محليات

المعارضة الشيعية لـ"الثنائي".. ظاهرة صحية!!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ان التفرد بقرار وسياسة وواقع ومستقبل فئة من اللبنانيين وتحميلها التداعيات والنتائج، أَسَّسَ لانفصام وانفصال وانقسام في العلاقة بين هذه البيئة وباقي اللبنانيين.. خاصةً مع إطلاق مواقف سياسية مباشرة من قادة الثنائي، وأخرى غير مباشرة من إعلاميين وسياسيين مرتبطين بالثنائي، ومنها تحميل لبنان كل لبنان والعالم العربي مسؤولية الإعمار والترميم والتعويض، وإبعاد النظر عن فكرة محاسبة أو مساءلة من اتخذ القرار والتنفيذ، وتجهيل والتغافل عن الدور الإيراني والقرار الإيراني والتوجيه الإيراني لكل ما حدث وما يزال يحدث، وانفجار جهاز (البيجر) بيد السفير الإيراني (أماني) يؤكد الارتباط بين ما جرى ويجري بين قيادة الثنائي والإدارة الإيرانية لما يحدث على الأراضي اللبنانية.. وهذا ما سبق أن أكده الأمين العام الراحل نصرالله حين تحدث في مقابلة تلفزيونية عن طلب قاسم سليماني من حزب الله إرسال 120 قياديًا من حزب الله إلى العراق للمشاركة في قتال الشعب العراقي.. مما يؤكد ارتباط حزب الله وقيادته بأوامر الإدارة الإيرانية بشكلٍ كامل والخضوع لطلباتها دون تردد..؟؟

هيمنة الثنائي الشيعي في الانتخابات البلدية

ومع إصرار الثنائي الشيعي على مواصلة التفرد بالقرار والنهج، وترسيخ هذا المفهوم والسلوك، بالضغط السياسي والعائلي والحزبي وغيرها من الوسائل.. للحصول على تزكية انتخابية في معركة البلديات الأخيرة، في مختلف المناطق التي تهيمن فيها ميليشيات هذا الثنائي.. كل هذا أدى بل ودفع إلى ظهور حالة من التساؤل في أوساط هذه البيئة الشيعية للتساؤل بوضوح وصراحة.. إلى أين..؟؟؟

محاولات التغيير في الخطاب الإعلامي

حاول الثنائي، بقرارٍ اتخذته قيادته على مستوى عالٍ، الطلب من الإعلاميين المرتبطين به، بإضفاء وإعطاء لقب “الثنائي الوطني”، بدل “الثنائي الشيعي”، للتخفيف من حالة الارتباط المذهبي، ولكن الألقاب والأوصاف لا يتم إسقاطها إسقاطًا، بل هي خلاصة مسار سياسي ومواقف سياسية ونهج يتجاوز الطائفة والمذهب والبيئة، وهذا ما لم نلحظه مطلقًا، سواء على مستوى شكل ومضمون أداء القيادة، والتأييد الأعمى لها من مرجعيات دينية أساسية، مما جعل دور الثنائي مرتبطًا بل ويحظى بغطاء ديني من مرجعيات دورها احتضان الجميع من أبناء البيئة والمذهب وليس حزبًا أو فريقًا فقط.. إلى جانب أن من مهامها حفظ وحدة الوطن المتعدد الأديان والثقافات والانتماءات..!!

لذلك فإن عنوان “الثنائي الشيعي” سوف يبقى راسخًا على جبين هذا الثنائي، مهما حاول التذاكي والمداورة، ومحاولة إعطاء نفسه عناوين ومسميات مختلفة.. (محور المقاومة، محور الممانعة، أو الثنائي الوطني)…!! ومهما تقدم إعلاميون مرتبطون على شاشات التلفزيون بتقديم هذه الأوصاف والتفسيرات والتسميات..!!

التحالفات المتناقضة وازدواجية الخطاب

لذلك، وبناءً على مشهدية التفرد بالقرار ومصير طائفة وبيئة ووطن، ورسم العلاقات بين هذه البيئة مع سائر المكونات اللبنانية، بالطريقة التي يراها مناسبة له، وهذا ما لمسناه في انتخابات بلدية بيروت، حيث تحالف الثنائي الشيعي مع حزب القوات اللبنانية، التي أفاض واستفاض في اتهامها بالعمالة والصهينة، وإذا ببيئة الثنائي الشيعي تنتخب مرشحي حزب القوات اللبنانية بالتكليف الشرعي، وتباهى بري بأن فريقه قد أعطى اللائحة 18000 صوتًا.. مما يعني أن علاقة هذه البيئة بالآخرين خاضعة لمزاج الثنائي ومصالحه التي قد تقود إلى المواجهة، أو إلى التحالف.. دون مبررات.. أو تبرير منطقي ومقنع..!!

بروز حراك شيعي معارض

من هنا، برزت على الساحة الشيعية حالة جديدة من الاعتراض تقوم على الرفض المنطقي والمنهجي لإسقاط الأحكام والقرارات والمواقف على جمهور الشيعة في لبنان بما يتناسب مع مصلحة المحور أو الحزب أو الحركة، ورسم علاقات البيئة الشيعية مع الآخرين بما يخدم مصالح السياسيين والتابعين للثنائي حصراً.. والبداية كانت مع حركة “تحرر” التي تم إطلاقها منذ حوالي العام.. مع الدكتور علي خليفة، والدكتور هادي مراد وآخرين، ثم كان ومنذ أيام انعقاد (لقاء اللبنانيين الشيعة – وثيقة نحو 2030).. الذي تم التحضير له بعناية وضم أكثر من مئة شخصية شيعية من المثقفين والناشطين وليس من المعممين.. للتعبير عن الرفض بشكلٍ علني للهيمنة والاستئثار والتفرد بالقرار الشيعي، وللقول بأن الطائفة الشيعية هي جزء أساسي من المكونات اللبنانية، وأن دورها وحضورها يجب أن يكون تحت سقف الدستور اللبناني، وأن الطائفة لديها الكثير من الكفاءات والقدرات، لتقدم نفسها للآخرين بروحٍ وطنية.. كما لتقول إنها ترفض أن يتحدث باسمها رجال سياسة وإعلام يغطون شاشات التلفزيون والمواقع الإلكترونية والمواقع الاجتماعية للدفاع عن الثنائي ونهجه وتبرير مواقفه وسياساته..

كما للقول بوضوح إن الاختلاف في وجهات النظر هو ظاهرة صحية تحمي الطائفة كما الوطن من الانقسام والمواجهة والصراع، وإن الاختلاف والخلاف لأسباب سياسية وبشكلٍ حضاري، دون الاحتكام للسلاح والتهديد والتهويل والابتزاز والتخوين، يؤدي إلى بروز شخصيات سياسية وفكرية ورجال دين يحملون أفكارًا مختلفة ووجهات نظر متقدمة..

الاحتكام للدستور والعودة إلى التعددية

إن الإصرار على احتكار القرار وفرض الشروط على الطائفة كما على اللبنانيين، وخوض مغامرات غير محسوبة وغير مدروسة، سوف يؤدي إلى مزيد من العزلة والانقسام والتراجع، وصولًا إلى حالة من التخلف الفكري.. وبالتالي الابتعاد عن مواكبة التطورات التي تجري في بلادنا كما في محيطها..

إن العودة إلى التعددية، والاحتكام إلى الدستور نصًا وروحًا، واحترام أفكار الآخرين وتفهُّم ثقافتهم ورؤيتهم السياسية كما الفكرية، هو المدخل الحقيقي للخروج من دوامة التراجع والانخراط في صراعات داخلية وخارجية.. وخروج المقامات الدينية من التراشق السياسي يحمي الوطن من الانقسام والتشرذم..

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا