الصحافة

عتب في لقاء الـ45 دقيقة ... سلام يستحضر الهتافات والحزب يردّ : النجمة لا العهد!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

هبة ساخنة تقابلها هبة باردة...هكذا تسير البلاد هذه الايام ، فجبهات التسخين السياسي التي كانت بلغت قمتها مع كلام رئيس الحكومة نواف سلام الاخير، بان "عصر تصدير الثورة الايرانية انتهى"، ‏واعلانه من الامارات "اننا سنتحرر من ثنائية السلاح، التي كانت تؤدي إلى ثنائية القرار وضياع مشروع الدولة"، زاد طينها بلة تعليق رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد "باننا لن نرد حفاظا على ما تبقى من ود مع سلام"، كما رد رئيس مجلس النواب بالقول "بيسخن بنسخن وبيبرد بنبرد"، قبل ان يأتي لقاء عين التينة بين سلام وبري ليرطب الاجواء، ويوضح رئيس الحكومة حقيقة مواقفه ، لاسيما من السلام مع "اسرائيل" والتي تم اجتزاؤها ، ويمرر رسالة ايجابية تجاه حزب الله بان الود دائما موجود، مبديا ترحيبه بالحزب سواء في السراي او حتى في منزله.

رسالة سلام الايجابية، سارع حزب الله الى تلقفها بالايجابية نفسها وزيادة، اذ بادر في اليوم التالي لطلب موعد للقاء سلام وهكذا كان ، فانعقد لقاء ال 45 دقيقية بين وفد من حزب الله برئاسة الحاج محمد رعد مع رئيس الحكومة في السراي، ليعلن بعده رعد ان الحزب لا يضمر إلا الود، "ونحن حريصون على التوافق وعالجنا في الجلسة الكثير من القضايا"، مشيرا الى ان "موضوع السلاح يبحث بطريقة موضوعية تحفظ مصلحة البلد في التصدي لكلّ عدوان إسرائيلي".

هي عناوين عريضة تكشف مصادر مطلعة على جو اللقاء، حيث تم الغوص ببعض تفاصيلها، فيما ترك البعض الآخر بخطوطه العامة. وفي هذا السياق تؤكد المصادر بان اللقاء اتسم بالايجابية، واستهل بعتب متبادل، لكنه انتهى بضحكة على امل استمرار التعاون.

العتب بدأ بحسب المعلومات من جانب رئيس الحكومة، الذي استرجع الهتافات التي خرجت ضده في المدينة الرياضية، واصفة اياه بالصهيوني" فبادر للقول : "معقول ان يهتف ضدي بهذه الطريقة"؟ فرد وفد الحزب شارحا بانه اصدر بيانا في حينه ، وقال لسلام : "هذا جمهور فريق النجمة لا العهد"، في اشارة الى ان فريق العهد محسوب على حزب الله لا النجمة.

وبعد تخطي نقطة العتاب ، تم الغوص بحسب المصادر بملفات عدة على رأسها عملية اعادة الاعمار، التي تشكل الهاجس الاكبر لدى حزب الله، فاتى رد سلام بان الحكومة تعمل على هذا الموضوع عبر حقوق السحب الخاصة ال SDR، كما عبر التفاوض مع صندوق النقد والبنك الدولي، وقال سلام في هذا الاطار: "تمكنا من تحصيل 250 مليون دولار من البنك الدولي، ومن فرنسا 75 مليون"، مؤكدا ان "مؤتمرا للجهات المانحة سيعقد بعد عيد الاضحى في العاشر من الشهر ، لنشوف شو ممكن نحصّل بعد". كما شرح بالتفصيل بان ملف اعادة الاعمار تندرج ضمنه 3 بنود : اولها الاجراءات القانونية والتشريعية المطلوبة، وثانيها البنى التحتية، وثالثها البيوت الجاهزة.

وبحسب المعلومات فقد تم تفنيد كل بند ، اذ اشار سلام الى انه "في الشق الاول حوّلت الحكومة القوانين المتعلقة بتنظيم اعادة البناء والاجراءات الادارية الى مجلس النواب ، وفي الشق الثاني اي البنى التحتية تتفاوض الحكومة مع البنك الدولي وهي ستسعى لتأمين مليار دولار، اما في الشق الثالث وهذا الاساس اي البيوت الجاهزة، فهنا كان سلام صريحا اذ قال : "لا اموال بعد، وهذا يتطلب هبات سنعمل على محاولة تأمينها".

وقد شرح حزب الله وجهة نظره، مطلعا سلام بالارقام على المسوحات التي اجراها الحزب وحجم الاضرار كما التكلفة، فلفت الى وجود قرابة ٧٠٠٠ عائلة في الضاحية بيوتها مدمرة جزئيا ، ويمكن بمبلغ 37 مليون دولار ان تعود هذه العائلات لمنازلها، لاسيما ان حجم التعويضات للوحدة السكنية كان بلغ حدود 40 الف دولار في عام 2006  بعد حرب تموز، اما اليوم فيمكن تسهيل عودة هذه العائلات ب 37 مليون. واللافت بحسب المصادر ان سلام تفاجأ بهذه الارقام، اذ لم تكن لديه احاطة بهذه الصورة، فبادر الى طلب تزويده بهذا المسح، مؤكدا انه سيتابع الموضوع.

عندها اقترح وفد الحزب عليه تشكيل لجنة تضم مجلس الجنوب وهيئة الاغاثة كما الانماء والاعمار وجهات تمثل الطرفين، لمتابعة الملف لاسيما ان هكذا خطوة من شأنها ان تعطي نوعا من التطمينات للاهالي.

اما في موضوع السلاح الذي يشكل النقطة الاكثر حساسية، فتكشف المعلومات بان الحزب بادر الى الاشارة الى ان طرح موضوع السلاح بهذه الطريقة، وفي وقت لا يزال فيه احتلال للاراضي اللبنانية، لا يؤدي الا الى التوتر ويخلق سجالات نحن بغنى عنها، لاننا حريصون على التهدئة. فرد سلام بانه حريص ايضا على معالجة الامور، مؤكدا ان هذا الموضوع يثيره مع كل موفد خارجي، حيث يحرص على التأكيد بان لا فائدة من بقاء "اسرائيل" في التلال ال5 التي تحتلها ، لاسيما ان لا قيمة لها لا استراتيجيا ولا عسكريا، في ظل التفوق التكنولوجي الهائل ، مؤكدا ان اتصالات الحكومة مع الخارج متواصلة في هذا الاطار.

يبقى التعاون الذي يصر حزب الله على ابدائه كما ترجمته على ارض الواقع في كل استحقاق ، اذ تكشف المصادر بان الحزب جدد التأكيد على مسمع سلام، بانه يريد التعاون بمختلف الملفات، وهو جزء اساسي في هذا التعاون الذي حصل منذ انتخابات رئاسة الجمهورية الى كل الاستحقاقات التي حصلت ، كما اشار وفد حزب الله الى ان الحزب لا يتعاطى باية كيدية على الطاولة الحكومية ، وهو لا يتعاطى مع الوزراء المحسوبين على سلام في الحكومة بخلفية سياسية، انما الحكم هو على الاداء الوزاري. وقد اختتم اللقاء بالاتفاق على استمرار التواصل كما التعاون.

لا شك ان اللقاء بتوقيته الحساس سياسيا، يعكس اهمية من حيث الشكل، اذ يظهر حرص الحزب على تخطي الخلافات مهما بلغ سقفها، وحفظ "ما تبقى من ود" مع الرئاسة الثالثة، كما يظهر حرص سلام على عدم كسرة الجرة نهائيا مع حزب الله ، لكن في الحقيقة انه مهما حصل من لقاءات وتصريحات مبررة او موضّحة، فالعلاقة بين سلام والثنائي الشيعي ليست على ما يرام، فالجرة ولو لم تنكسر نهائيا بعد، لكن جزءا منها تفسخ بالتأكيد يقول مصدر موثوق للديار، وما يحصل لا يعدو كونه حفاظا على بعض "ماء الوجه"!

جويل بو يونس - الديار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا