نتائج الحرب ستطال لبنان والنأي بالنفس جنبه لعبة الامم
الاهتمامات اللبنانية لا تزال مركزة على الحرب الدائرة بين إسرائيل وايران وتتبع تطوراتها رغم الإعلان عن وقفها والحرص على استيعاب أي انعكاسات امنية محتملة لها على لبنان خصوصا لجهة عدم إعطاء تل ابيب أي ذريعة لتصعيد اعتداءاتها في ظل استمرارها اليومي في خرق اتفاق وقف اطلاق النار والقرار الدولي 1701، علما ان من شأن نتيجة المواجهة الضارية التي دارت بين الجانبين ان ترسم ملامح الشرق الأوسط الجديد وتوازناته لسنوات مقبلة . وان لبنان سيتأثر حكماً بهذا المخاض الإقليمي العسير وما سيسفر عنه .
جدير ان ملف سلاح حزب الله سيكون على الأرجح الأكثر تأثرا بما ستؤول اليه المواجهة بين ايران وإسرائيل . فصمود طهران حتى النهاية سينعكس مردوده إيجابا على القضية الفلسطينية ومحور المقاومة ولو حققت إسرائيل انتصارا كاملا لكان بنيامين نتنياهو سيتحول نحو الساحة اللبنانية لمواصلة حربه الواسعة على الحزب واستثمار ما يظن انها فرصة تاريخية للتخلص كليا من خطره .
النائب التغييري ملحم خلف يقول لـ "المركزية" في السياق ان التزام لبنان سياسة النأي بالنفس، ولأول مرة، جنبه العديد من المشكلات التي تضمرها له إسرائيل التي حشدت العديد من الالوية والكتائب العسكرية شمالا على الحدود قبل تخفيفها بالامس . ما جرى بين إسرائيل وايران لعبة أمم كبيرة لا مجال لنا للدخول فيها . نتائج هذه الحرب ستطال المنطقة بأسرها . وكان من شأن توسعها ان يؤدي الى يالطا جديدة او مؤتمر يجمع الى اميركا روسيا والصين، ولكنها بقيت محصورة رغم المساندة الأميركية لتل ابيب. علينا تخطي عجزنا الداخلي وتحصين وضعنا عبر التمسك بالشرعية والقرارات الدولية . القصة لا تتحمل أي مغامرة . لا نعلم ماذا نريد . نحن في جمود قاتل . الأمور تراوح مكانها . اليوم نربط مصيرنا بالحرب الإسرائيلية - الإيرانية وكأن لنا ذاك التأثير على ما يدور . بالأمس ربطنا مستقبلنا بما يجري في غزة وبمحور الممانعة . بدل معالجة الملفات الداخلية من تسليم السلاح الفلسطيني الى سلاح حزب الله والتنفيذ الكامل للقرار 1701 ارجأناها الى ما بعد انتهاء الحرب. المفترض كان حصر السلاح بيد الدولة وحدها والإسراع في طي هذه الصفحة تمهيدا لمعالج الملفات الإدارية ودفع عجلة المؤسسات للعمل والخروج من نهج المحاصصة والفساد المتحكم بها . إنجازات بسيطة في الدوائر المالية والعقارية من شأنها ان تعيد الثقة المفقودة بالدولة ومؤسساتها . العالم كله يطالبنا بالإصلاح . في كل أسبوع زائر وموفد عربي او اجنبي يرسم لنا خارطة عمل وبرنامجا للنهوض .نتخبط في ارضنا ونتباهى في فوز مختار لنا في هذه القرية او رئيس بلدية في تلك. خلاصته نتلهى في الأمور الصغيرة وغائبين عن مواكبة ما يجري في المنطقة والعالم .
يوسف فارس - المركزية
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|