عربي ودولي

ماذا نعرف عن خطر الإشعاع النووي بعد الضربات الإسرائيلية للمنشآت الإيرانية؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أعلنت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، أنها سجلت تلوثاً إشعاعيا داخل منشأة نطنز‏ التي هاجمتها إسرائيل، لكنه ليس تلوثاً من الخارج، مشددة على عدم القلق. 

وأضافت الهيئة: "نحتاج إلى تنظيف الإشعاعات داخل منشأة نطنز ومن ثم تقييم الأضرار". 

‎وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، في اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، إن محطة التخصيب التجريبية فوق الأرض في موقع نطنز النووي .الإيراني دمرت.

‎وتحدث عن تدمير البنية التحتية الكهربائية ومولدات الطاقة الطارئة بالإضافة إلى جزء من المنشأة كان يتم فيه تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المئة .

‎وأضاف أن منشأة الطرد المركزي الرئيسية تحت الأرض لم تتعرض لإصابات، غير أن فقدان الطاقة قد يكون أضر بالبنية التحتية هناك.

وأعلن الجيش الاسرائيلي عن توجيه ضربات الى منشأة أصفهان النووية. وفي غياب معلومات دقيقة عن حجم الضرر الفعلي الذي لحق بالأهداف النووية الإيرانية، ماذا نعرف عن الإشعاعات وأخطارها؟

الضربات التي تستهدف أي منشآت نووية قد تطلق نظرياً سحباً من الإشعاع القاتل الذي يعرّض حياة البشر وصحتهم للخطر. لكن في حالة الهجمات التي شنّتها إسرائيل على إيران ليل الجمعة، لا يبدو حتى الآن أن هذا هو ما حصل.
وفصلت صحيفة "نيويورك تايمز" الجانب العلمي المرتبط بشرح المكونات النووية وتأثيراتها. وأورد تقرير نشرته أن الضربات الأولى والأهداف تشير في الوقت الراهن إلى استبعاد السيناريوهات الأخطر، مما حصر التهديد الإشعاعي المحتمل في نطاق التأثيرات الطفيفة نسبياً. فالتهديد الأخطر على الإطلاق ينبع من الهجمات الناجحة على المفاعلات النووية. ومع مرور الوقت، يؤدي انشطار الذرات في وقود المفاعل إلى تراكم نواتج مشعة عالية الخطورة. من بين الأسوأ منها: السيزيوم-137، والسترونتيوم-90، واليود-131.

وإذا استنشق اليود-131 أو تم ابتلاعه، فيستقر في الغدة الدرقية للإنسان، وهناك تؤدي إشعاعاته القوية إلى  احتمال زيادة في خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، خصوصاً لدى الأطفال. أما النظائر الأخرى، فيمكن أيضاً أن تسبب السرطان.

ماذا عن اليورانيوم قبل التخصيب وبعده؟

يعد خام اليورانيوم الذي يستخرج  من المناجم أقل خطورة، لكنه يحتوي على كميات ضئيلة من النظير المشع النادر يورانيوم-235، والذي يمكن استخدامه لتوليد الطاقة في المفاعلات النووية بمستويات تخصيب مخفوضة، أو لتصنيع القنابل النووية بمستويات أعلى. وتبلغ نسبة U-235 في خام اليورانيوم المستخرج أقل من 1٪.

هدف عملية التخصيب هو رفع هذه النسبة، وتستخدم لتحقيق ذلك أجهزة طرد مركزي تدور بسرعات عالية جداً. وقد بدأت إيران بمستويات مخفوضة ورفعتها تدريجاً مدى عقود، لتصل الآن إلى أعلى مستوى عند 60٪، وهو قريب جداً من درجة التخصيب اللازمة للأسلحة النووية.

ومن منظور الصحة العامة، كلما ارتفعت نسبة التخصيب، زاد الخطر. فالنظير ومنتجات تحلّله تطلق ثلاثة أنواع من الإشعاعات: جسيمات ألفا، وبيتا، وأشعة غاما. 

جسيمات ألفا وبيتا أضعف من غاما. لألفا قدرة اختراق ضعيفة جداً، يمكن إيقافها بورقة. ولإشعاع بيتا قدرة اختراق أكبر من إشعاع ألفا، يمكنه اختراق الجلد والورق. أما غاما التي تتميّز بطاقة عالية وتخترق جسم الإنسان، فتسبّب أضراراً  في الحمض النووي، وتزرع بذور الإصابة بالسرطان. ويتطلب حجبها طبقات سميكة من الخرسانة.

وتشير صور الأقمار الصناعية وتحليلات الخبراء إلى أن أحد الأهداف الرئيسة للهجمات الإسرائيلية كان مجمّع نطنز، أكبر مواقع التخصيب في إيران، وقد اعلن الجيش الاسرائيلي اليوم عن استهداف مركز لبنية نووية في أصفهان . ودمر بالكامل "مركز التخصيب التجريبي" في نطنز، حيث كانت إيران تنتج اليورانيوم المخصب بنسبة تقترب من 60٪. وتُظهر الصور أثراً يشبه الحفرة السوداء، كما تظهر الفيديوهات من بعيد سحباً من الدخان الداكن.

من الممكن أن بعض هذا الدخان كان يحتوي على جزيئات U-235، وهو ما قد يشكل خطراً صحياً على المستوى الإقليمي. لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تراقب الموقع الإيراني، قالت إنها لم ترصد أي خطر من هذا النوع حتى الآن.

وقال غروسي، المدير العام للوكالة، في كلمته أمام مجلس الأمن الجمعة: "مستوى الإشعاع خارج موقع نطنز ظل على حاله، وفي المستويات الطبيعية، مما يشير إلى عدم وجود تأثير إشعاعي خارجي على السكان أو البيئة نتيجة هذا الحدث".

وأشار إلى مخاوف من جسيمات ألفا داخل منشأة نطنز، لكنه وصفها بأنها "قابلة للإدارة" إذا استخدمت إجراءات الحماية المناسبة.

وبعيداً  من الخطر الإشعاعي، فإن أحد العوامل المهددة للصحة هو أن اليورانيوم بجميع أشكاله يعد معدناً ثقيلاً ضاراً بالصحة، يشبه الرصاص. وإذا تم ابتلاعه، فيمكن أن يتسبب بسلسلة من الآثار الصحية السلبية، تستهدف الكلى بشكل أساسي. وقد تؤدي التعرّضات الحادة إلى فشل كلوي.

ويعدّ استنشاق غبار اليورانيوم، وهو خطر شائع في التعدين والطحن، تهديداً أيضاً. إذ يمكن للجزيئات المستنشقة أن تترسّب في الرئتين، مما يؤدي إلى تهيج والتهاب، ومع مرور الوقت إلى أمراض رئوية مثل التليف.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا