موقع الكيد والضعف والهامشية. كل عام وأنتم بألف خير لمناسبة عيد المقاومة والتحرير، وهذا العيد الذي نحتفل به سينمو ويكبر ليكون على مستوى أمة".
افتُتح الحفل بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم، للشيخ المقرئ الدّولي محمد علي أمهز نُسجت منها بدايات روحية، تلامس القلوب وتبعث الطمأنينة في النفوس، وكأنها دعاءٌ يعلو ليرافق أرواح الشهداء في عليائها.
ثم تقدّم أبناء السعداء في موكب مهيب يحمل في كل خطوة معنى الانتصار، مرورهم أمام الحضور كان كرمزٍ للأمل المتجدد في بناء الوطن، يحملون على عاتقهم مسؤولية السير على درب من سبقهم من السعداء.
وألقى مدير الثانوية محمود قصاص كلمة وجدانية عن معاني الشهادة، معبرا عن "فخر المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم بتكريم دفعة من العوائل في حضرة من قدّموا أبناءهم للوطن، وهذه الذكرى ستبقى حيّة في وجداننا، ونحن نسير على دربهم بحب وعزم".
وتحدثت المربية منى رعد باسم عوائل الشهداء عن مزايا ابنها الشهيد علي رضا حسان رعد خريج ثانوية المهدي بعلبك، بكلمات ممزوجة بالحزن والفخر، مؤكدا أن "الشهادة ليست فقدًا للأحبة فقط، بل رسالة وعهد لا يموت".
وأشاد ممثل "مؤسسة الشهيد" المسؤول التعليمي في المؤسسة الشيخ بلال الحاج حسين بصمود العوائل وتضحياتهم، مشددا على "استمرار الدعم والرعاية لعوائل الشهداء، فهم أيقونات الكرامة والوطنية".
وأدّى طلاب نشيدًا وجدانيًّا من وحي المناسبة، حمل كلمات مؤثرة عن "التضحية، والوفاء، وحب الوطن."
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|