عربي ودولي

"حذر مفرط".. هل تراجع ماكرون عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

اعتبر خبراء أن تصريحات وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الأخيرة بشأن الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية، تعكس تردد الرئيس إيمانويل ماكرون، بل تراجعه تدريجياً عن التزام بلاده بالاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية، رغم تعهداته السابقة.

ورأى الخبراء أن هذه التراجع بمثابة خضوع للضغوط الإسرائيلية والأمريكية، ومراعاة لحسابات السياسة الخارجية المعقّدة في الشرق الأوسط.

فقبل أسابيع فقط، بدا أن باريس قد حسمت قرارها بالاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية.

وكان ماكرون أعلن، في أبريل/نيسان الماضي، على قناة فرانس 5، أجريت على متن الطائرة العائدة من القاهرة، أن فرنسا تتجه إلى الاعتراف بفلسطين "في الأشهر المقبلة".

وأشار إلى نية بلاده قيادة هذا المسار إلى جانب السعودية في مؤتمر دولي يُعقد في نيويورك ما بين 17 و20 يونيو/حزيران.

لكن فجأة، تغيّر الخطاب الرسمي. فقد أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو أن بلاده "لن تتخذ خطوة الاعتراف بشكل منفرد"، بل ستسعى إلى حشد دعم من دول أخرى، على رأسها الدول العربية، والسلطة الفلسطينية. 

وقال بارو: "نحن مصممون على المضي قدماً، لكن ليس بمفردنا. لدينا مسؤولية خاصة، كون فرنسا عضواً دائماً في مجلس الأمن".

أوضح بارو أن بلاده تسعى إلى "اعتراف جماعي" بدولة فلسطين لتكون الخطوة ذات تأثير سياسي فعلي لا مجرد إعلان رمزي، مضيفاً: لو كنا نبحث عن خطوة رمزية فقط، لقمنا بها. لكننا نريد تغيير الواقع، وجعل وجود الدولة الفلسطينية أمراً قابلاً للتحقق".

ويرى مراقبون أن هذا التحول في الموقف يعكس تردداً فرنسياً تجاه السير في طريقٍ قد يصطدم مباشرة بالإدارة الإسرائيلية وحلفائها.

كما أشار بارو إلى ضرورة "نزع سلاح حماس" كشرط أساس لأي مسار سياسي مستقبلي يخص غزة، في خطوة تُفهم على أنها محاولة لإرضاء الحلفاء الغربيين والضغط على السلطة الفلسطينية في الوقت نفسه.

من جهة أخرى، وجّه بارو انتقادات شديدة لما وصفه بـ"نظام التوزيع العسكري للمساعدات الإنسانية في غزة"، معتبراً أنه تسبب بـ"الفوضى، والمجاعة، والاقتتال الداخلي". 

وأكد أن إسرائيل ما زالت تفرض حصاراً خانقاً على القطاع، لم تُخفف قيوده إلا بشكل جزئي خلال الأيام الأخيرة.

وقال: "النتيجة هي الفوضى. هذا النظام أدى إلى اندلاع أعمال شغب، وعنف دموي. والكارثة الإنسانية مستمرة".

من جانبه، يرى الباحث الفرنسي في العلاقات الدولية بول فالنتان، من معهد مونتين، أن ماكرون "يدير الأزمة الفلسطينية بحذر مفرط".

وقال فالنتان: الاعتراف بدولة فلسطين في هذا التوقيت سيُعيد فرنسا إلى موقعها التقليدي كوسيط نزيه، لكنه في الوقت نفسه قد يعرّض باريس لتوترات مع تل أبيب وواشنطن، وهو ما تسعى الرئاسة الفرنسية لتجنبه حالياً".

وأعتبر أن تصريحات بارو تكشف عن تردد ماكرون، بل تراجعه تدريجياً عن التزام بلاده بالاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية، رغم تعهداته السابقة، مشيراً إلى أن باريس بدأت أن تظهر خضوعاً للضغوط الإسرائيلية والأمريكية، ومراعاة لحسابات السياسة الخارجية المعقدة في الشرق الأوسط.

أما الباحثة الفرنسية إليان بيغو، المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، فتعتبر في تصريحات  أن ماكرون يريد لعب دور الوسيط لا المنحاز، لكنه يُدرك أن أي خطوة أحادية دون تنسيق أوروبي أو عربي ستُفقد الاعتراف زخمه السياسي والدبلوماسي، بل وقد تُعرّضه للهجوم من الداخل الفرنسي".

وقالت بيغو إنه "في ضوء التردد الواضح في الموقف الفرنسي، يتضح أن الرئيس ماكرون يسير على حبل مشدود، يحاول فيه تحقيق توازن بين المبادئ المعلنة بدعم "حل الدولتين"، وبين واقع الضغوط السياسية الغربية". 

ورأت بيغو أنه إذا كانت النية الفرنسية لا تزال قائمة للاعتراف بدولة فلسطين، فإن التنفيذ الفعلي مرهون بتفاهمات جماعية، ومصالح إستراتيجية، قد تُعرقل المسار، أو تؤجله إلى أجل غير مسمى.

كل الأنظار تتجه نحو مؤتمر نيويورك المشترك بين باريس والرياض. لكنه، وفق المؤشرات الحالية، لن يكون إعلاناً مفاجئاً، بل مرحلة أخرى من "التمهيد الدبلوماسي" المشروط، الذي يحاول فيه ماكرون الحفاظ على دور فرنسا، من دون الاصطدام بجدران الواقع الدولي المعقد.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا