النووي يلوح في أفق المنطقة ويهدّد أمنها... هل ينجو لبنان؟
في خضمّ التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل، ومع تنامي المخاوف من انزلاق النزاع إلى مواجهة شاملة قد تشمل استخدام السلاح النووي التكتيكي، تبرز تساؤلات مشروعة حول مدى تعرّض دول الجوار، ومنها لبنان، لمخاطر التلوّث الإشعاعي.
وبينما تتعدّد التحليلات والسيناريوهات العسكرية، يتّجه الاهتمام العلمي والميداني نحو العوامل المناخية التي تلعب دورًا حاسمًا في توجيه الإشعاعات النووية عند وقوع أي تفجير. وفي هذا السياق، قدّم الخبير الأب إيلي خنيصر، المتخصص في الأحوال الجوية، شرحًا حول كيفية تأثير اتجاه الرياح الموسمية في حماية لبنان أو تعريضه للخطر.
الرياح صيفًا وخريفًا: "درع طبيعي" ضد الإشعاعات
يشير الأب خنيصر، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، إلى أنّ لبنان يقع، بين شهري أيار وتشرين الأول، تحت تأثير رياح غربية وشمالية غربية، مصدرها البحر المتوسط وتركيا. وهذه الرياح تندفع عادةً نتيجة الفوارق في الضغط الجوي بين المناطق، إذ يُسجَّل ضغط مرتفع فوق البحر الأسود واليونان، مقابل ضغط منخفض نسبيًا في لبنان وشمال الهند، بسبب تمدّد المنخفض الهندي الموسمي.
ويضيف: "هذا الاختلاف يؤدي إلى تشكّل رياح غربية أو شمالية غربية قد تتجاوز سرعتها 30 كلم/س، وهو ما يُعدّ عاملًا إيجابيًا يساهم في دفع أي إشعاعات محتملة بعيدًا عن الأجواء اللبنانية".
متى يصبح لبنان عرضةً لخطر الإشعاعات؟
بحسب خنيصر، يتمثّل السيناريو الأخطر بالنسبة للبنان في تحوّل اتجاه الرياح إلى جنوبية شرقية، إذ تنقل هذه الرياح الإشعاعات من الأراضي الفلسطينية المحتلة نحو لبنان وشمال سوريا وتركيا، ما يعني وصولها المباشر إلى الأجواء اللبنانية.
لكن هذا الاحتمال، كما يؤكّد، "مستبعد تمامًا في فصل الصيف، نظرًا لطبيعة المنظومة الجوية السائدة خلال هذه الفترة، والتي تمنع تشكّل هذا النوع من الرياح في منطقتنا. فحركة المرتفعات الجوية فوق أوروبا والبحر الأسود، إلى جانب نشاط المنخفض الهندي، تضمن بقاء التيارات الهوائية من الغرب أو الشمال، أي من جهة البحر أو تركيا".
وماذا عن الرياح الشرقية؟
في ما يخصّ الرياح الشرقية أو القادمة من سوريا والعراق، يقول خنيصر إنها "نادرة جدًا صيفًا، إذ لا تتكوّن إلا في ظلّ ضغط مرتفع جدًا فوق شرق المتوسط وانحسار المنخفض الهندي، وهو ما لا يحدث فعليًا بين أيار وأيلول".
ويشدّد على أنّ "الرياح الشرقية في هذا الموسم تكاد تكون معدومة، ولا تشكّل خطرًا على لبنان".
لبنان بمنأى عن الكارثة... صيفًا وخريفًا
بناءً على هذا التحليل، يرى خنيصر أنّ لبنان محصّن إلى حدّ كبير من خطر انتقال الإشعاعات النووية خلال فصلي الصيف والخريف، بفضل الاتجاه السائد للرياح، والذي يعمل كحاجز طبيعي في وجه أي تلوّث إشعاعي محتمل في المنطقة.
ومع تزايد القلق الشعبي من تداعيات أي ضربة نووية في محيط لبنان، يبقى العامل الجوي بمثابة نقطة ضوء وسط العتمة الإقليمية، تؤكّد أنّ الطبيعة – في بعض الأحيان – تقف إلى جانب الإنسان.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|