محليات

رسائل متضاربة من ظهور "لواء أحمد الأسير" من طرابلس..."لعبة ولاد صغار" أم جرس إنذار؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بين تفسيرات نارية وتهديد بعودة الحرب الاهلية على خلفية ظهور فصيل مسلح تحت مسمّى "لواء أحمد الأسير" في مقطع فيديو قيل إنه انطلق من عاصمة الشمال طرابلس، وأخرى غير مبالية ومجرد "لعبة ولاد صغار"، توجهت الأنظار نحو الشمال اللبناني في ما يبدو أنها واحدة من محاولات اللعب بالأمن اللبناني.

في مقطع الفيديو الذي أثار صدمة وجدلا واسعا تظهر عناصر ملثمة تابعة للتنظيم  تُطلق تهديدات مباشرة ضد طوائف لبنانية محددة، إلى جانب إعلان نية استهداف السفارة الأميركية في لبنان. ويتلو أحدهم بيانًا ناريًا يهاجم فيه ما وصفه بـ"العملاء"، ويهاجم اللاجئين السوريين الموالين لنظام الأسد، كما توعد بردّ مسلّح على من أسماهم بـ"الخونة وأعداء الله".

وبغض النظر عن خطورة الحدث وارتباط إسم الفصيل بالمحكوم عليه في أحداث عبرا عام 2013 أحمد الأسير وانطلاق التنظيم الذي يحمل إسمه من طرابلس، ثمة علامة حول محاولة التمايز عن بقية الجماعات الجهادية التي أراد التنظيم إظهارها من خلال تقديم نفسه كـ"مظلة جديدة للمهمّشين والمستضعفين"، لكنه في الواقع يعيد تدوير خطاب طائفي معروف، ويعيد شبح الحرب الأهلية، خصوصاُ أن تصريحاته تتقاطع مع تهديد مباشر لمقار دبلوماسية أجنبية، في سابقة خطيرة قد تُجر البلاد إلى مواجهة مع المجتمع الدولي.

وعلى رغم مرور حوالى الأسبوع على ظهور مقطع الفيديو إلا أن موقفاً رسميا أو طرابلسياً لم يصدر، وبقيت ردود الفعل تتأرجح بين القلق من خلفيات صدور بيان مماثل في هذه اللحظة المفصلية والسخرية واللامبالاة من جهة أخرى.

الكاتب السياسي والخبير في شؤون الحركات الإسلامية احمد الأيوبي يؤكد أن الفيديو هو من "إنتاج مجموعة العمل المشترك بين فلول نظام الأسد وحزب الله، ولا علاقة للشيخ احمد الأسير به ولم يُصوَّر في طرابلس ".

ويكشف الأيوبي لـ"المركزية" عن معلومات تفيد "بضلوع رامي مخلوف من خلال تمويله غرفة عمليات تعمل على إثارة الفتنة بين الطوائف وعلى إعادة نغمة الأقليات العلوية والشيعية والمسيحية ضمناً، والأكثرية وتضم السنة ووسمهم بصفة الإرهاب".  

النقطة الثانية التي يتوقف عندها الأيوبي هي استغلال قضية أحمد الأسير التي عادت إلى الواجهة في الأشهر الماضية ولاقت تعاطفاً كبيراً من مرجعيات سياسية وروحية "،وهذا  الأمر أزعج حتما حزب الله، إذ شعر بأن هناك أفق حل لهذه القضية فعمل على فبركة هذا الفيديو واللعب على وتر الفتنة الطائفية".

ولا يستغرب الأيوبي الصمت الرسمي ازاء هذا الفيديو المصطنع بحسب تعبيره والذي يصفه "بلعبة ولاد صغار"، مستنداً بذلك الى أعمار الملثمين ولغتهم. ويختم مكتفيا بالقول"لا يستحق هذا الفيلم المفبرك في غرفة عمليات رامي مخلوف وحزب الله الرد".

 تزامن ظهور مقطع الفيديو مع الكلام الجدي عن نزع سلاح المخيمات عقب زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لبنان والضغط الأميركي والدولي على لبنان للإلتزام بتطبيق القرار 1701 ونزع سلاح حزب الله ساهم في تفاعل الشارع اللبناني، بحيث رأى البعض أن غياب الدولة وانقسام مؤسساتها يوفر بيئة مثالية لعودة المسلحين والميليشيات.

الباحث في القضايا السياسية والأمنية خالد زين الدين يعتبر أن هناك "قوى إقليمية تعمل على الضغط لعدم تسليم سلاح المخيمات وتحويلها إلى قنبلة موقوتة لإشعال الوضع الداخلي وذلك بعلم من حزب الله الذي يعمل على تفعيل هذا الشيء".

وعن خلفية ظهور "لواء أحمد الأسير" من طرابلس في هذه اللحظة، يوضح لـ"المركزية" أن "المسألة تحمل في طياتها ثلاث رسائل معطوفة على جملة تساؤلات. الأولى أن تكون من صانعي القرار الشمالي والنافذين إلى رئيس الحكومة نواف سلام خصوصاً بعد زيارته إلى الشمال للتأكيد على وجود خطوط حمراء ولا يجوز لأي كان تخطّيها. وبذلك يكفل المصطادون في الماء العكر بأن تبقى الحدود سائبة وعمليات التهريب تسير من دون حسيب أو رقيب وأن طرابلس لن تخرج عن العباءة التقليدية لأصحاب النفوذ".

الرسالة الثانية موجهة إلى الولايات المتحدة الأميركية ومفادها أن العداء والسلاح غير محصورين بفئة معينة. وفي السياق، يشير زين الدين إلى " أن ظهور لواء أحمد الأسير من معقل الإسلاميين السنّة في طرابلس وليس من صيدا مسقط رأسه، يرسم أكثر من علامة استفهام وقد تكون رسالة إقليمية مكتوبة بأيادٍ داخلية لإفهام أميركا أن العداء والسلاح غير محصور بفئة إيديولوجية معينة .أيضا قد تكون رسالة لتحريك جبهة الشمال، وقد أتت هذه الحركة بعد عودة تنظيم "داعش" إلى الساحة السورية وتنفيذه عمليات ضد الإدارة الجديدة، إضافة إلى تكثيف الضربات الإسرائيلية على الساحل السوري المتداخل جغرافيا مع الشمال اللبناني. وهذا يؤشر إلى بداية تقاسم النفوذ التركي –الإسرائيلي فيكون الشمال اللبناني من ضمن الحصة التركية الجيوسياسية، خصوصا بعد تكثيف الجهود الخدماتية التركية في عكار والشمال.

الرسالة الثالثة التي يرسم حولها زين الدين مجموعة أسئلة تتمحور حول تزامن ظهور حركة "لواء أحمد الأسير" مع زيارة محمود عباس إلى لبنان وتصعيد الفصائل الفلسطينية بعدم تسليم سلاح المخيمات وتكثيف الضغوطات الدولية على سلاح المخيمات وحزب الله مما يوحي للمجتمع الدولي والإقليمي بأن السلاح السني موجود كما السلاح الشيعي وهناك عدم رضى بالتقارب الإسرائيلي –العربي الحاصل في المنطقة".

ويختم "هناك محاولات حثيثة لتفجير الوضع الداخلي لإبعاد الأنظار عن سلاح حزب الله والمخيمات الفلسطينية. والمطلوب التكاتف الداخلي وتطبيق القرارات الدولية لتفادي الدخول في مرحلة لا يعود ينفع فيها الندم". 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا