حزب الله أمام خيار التسليم أو الانفجار الداخلي
لم يعد التغيير في ايران مجرد دعوات تطلقها الادارات الغربية للدفع بالنظام في طهران الى انتهاج سلوك مغاير لذلك المعتمد على مدى عقود، بل باتت مطلبا محددا بتوقيت زمني حددته واشنطن وخلفها اسرائيل التي تعتبر الفرصة سانحة لضرب نظام تآكل بفعل الضربات الاقتصادية التي أنهكته ونهايته برأيها ستكون مشابهة للنظام السوري حيث تدحرج في ساعات بعد رفع روسيا يدها عنه.
في عواصم القرار ثمة شبه اجماع تطور الى قناعة بأن نظام الخميني الذي جاء على أنقاض نظام الشاه في اواخر سبعينات القرن الماضي، في طريقه الى الزوال والمطلوب التطلع الى ايران الجديدة التي تُحاكي التغييرات الكبيرة الحاضرة اليوم في منطقة الشرق الاوسط والتي تُحاكي بدورها لغة السلام الدائم. مخاض التغيير في ايران سيضرب الفيلق الممتد من طهران الى بغداد وصولا الى بيروت، حيث تعمل الدولة اللبنانية من خلال العهد الجديد على استيعاب حزب الله وتداعيات تراجع نفوذه في السنة الاخيرة. والمعروض على الحزب اليوم هو خيار الانضمام الى الدولة وتسليم كل مخازن السلاح من دون شروط لأن أي مقاومة ستؤدي الى انفجار داخلي في لحظة اقليمية خطيرة.
وتتقاطع مصادر مطلعة على الحراك الدولي في لبنان على ضرورة أن يأخذ الحزب الرسائل التي تصله وآخرها من فرنسا على محمل الجد، وأن يقوم بخطوة جريئة نحو التسليم بقرار الدولة. وبحسب هذه المصادر فإن اليد التي يمدها رئيس الجمهورية نحو الحزب تنطلق من حرص الرئاسة الاولى على ابقاء خط العودة الى الدولة مفتوحا أمام شريحة واسعة خسرت كثيرا في الحرب، وهو خط مرتبط بتوقيت لم يعد الحزب قادرا على تخطيه لأنه سيجد العهد في مكان آخر.
وما يحصل اليوم على هذا الصعيد وتحديدا في تواصل الرئيس عون مع قيادة الحزب هو تآكل من رصيد عهد لم يكمل سنته الاولى، وبالتالي فإن ما يجب أن يستدركه حزب الله واضح من خلال التطلع نحو التسليم بقرار الدولة والامتناع عن أي رد في حال تمت مهاجمة ايران، لأننا سنكون عندها أمام معركة ساقطة عسكريا وجغرافيا.
وتربط مصادر حكومية التجديد لقوات اليونيفيل بقدرة الدولة على ضبط حركة حزب الله في الاسابيع التي تسبق قرار التمديد، مشيرة الى أن الدول المعنية بعمل قوات الطوارئ ستدعم القرار الاميركي الاسرائيلي بسحب هذه القوات في حال وجدت مراوغة رسمية لبنانية وتهاونا في التعامل مع الحزب. من هنا تؤكد المصادر أن الحكومة اتخذت القرار بالرد بيد من حديد على أي اعتداء تتعرض له القوات الدولية، وهذا ما اعرب عنه الرئيس نبيه بري الذي انتقد في مجالسه ما قام به البعض في القرى الجنوبية، ملمحاً أيضا الى الجهات الداعمة لهذه الافعال، حيث اشار بري الى أن لبنان لا ينقصه الى همومه ومشاكله مشاكل أخرى بحجم الاعتداء على القوات الدولية التي لا زالت قادرة على ضبط الوضع في الجنوب ووجودها أفضل بكثير من غيابها واحتلال اسرائيل للاراضي هناك. على الحزب الاختيار بين اليد الممدود لترميم العلاقة مع الداخل أو الذهاب بعيدا في خياراته الاستراتيجية والتي ستكلفه هذه المرة فاتورة كبيرة.
علاء الخوري
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|